عن خلق رسول الله عليه الصلاة والسلام سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها, كيف كان خلق رسول الله عليه الصلاة والسلام في أهله, قالت: كان أحسن الناس خلقا, لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق, ولا يجزي بالسيئة مثلها, ولكن يعفو ويصفح, وقالت: وكان خلقه القرآن. وقال أنس خدمت النبي صلي الله عليه وسلم عشر سنين, فما قال لي أف قط, ولا لشيء صنعته ولا لشيء لم أصنعه, ألا صنعت وإذا عاتبني نساؤه قال دعوه فكل شيء مقدر, وسئل جابر كنت تجالس رسول الله صلي الله عليه وسلم قال نعم كان طويل الصمت قليل الضحك وكان أصحابه يذكرون عنده الشعر وأشياء من أمورهم فيضحكون وربما تبسم صلي الله عليه وسلم ( رواه مسلم), وعن تواضع الرسول صلي الله عليه وسلم قال: لا تطروني كما أطرت النصاري المسيح عيسي بن مريم, ولكن قولوا عبدالله ورسوله فإنما أنا عبد, وكانت الأمة تأخذ بيده عليه السلام فتنطلق به حيث شاءت, وكان في خدمة أهله, فإذا حضرت الصلاة كأنه لا يعرفهم, وكان يركب الحمار ويجيب الدعوة ويركب عبده خلفه, وكان يحمل التراب علي ظهره, ينقله يوم الأحزاب( رواه البخاري), وكان صلي الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها, وكان اذا كره شيئا عرفناه من وجهه, وكان لا يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه فكان يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا ويقول كذا( رواه أحمد). وكان صلي الله عليه وسلم بالمؤمنين رءوفا رحيما.. قال: إني لأدخل الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فاسمع بكاء الصبي فأخفف في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه, وقال أنس بن مالك كنت أمشي مع النبي صلي الله عليه وسلم وعليه رداء غليظ فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتي علم الرداء في عنق رسول الله, ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك, فالتفت النبي صلي الله عليه وسلم إليه ثم ضحك وأمر له بعطاء.. وبينما هو نائم يوما مستظل بشجرة وقد علق سيفه علي الشجرة, فأخذ رجل سيفه وقال يا محمد من يمنعك مني, فقال الله فوقع السيف من يد الرجل فأخذ صلي الله عليه وسلم وقال من يمنعك أنت مني فقال الرجل كن خيرا آخذ فعفا عنه( رواه البخاري). أما عن كرمه وجوده عليه السلام فقد قال ابن عباس: كان الرسول صلي الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن, وكان صلي الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة( رواه البخاري).. وعن أنس قال: لم يكن رسول الله عليه الصلاة والسلام يسأل شيئا إلا أعطاه فأتاه رجل فسأله فأمر له بشاة كثيرة بين جبلين من شاة الصدقة فرجع الرجل إلي قومه قال يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشي الفقر( رواه مسلم).