البحر الاحمر من عرفات علي إذا كانت المقومات الطبيعية الموجودة بنطاق محافظة البحر الأحمر وعلي رأسها البيئة البحرية قد جعلتها عاصمة السياحة في مصر ومزارا ترفيهيا يقصده سنويا عدة ملايين من مختلف جنسيات السائحين فهذا لا يعني أن هذه المنطقة معدومة أو فقيرة من حيث مقومات السياحة الثقافية التي يرتادها أيضا ملايين السائحين كما هو موجود بمقاصدنا الأثرية علي ضفتي نهر النيل. فكما أبدع قدماء المصريين هناك, جاءوا أيضا إلي ربوع الصحراء الشرقية وأبدعوا فيها بفنونهم وعظمتهم وشيدوا العديد من القلاع والمواقع الأثرية. ومن بين الأمثلة علي وجود مقومات السياحة الثقافية بالبحر الأحمر والتي لو استغلت سياحيا لأضافت الكثير لقطاع السياحة نجد طريق وادي الحمامات وهو ذلك الطريق الذي يربط بين مدينتين عريقتين وهما مدينة قفط بنطاق محافظة قنا ومدينة القصير علي ساحل البحر الأحمر والتي كانت ذات يوم محافظة من بين ست محافظات علي ساحل البحر الأحمر. وهذا الطريق علي وجه الخصوص له حدوتة تاريخية حيث يعد تاريخيا أهم الطرق المصرية القديمة فهو أول من ربط بين وادي النيل وساحل البحر الأحمر فهو الطريق الأوحد الذي سلكه الحجيج إلي الأراضي المقدسة وقبلهم الفراعنة القدماء حيث استخدموه في تجارتهم مع بلاد بنت وليس هذا فحسب بل منه جلبوا الأحجار لبناء معابدهم بوادي النيل وحين ذاك وضعوا بصماتهم الأثرية علي جانبيه ودونوا رحلاتهم عبر هذا الطريق بكتابات ونقوش رائعة يصل تعدادها لنحو2300 نقش أثري مازالت باقية وصامدة غالبيتها علي يسار هذا الطريق. ومنطقة الفواخير الواقعة في منتصف هذا الطريق توجد بها مباني المصنع القديم لمنجم الذهب الذي شيده الفراعنة هناك حيث كانوا يستخرجون سبائك الذهب وأيضا من أهم المواقع الأثرية الموجودة علي هذا الطريق تلك المباني الصغيرة المقامة علي قمم الجبال المطلة علي الطريق التي كانت تستخدم لإرشاد قوافل المسافرين وهي عبارة عن أبراج مراقبة كانت تستخدم فيها الشعلة ليلا والبيارق نهارا وعلي جانبيه أيضا أطلال لمبان حجرية كانت تسمي الخان وهي استراحات للمسافرين ودوابهم ويوجد ما كان يسمي قصور البنات حيث توجد رسوم وأشكال تعود لفترة ما قبل التاريخ إلي جانب مجموعة من الآبار الأثرية مثل بئر الحمامات والسيالة. وقد توافرت مجموعة من النقوش خلال العصر الفارسي وعلي جانب هذا الطريق أيضا يوجد وادي النخيل والعنملجة وهما من الوديان الحساسة بيئيا حيث الحيوانات البرية النادرة مثل الماعز الجبلي والغزال المصري والحمام البري إلي جانب مجموعات من النباتات البرية. كل هذه الأشكال كما يقول محمد عبده حمدان أحد أبناء مدينة القصير إنها تشكل في مجملها بيئة سياحية فريدة تؤازرها الطبيعة الخلابة, ويطالب هيئة الآثار المصرية بخطوات فاعلة لإحياء هذا الطريق أثريا وإدراجه علي الخريطة السياحية كمزار سياحي والترويج له خارجيا بما يسهم في زيادة تنمية المنطقة سياحيا وبما يعمل علي توفير فرص عمل جديدة للشباب.