قالت السيدة عائشة, ابتدأ برسول الله صداع فقال: وارأساه, ثم اشتد عليه في بيت ميمونة واستأذن نساءه أن يمرض في بيت عائشة وكانت مدة مرضه عشرة أيام وقيل اربعة عشر يوما. تقول عائشة: دخلت علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: أصلي الناس؟ فقلت لا.. هم ينتظرونك. فقال: أريقوا علي الماء ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينهض فأغمي عليه ثم أفاق فقال أصلي الناس؟ فقلت لا فقال أريقوا علي الماء إلي ثلاث قرب, فلما عجز قال: مروا أبا بكر أن يصلي بالناس, فلما أصبح وجد في نفسه خفة, فخرج بين رجلين( العباس وعلي) فكشف النبي ستر الحجرة ينظر إلي الناس, ثم تبسم فضحك كأنه يودع أصحابه.. وقال أبو هريرة: دخل جبريل علي النبي صلي الله عليه وسلم في مرضه الذي قبض فيه, فقال إن الله يقرئك السلام ويقول: كيف تجدك؟ قال أجدني في وجع, ثم جاءه في الغد فقال كيف تجدك قال أجدني في وجع, ثم جاءه في اليوم الثالث ومعه ملك الموت فقال يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول: كيف تجدك؟ قال أجدني في وجع يا أمين الله, من هذا معك, قال: هذا ملك الموت عليه السلام وهذا آخر عهدي بالدنيا بعدك وآخر عهدك بها ولن آسي علي هالك من ولد آدم بعدك ولن أهبط إلي الأرض إلي أحد من بعدك أبدا, فوجد النبي سكرة الموت وعنده قدح فيه ماء يمسح به وجهه ويقول: اللهم أعني علي سكرات الموت ثم رفع أصبعه إلي السماء وقال: بل الرفيق الأعلي ثلاثا. ثم قبض وذلك يوم الاثنين, فمكث ذلك اليوم وليلة الثلاثاء ودفن من الليل رواه البخاري. بعث النبي عليه الصلاة والسلام وهو أبي أربعين سنة وأقام بمكة ثلاث عشر, سنة وبالمدينة عشرا وتوفي وهو إبن ثلاثة وستين سنة في العام العاشر من الهجرة. ولم يدر الصحابة أين يدفن صلي الله عليه وسلم حتي قال أبو بكر: سمعت رسول الله يقول لم يقبر نبي إلا حيث يموت فدفن في حجرة عائشة. وعن أنس ابن مالك قال: قال: رسول الله عليه الصلاة والسلام لايؤمن أحدكم حتي أكون أحب اليه من ولده ووالده والناس أجمعين, وعن أبي هريرة قال خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ذروني ما تركتكم انما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم علي أنبيائهم, فاذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه رواه البخاري