في اليوم التاسع من ثورة71 فبراير في ليبيا, فقد الزعيم الليبي معمر القذافي سيطرته علي مزيد من الأراضي الليبية فيما واصل المحتجون تعزيز مكاسبهم علي الأرض, حسبما ذكرت التقارير الإعلامية. وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن قوات موالية للقذافي تحرس العاصمة طرابلس كما تنتشر الدبابات في ضواحي المدينة, في الوقت الذي أصيبت فيه العاصمة بالشلل التام وبدت مهجورة لا يتجول فيها الا مسلحون موالون للقذافي.ويتردد من وقت لآخر إطلاق النار والمدفعية داخل العاصمة,بالإضافةلأنباءعن محاصرة كتائب مسلحة لقري ومناطق قريبة من طرابلس, كما أكدت مصادر أن الأهالي بطرابلس تمكنوا بالتعاون مع كتيبة حماية المنشآت النفطية من السيطرة علي منطقة مرسي البريقة النفطية الواقعة في خليج سرت وتبعد ستمائة كيلومتر شرق العاصمة الليبية. وترددت أنباء عن انتفاضات داخل مدينتي مصراته والزاوية القريبتين من العاصمة طرابلس وسيطرة المحتجين عليهما, وقال شاهد عيان لوكالات الأنباء أمس إن الجيش الليبي نشر أعدادا كبيرة من أفراده في مدينة الزاوية الواقعة علي بعد05 كيلومترا غرب طرابلس علي الطريق بين المنطقتين الشرقيةوالغربية. وبثت الفضائيات أمس صورا لما قالت إنه مركز شرطة محترق في بلدة الزاويةو نحو02 جثة غالبيتها لاشخاص قيدت أياديهم خلف ظهورهم, كاشفة أنهم قتلوا بالرصاص لانهم رفضوا إطلاق النار علي المحتجين. وقالت مصادر طبية إن سبعة قتلي وأربعين جريحا سقطوا بعد مهاجمة كتائب القذافي مدينة الزاوية مستخدمينأسلحة ثقيلة في مهاجمةأقل من ألف معتصم صباح أمس مما أدي إلي انتفاضة المواطنين من داخل المدينة ضد القذافي.كما كشف شهود عيان اشتباكات كثيفة بالأسلحة النارية دارت بين قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي ومعارضيه بالمدينة. وفي كلمة وجهها الزعيم الليبي عبر التليفزيون الرسمي إلي مدينة الزاوية والتي تعد مفتاحا للعاصمة طرابلس, جدد القذافي اتهامه للقاعدة وأسامة بن لا دن باللعب في عقول الليبيين واتهامه للمحتجين بتعاطي حبوب الهلوسة, مؤكدا أن ما يحدث في مدينة الزاوية مهزلة ومقدما التعازي في الضحايا الذين سقطوا خلال الاحتجاجات. وكذلك كشفت وكالة رويترز عن إن لجانا شعبية سيطرت علي مدينة زوارة غرب طرابلس, فيما اعتبره مراقبون بسطا لسيطرة المعارضة علي معظم المناطق الغربية وتعزيزا لعزلة النظام الليبي داخل العاصمة. وفي المناطق الغربية بليبيا, خرج متظاهرون ليبيون الي شوارع مدينتي بنغازي وطبرق وهم يطلقون منبهات سياراتهم ويلوحون بالاعلام الليبية القديمة ويطلقون الألعاب النارية فيما وصفه صحفيون بحفلات شعبية كبيرة. وتجمع سكان مدينة بنغازي في طوابير من أجل الحصول علي قطع سلاح انتزعت من أفراد الشرطة والجيش استعدادا لما أسموه معركة طرابلس.ويأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه ناشطون معارضون لتنظيم تظاهرة احتجاجية في طرابلس اليوم. وفي اتساع لرقعة الانشقاقات حول الزعيم القذافي دعا مبعوث ليبيا لدي الأممالمتحدة عبد الرحمن شلقم القذافي للتنحي من منصبه, وقال في رسالة وجهها له في اتصال عبر الفضائيات: أخي القائد, ليبيا أكبر من الجميع. وواصلت وسائل الإعلام الرسمية الليبية تعتيمها للأحداث الجارية حول طرابلس وفي داخلها, فيما أعلنت السلطات الليبية أنها تعد لجولة للبعثات الأوروبية في شوارع العاصمة لدحض الشائعات التي تروجها وسائل الإعلام المغرضةوالتي تظهر جثثا لرجال بزي الأمن ملقاة علي الشوارع قيل إنهم تعرضوا للإعدام بعد رفضهم الانصياع للأوامر بقمع وقتل المتظاهرين الليبيين. وتظهر الصور الجثث وهي مكبلة الأيدي وعليها آثار استهداف الرصاص للرأس مباشرة. ومن طرابلس, قال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم ان الصحفيين الموجودين حاليا في ليبيا بدون تصريح او تأشيرة يعتبرون خارجين علي القانون. واضاف: نحن نعتبر ان الصحافيين الذين دخلوا ليبيا بشكل غير شرعي كأنهم يتعاونون مع القاعدة, وهم خارجون علي القانون, واذا لم يسلموا أنفسهم للسلطات فسيعتقلون.وقال التلفزيون الرسمي ان عناصر الامن الليبي اعتقلت اشخاصا معهم معدات متطورة لنقل معلومات عبر الاقمار الفضائية, من دون تقديم تفاصيل اخري. ومن جانبه, اتهم سيف الإسلام القذافي, نجل الزعيم الليبي معمر القذافي, دولا عربية لم يسمها بالتآمر ضد ليبيا, قائلا إن التآمر ليس من الليبيين, التآمر قادم من إخوانكم العرب الذين سلطوا عليكم إذاعاتهم والكلام المسموم والإشاعات الكاذبة. ونفي سقوط مئات القتلي في المصادمات التي تشهدها البلاد بين المحتجين المطالبين بإسقاط نظام والده القذافي وقوات الأمن, أو أن يكون هناك استهداف للمناطق المأهولة بالسكان.
