استبشر الطلاب وأولياء أمورهم خيرا بإعادة نظام السنة الواحدة الي الثانوية العامة مع التزامه بالخطط الاستراتيجية لتطوير التعليم وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي لجعل الثانوية العامة البوابة الحقيقية.. لتعليم متطور يلبي احتياجات سوق العمل.. واعتبر الكثيرون تحقيق هذا النظام هدية الوزير الجديد في مستهل توليه منصبه وبداية للتصالح مع أولياء الأمور في كل بيت حتي يستريحوا قليلا من اللهث لمدة عامين وراء الدروس الخصوصية ليكتفوا بأن يتعرضوا لنارها عاما واحدا فقط, ففي هذا شئ من الراحة لهم.. لكن هذا ايضا ليس كل ما ينتظرونه أو يتوقعونه فهناك خطوات كثيرة وقرارات عديدة يجب أن تتبع الخطوة الأولي التي بدأها الوزير ويتطلع الجميع الي أن يواصل الطريق خاصة في ظل تخوفات من التنسيق للجامعات في البداية يري صبحي سالم مدير عام التعليم السابق أن السنة الواحدة بداية لتصالح وزارة التربية والتعليم مع المواطنين والإحساس بهمومهم وآلامهم بسب تدني مستوي التعليم والتعقيد المستمر للمناهج علي حساب الطالب خلال الأعوام السابقة, وهذا القرار انتشال مؤقت لأولياء الأمور من دوامة الدروس الخصوصية لرفع مستوي التعليم في مصر ومحاولة جيدة لتخفيف ورفع50% من الأعباء علي ظهر الطالب وأهله, والدروس الخصوصية ليست هي الحل للفرار من مسئولية التدريس بالنسبة للمدرسين الذين يوفرون جهدهم ووقتهم للدروس الخصوصية, كما أن انخفاض أو انعدام جودة المرحلة التعليمية لا يعني بالضرورة الهروب الي الدروس الخصوصية والفوبيا التي انتابت جميع الطلبة وأهاليهم حتي المتفوقين عند سؤالهم أكدوا أنهم من باب الاحتياط كانوا يلجأون الي الدروس الخصوصية في جميع المناهج. فالمدرسون وأولياء الأمور يؤكدون ان الدروس الخصوصية باقية رغم تعديل وتغيير وتجديد الثانوية العامة. لأن جميع مرتبات المدرسين في المراحل التعليمية المختلفة لا تتعدي ال500 جنيه يضاف اليها الكادر الذي وعدت به وزارة التربية والتعليم والذي يتراوح بين100 و200 جنيه فقط. أي بعد حوالي36 عاما من التدريس أجد نفسي في شدة الاحتياج لمواجهة متطلبات الحياة. وعلي الجانب الآخر تقول مها فهمي ربة منزل وولية أمر الطالبات في مرحلة الثانوية العامة إن مافيا الدروس الخصوصية لن تتوقف لأنها أصبحت الآن وباء منتشرا في جميع المدارس سواء الحكومية أو حتي الخاصة التي لا تقوم بواجبها بالقدر الكافي نحو الطالب كنوع من الاستسهال في الانتهاء من العام الدراسي, وأيضا كنوع من أنواع الضغط علي الطالب والأهالي لأخذ هذه الدروس التي غالبا ما تكون في احد المراكز المجهزة لاستقبال الآلاف من الطلبة والطالبات, كما أن المناهج التعليمية أصبحت مسألة معقدة بشدة بالنسبة للأهالي أولا ثم للطلبة, ولذلك فإن الأهالي أصابهم نوع من الخوف والرعب والهاجس بسبب الاحساس بالتقصير تجاه ابنائهم مما يجعل المدرسين يتحكمون في مصيرنا بالأخص في الأيام الأخيرة من المراجعة النهائية وتجميع أكبر عدد من الطلبة في المنازل والمراكز المرخصة من وزارة التربية والتعليم والتي يتهافت عليها الطلاب وأولياء الأمور لأنها في اعتقادهم تشكل لهم طريق النجاح وطوق النجاة والمخرج من المأزق المحفور لهم من أسئلة وزارة التربية والتعليم ويختتم الحديث فؤاد تيسير مدرس ثانوي باحدي المدارس الخاصة والذي يشكو هو أيضا من ضعف المرتبات, ويؤكد أن ذلك عكس ما يقال عن المدارس الخاصة بل وأن الأهم هو أن في بعض الأحيان تجبر المدرسة الخاصة المدرس علي الحصول علي إجازة إجبارية صيفية من المدرسة حتي يصبح بدون مرتب لذلك يلجأ الكثيرون الي الدروس الخصوصية والمنافسة والتفوق علي زميله الآخر لأنها تعتبر الوسيلة الوحيدة لمساعدة الطلبة وأيضا المدرس عندما يتربح من هذه الدروس وأهمها دروس الثانوية العامة. وتقول اسماء فريد طالبة اننا في غاية الحزن لأننا لم نستفد من هذا القرار من قبل وكنا قلقين بشأن المجموع الذي يضاف ويجمع ويطرح من ثانية وثالثة ثانوي, كما أننا مللنا من التخبط والجري وراء المدرسين الخصوصيين وتصوير الملازم. ويقول المهندس كمال اسماعيل إن لديه ابنين توأما سيخوضان ماراثون الثانوية العامة العام القادم وأنه يميل بشكل أو بآخر إلي السنة الواحدة في الشهادة الثانوية إلا أننا نخشي نظام الكيفية التنفيذية, فأبناؤنا غير مبالين بالتطورات خاصة في هذه الفترة من العمر. كما أن ولي الأمر هو الضحية الأولي لأي تعديل جديد ونطالب بأن تخلو المناهج من الحشو بدون داع لأنه من المؤكد أن الطالب سيدرس كافة المواد التي يتضمنها القسم الذي سيختاره في عام واحد سواء كانت علمية أو أدبية. وتتوقع سعدية ابراهيم محاسبة أن يقلل النظام الجديد نسبة الدروس الخصوصية الاجبارية والتي ترهق الأسرة لمدة عامين متتاليين ويقلصها إلي عام واحد.. وبالتالي تقليل الارهاق لميزانية الأسرة. ويشير عبدالحميد شكري موظف إلي أن ولي الأمر يتكبد الكثير من المال طوال العامين ولكن ليس المال فقط هو الثمن وإنما الضغط النفسي والارهاق المعنوي هما ثمن آخر أكثر ضراوة.. فالطالب وولي الأمر بجانب محاولة الحصول علي أعلي الدرجات يحملان ثقلا آخر وهو مجموع المرحلة الأولي نتيجة الدرجات الضائعة. فيكون الضغط النفسي مضاعفا. وتشير أسماء صابر طبيبة إلي أنها ترفض نظام السنة الواحدة لأن الدروس الخصوصية أصبحت مثل السرطان الذي ينتشر في كافة المراحل التعليمية بسنواتها المختلفة, ولكن لن نجني من نظام السنة الواحدة إلا الضغط الزائد فبدلا من توزيع المجهود علي عامين سيتركز في عام واحد, وهذا سيشكل عبئا علي الطالب الذي سيدرس المواد الموزعة علي عامين في عام واحد... أما البسطاء فكان لهم رأي آخر حيث تشير السيدة موسي ربة منزل إلي أن ابنها كان يعمل طوال سنوات الدراسة المختلفة حتي يستطيع توفير نفقاته, والمشكلة بالنسبة لي ليست عاما واحدا أو عامين, ولكن المهم أن يستطيع ابني العمل مع المذاكرة ليتمكن من توفير نفقاته نظرا لضيق ذات اليد.