امتزجت أفراح ثورة25 يناير مع أفراح الإفراج عن العديد من أبناء سيناء والتي أسفرت عنها ثورة يناير كبداية جديدة للمعتقلين وتحقيق مزيد من فرص الاستثمار والتنمية بتحقيق الأمن بالمحافظة وقد أفرجت وزارة الداخلية عما يزيد علي117 معتقلا علي دفعات متتالية وهناك المزيد من الافراجات خلال أيام حسبما أكد السيد عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء. وأضاف أن هذه الإفراجات تأتي تماشيا مع بداية عهد جديد بعد اجتماع مشايخ سيناء مع القوات المسلحة وتم الافراج بعد دراسة جميع ملفات المعتقلين وتسليمهم إلي ذويهم أمام المعتقلات المختلفة. والسؤال هو؟ كيف يمكن تحقيق الأمن بسيناء؟.. وحول الاجابة علي هذا التساؤل رصدت الأهرام بداية المشاكل الأمنية بسيناء؟ وسبل الحلول المقترحة من كل الجهات ومبادرات الأجهزة الأمنية لتحقيق الأمن والاستقرار. { بداية المشاكل الأمنية يوضحها محافظ شمال سيناء بقوله إن هذه المشاكل وان كانت لا تعبر عن طبيعة المجتمع السيناوي ولا عن طبيعة أهلها التي نشهد لهم جميعا بانهم حراس لبوابة مصر الشرقية ولا تمثل أكثر من1% فقط من أي محافظة حدودية فالبداية هي عدم فهم بعض الشباب لطبيعة القوانين العرفية خاصة المتعلقة قديما بموضوع الوثاقة والتي كانت تعني قديما أنه إذا تعرض شخص ما إلي مشكلة مع أحد أفراد قبيلته يذهب اليه ويحاول معه أن يحل هذه المشكلة عن طريق القضاء العرفي فإذا رفض يقوم بتشهيد العديد من الأفراد علي أنه رفض الانصياع إلي الجلوس لحل النزاع عرفيا فيقوم بأخذ جمل يمتلكه الرجل الرافض للانصياع عرفيا ويربط قدميه الأماميتين ويضعه عند شيخ القبيلة وهذه تسمي( توثيق قدمي الجمل) ويفهمه طبيعة المشكلة وان سبب أخذ الجمل هو إجباره علي حل النزاع عرفيا ويتم إبلاغه بذلك حتي يجبر علي ذلك. ويضيف ان هذا كان يتم دون قوة أو ترهيب للمواطنين ودون استخدام سلاح, وقد فهم بعض الشباب هذه الظاهرة خطأ فبدأوا بخطف السيارات تحت تهديد السلاح وهذا ما نتج عنه العديد من المشاكل تنتهي غالبا بالقتل وسفك الدماء وهذا ما لا يرضي المجتمع.. وأضاف أيضا أن بعض وسائل الاعلام قد تجاوزت في وصف أبناء سيناء علي غير الحقيقة كما ان الفئة الخارجة لا تمثل شيئا وان تضخيم وسائل الإعلام غير الصادقة هي التي ظهرت هذه الصور غير الصحيحة. وحول حل هذه المشكلة يقول المحافظ قمنا بتقسيم القبائل إلي أرباع وكل شيخ قبيلة مسئول عن أفراد قبيلته حتي الجد الرابع في الإبلاغ عنه وعدم تجاوزه لكل الأمور إضافة إلي أن القانون يجرم تماما ما يحدث ونحن في صدد حلها لتحقيق الاستقرار الأمني ونتمكن من الاستثمار والتنمية لأنه لن توجد تنمية دون تحقيق الأمن أولا. وحول الحلول المثلي لتحقيق الأمن بسيناء يقترح الشيخ سليمان الزملوط من مدينة بئر العبد مطالبة المجالس المحلية بإعداد خريطة متكاملة تبين فيها أماكن القبائل وعددهم وحصر أراضيهم ليكون معلوما للجميع ان هذه الأرض تخص هذه القبيلة بعينها وعليه تكون القبيلة مسئولة مسئولية تامة عن أي فعل يحدث في الأرض خاصة المنشآت الحكومية بحيث أن أي خطأ يصدر بهذه الأرض تكون مسئولية القبيلة بالكامل علي أن يكون هناك حراسا لمثل هذه المنشآت مثلما كان قديما بما يسمي حارس الدرك لحماية أراضي سيناء. وأضاف أننا يجب ان نجلس مع الشباب من أبناء القبائل لدراسة مشكلاتهم علي الطبيعة بدلا من تركهم يتخبطون والعمل علي حلها تماما. أما الشيخ سليمان عيد مصلح فيقول ارغب في رد الجميل والشكر والعرفان لقواتنا المسلحة التي تستمع إلي مطالب ابناء سيناء وهذا هو البعد الأول في الحفاظ علي الأمن لأن معرفة المشكلة هي أولي الخطوات لحلها أما تركها تتفاقم يؤدي إلي مزيد من عدم الاستقرار أما الكاشف محمد الكاشف فيقول ان عودة الأمن تتطلب أولا إسقاط جميع الأحكام الغيابية وإسقاط كل الأحكام العسكرية. فالبعد الأول لابد ان يكون إعادة الثقة بين المواطن ورجال الأمن, واعادة محاكمة المظلومين لابد ان يراعي فيها روح القانون وان تعطي3 شهور مهلة لابناء البادية وحضرها لتسليم الأسلحة التي تهدد أمن المجتمع يليها عودة رجال الشرطة إلي الشارع السيناوي بعناصر جديدة وأفكار جديدة وتتعامل علي أن المواطن شريف إلي ان تثبت ادانته وعدم تلفيق الاتهامات بالباطل حيث ان 90%من الأحكام الغيابية ظلم واضح علي حد قوله. أما عبدالله جهامة شيخ قبيلة الترابين فقال إننا نريد أن نفعل العديد من الاجتماعات مع رجال القوات المسلحة لان تفعيل مثل هذه الاجتماعات تسفر عن دراسة مشاكلنا وحلها الحل الأمثل والطبيعي لأن قواتنا المسلحة دائما جادة وسريعة في تنفيذ مطالبنا كما أنه يجب مراجعة ملف التنمية خاصة بوسط سيناء وقبل التنمية يجب أن نحقق السلام الاجتماعي مطالبا بضرورة دراسة بعض القوانين العرفية التي ليس لها معني في الوقت الحالي مثل ظاهرة توثيق السيارات والتي كانت تتم قديما نظرا لصغر حجم المجتمع وكذلك كانت هناك أصول في هذه الظاهرة ويجب ان تجتمع القبائل لتحديد الخمسات من الجدود ليكون كل شيخ مسئولا عن خمسمائة فيما يخص أبناء قبيلته ليكون مسئولا أمام الجميع وطالب بأن يكون هناك تعاون مثمر بين جميع المشايخ ونبذ العنف وفي النهاية لن تتحقق التنمية إلا باستقرار الآمن والذي لن يتحقق إلا بأخذ أفكار مشايخ القبائل السابقة في الاعتبار لنأخذ عهدا جديدا مع ثورة يناير.