في الوقت الذي بدأت فيه الاحتجاجات الفئوية تتوقف في كثير من الوزارات والمصالح والشركات والبنوك لتعود عجلة العمل والانتاج, فإن العاملين بالطيران المدني لم يكونوا بعيدين عن التظاهر الفئوي. لإصلاح أحوالهم الوظيفية وتحسين دخولهم رغم الازمة التي يتعرض لها قطاع النقل الجوي منذ25 يناير. والتي اضطرت مصر للطيران لايقاف40% من اسطولها لتوفير تكاليف التأمين عليها وعرض هذه الطائرات للايجار بأطقمها وفتح باب الاجازات بدون مرتب. وبعد ان انخفضت حركة السياحة القادمة الي مصر لأدني معدلاتها عقب اندلاع ثورة25 يناير فقد تأثرت ايرادات الطيران بمصر سلبا, وهنا تأتي خطورة الإضرابات والاحتجاجات الفئوية بمصر للطيران. المهندس ابراهيم مناع وزير الطيران المدني طمأن العاملين بالقطاع, موضحا أنه رغم الخسائر فقد تم علي الفور بدء اتخاذ اجراءات تنفيذ قرار رئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق بتثبيت جميع العاملين بالشركتين القابضتين للمطارات ومصر للطيران والشركات التابعة إليهما لكل من أمضي فترة عمل مدتها عام فأكثر, بالإضافة إلي التعاقد لمدة عام مع العمالة اليومية بنظام التعاقد السنوي. وأكد التزام الوزارة بتنفيذ ما جاء في قرار وزير المالية فيما يتعلق بتثبيت العمالة المؤقتة للعاملين بديوان عام الوزارة والهيئة المصرية للأرصاد الجوية وباقي الأجهزة التابعة للوزارة بهدف تحقيق الاستقرار لكل العاملين في قطاع الطيران المدني.. أوضح وزير الطيران أنه يعمل مع كافة العاملين والجهات القادرة علي زيادة الحركة الجوية إلي مصر واستعادة معدلاتها الطبيعية التي كانت عليها وتوفير كافة التسهيلات التي يمكن أن تحتاج إليها هذه الجهات في الحركة إلي المطارات المصرية ووزارة الطيران حريصة علي ذلك تماما. وإلي حين تحقيق هذا الهدف فقد قررت مصر للطيران العمل علي ترشيد نفقاتها كما يقول المهندس حسين مسعود رئيس الشركة القابضة وذلك بعد أن واجهت انخفاضا كبيرا في حجم ركابها وصل إلي80% علي طائراتها من هنا كان قرار إيقاف40% من أسطول طائراتها دون تشغيل وعرض الطائرات للإيجار لشركات طيران أخري.. وأشار مسعود إلي أنه تقرر أيضا فتح باب الإجازات بدون مرتب لمن يرغب في ذلك, وكذلك تطبيق نظام نصف الأجر مقابل العمل نصف الوقت للراغبين عدا العاملين بنظام النوبات والركب الطائر مع تقليل ساعات العمل الاسبوعية للعاملين بالفترة الصباحية ليتناسب مع تشغيل الطائرات الذي وصل إلي نحو ثلث التشغيل تقريبا فيما عدا العاملين بنظام النوبات وأفراد الركب الطائر.. تقرر أيضا إلغاء صرف بدل حضور جميع مجالس إدارة جميع الشركات وكل اللجان مع إلغاء أو تأجيل جميع المأموريات الداخلية والخارجية عدا رحلات الضرورة القصوي.. هذا وبرغم الأزمة الكبيرة التي تعانيها كل المطارات المصرية وشركات الطيران وفي مقدمتها مصر للطيران فقد خرجت تظاهرات فئوية لها مطالب تريد تحقيقها والآن في ظل هذه الأزمة لعدد من الشركات بمصر للطيران. مطالب مشروعة ومن جانبه أكد الطيار أيمن نصر رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية أن مطالب العاملين في القطاع التي تقدمت بها مجموعة ممثلة لهم لزيادة الأجور وتقليص الفجوة بينها وتطبيق العدالة في المهام الخارجية هي مطالب مشروعة وتم عرضها بشكل حضاري ودعا إلي اجتماع تم في مكتبة مع ممثلي النقابة العامة لمصر للطيران بتنفيذ هذه المطالب وفي مقدمتها تشكيل لجنة تظلمات من كبار موظفي القطاع الموثوق بهم للنظر في مطالب من تعرضوا لظلم شديد في الفترة الماضية وإعلان جدول زمني محدد لتنفيذ المطالب الأخري. وقد طالب ممثلو النقابة الطيار أيمن نصر بتغيير القيادات التي ارتكبت مخالفات وانتهاكات في حق العاملين في القطاع التجاري واختيار قيادات تتمتع بالخبرة والكفاءة وعدم تعيين أهل الثقة كما كان متبعا من قبل. كما تركزت مطالب العاملين في تطبيق مبدأ العدالة للمأموريات الخارجية والداخلية لجميع العاملين بالقطاع والبعد عن الواسطة والمجاملات ودائرة الأقارب والمعارف والاصدقاء وتعديل لائحة السفر الخارجي وإلغاء السفر لثالث مرة لاعطاء فرصة أكبر لبقية العاملين وإستدعاء من سافروا للمرة الثالثة وإيفاد المستحقين الذين لم يسافروا من قبل وفقا للأقدمية بدلا منهم بحيث يتم إختيار من تجاوز عمره45 عاما ولفترة أربع سنوات وسنتين لمن هم فوق50 عاما وسافروا مرة واحدة فقط وأن يكون الحد الأدني للمرشح14 سنة خبرة منها8 سنوات في نفس مجال العمل بشرط الا تزيد فترة العمل بالخارج علي6 سنوات ومنح الذين تجاوزوا سن58 عاما ولم يسافروا نهائيا التعويض المناسب. كما طالب ممثلو النقابة العامة لمصر للطيران بتنفيذ كل الاحكام لمن انصفهم القضاء وتطبيق لائحة التذاكر المجانية للركب الطائر علي العاملين بالقطاع التجاري وفتح العلاج بمستشفي مصر للطيران لكل العاملين بمجال الطيران وأسرهم وزيادة دعم العلاج. وهو نفس الأمر الذي اتبعته الشركات الأخري التابعة لمصر للطيران مثل شركة مصر للطيران للخدمات الأرضية وشركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية وشركة مصر للطيران للخدمات الجوية, وعدد من الشركات التابعة للشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية. وأوضح الطيار حسن راشد رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي أنه برغم حدوث تحسن نسبي بزيادة عدد الرحلات لكن عدد الركاب لا يزال أقل بينما تحسنت حركة الصادرات والواردات بقرية البضائع, بينما لم تصل حتي الآن طائرات شارتر للطيران العارض التي تقوم بنقل سائحين عليها إلي مصر.. وعن إمكانية تقديم تسهيلات لهذه الشركات بالمطار لتشجيعها علي تسيير رحلات قال: ان الأمر يرتبط بحسابات شركات الطيران نفسها التي تري حتي الآن أن الجدوي الاقتصادية لتسييرها غير مناسبة, وإن كانت وزارة الطيران والشركة القابضة للمطارات ستقدم كل ما تستطيع لتشجيعهم بهدف زيادة الحركة الجوية إلي مطار القاهرة. هذا الأمر يؤكد عليه الطيار محمد فتحي فتح الله رئيس الشركة القابضة للمطارات الذي يعكف حاليا مع مسئولي وزارة السياحة وشركات الطيران علي تقديم كافة ما يمكن تقديمه للحركة الجوية إلي كافة المطارات المصرية وفي مقدمتها المطارات السياحية التي بدأ الأمر يتحسن فيها نسبيا بوصول عشرات الرحلات إلي مطارات مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان التي شهدت انخفاضا وصل منذ أيام إلي85%. وأضاف: ان صناعة الطيران المدني هي صناعة حساسة للمتغيرات السياسية والاقتصادية التي تشهدها أي دولة, ونحن ندرك ذلك جيدا ونعمل علي تجاوز الأيام الماضية لاستعادة الحركة الجوية بكافة السبل لتعود هذه الصناعة كما كانت بل وأفضل مما كانت.