مهندس البترول طارق عبداللطيف محمد أقطش(36عاما) استيقظ يوم الجمعة28 يناير مثلما اعتاد كل أسبوع, تناول الإفطار مع أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وابنتيه, واستعد للخروج للصلاة.. قبل ابنتيه واحتضنهما, قالت زوجه وهي تودعه ادعي لنا, لم يكن يعلم هو وأسرته أن هذه هي آخر مرة يراهم فيها. يقول أحمد أمين( ابن عمه): خرج المهندس طارق للصلاة في مسجد مصطفي محمود, وكان قد اتفق علي الالتقاء مع بعض الأصدقاء في ميدان التحرير للمشاركة في مظاهرات جمعة الغضب, إلا أنهم لم يلتقوا معا بسبب انقطاع الموبايل, هناك أحد المعارف الذي رأي طارق في الميدان في حدود الساعة العاشرة مساء الجمعة. كانت هذه هي المرة الأخيرة التي يري فيها شخص طارق. ويكمل روايته قائلا: لم أترك مستشفي أو قسما إلا وسألت عنه, حتي المشارح بحثت فيها. تضاربت أقوال من نسألهم, فمن يقول إنه موجود وكويس, ومن يقول إنه مقبوض عليه عند الجيش, وآخرون يقولون إنه لدي أمن الدولة, لكن المؤكد أن الكلام الذي يقال إنه لا يوجد أحد في المعتقلات غير صحيح, فقد ذهبت بنفسي إلي السجن الحربي بالهايكستب أسأل عن طارق, فأخرجوا لي قائمتين بهما ما يقرب من005 اسم للبحث فيها, أما مبني أمن الدولة فلم نستطع الوصول له أصلا, فأمناء الشرطة يوقفونا قبل الوصول للوزارة. لم تفقد عائلة المهندس طارق أقطش الأمل في العثور عليه, وبات الأمر الأكيد أنه معتقل في أحد السجون لأنه لا توجد إشارة أخري غير ذلك, ومازالت ابنتاه تنتظران عودة والدهما, فهما لا تعرفان أنه مختف بعد أن اضطرت الاسرة أن تؤلف قصة سفر مفاجئ له. ونحن مازلنا نسأل أين هؤلاء المختفون؟ وزير الداخلية يصرح بعدم وجود معتقلين للمظاهرات لدي الوزارة, والجيش ينفي أنه اعتقل أشخاصا بسبب التظاهر, فمتي سنجد الرد المناسب الذي يطمئن قلوب أهالي هؤلاء الأشخاص؟ وهل سيجتمع شمل الأطفال بآبائهم؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلي إجابات.