رسالة برلين د. مصطفي فهمي حالة من التنافس بين السينمائيين الشباب تشهدها الدورة الواحدة والستون لمهرجان برلين السينمائي الدولي الذي سيختم فعالياته مساء السبت المقبل لتكون سمة هذا العام سيطرة السينما الشبابية بقوة علي شاشة المهرجان,الذي يسعي في كل دورة لفتح مساحة كبيرة أمام هذا الجيل المحترف في اقتناص غالبية الجوائز كما كان في العام الماضي. لعل ترحيب إدارة المهرجان باستضافة أعمال المخرجين الكبار أمثال مارتن سكورسيزي,وويرنر هيرزوج للمشاركة في القسم الرسمي خارج المسابقة;يعد تكريما لهما وتأكيدا لحرص المهرجان علي فتح حلبة التنافس بين تيارات السينما الشبابية المختلفة..وظهرت في الدورة الحالية بظهور الافلام الثلاثية الأبعاد علي شاشة المهرجان ضمن المسابقة الرسمية في فيلمي حكايات من الليلة,وبينا من داخل المسابقة ومن خارجها عرض فيلم كهف الأحلام المنسيةخارج المسابقة للمخرج الألماني هيرزوج,وشهد عرض الفيلم إقبالا جماهيريا كبيرا جعل ادارة المهرجان تنظم حفلا آخر الساعة العاشرة والنصف مساء يوم العرض الصباحي. جاءت الأفلام ال16 للمسابقة معبرة في غالبيتها عن الوضع الراهن علي الساحة العالمية برؤية جمعت بين الوضعين السياسي والأجتماعي..ومن ابرز هذه الأفلام وضوحا في طرحه الأمريكي مكالمة هامشية حيث تتناول وضع بنك الأستثمار في الأيام الأخيرة قبيل الأزمة الأقتصادية العالمية في2008, وكشف اسبابها في الخطا بين الدراسات والتقارير والواقع القائم..علي العكس جاء فيلم كريولانوسالمأخوذ عن مسرحية بنفس الاسم للكاتب الانجليزي وليم شكسبير ونفس الأحداث ولكن في صورة عصرية مستخدما الإسقاط السياسي والإجتماعي من خلال المادة التاريخية التي تحكي عن صراع القادة الحربيين اصحاب السلطة وتحقيق مصالحهم في روما في القرن الرابع قبل الميلاد;بخلاف لجوء مخرجه رالف فينسه لجنس فني اخر لتحويله سينمائيا دون الحذف او الاخلال بالأحداث الأصلية والكثير من الحوار. أما الفيلم التركيمرحبا في ألمانيافتغلب عليه الرؤية الأجتماعية بشكل كبير في تناوله لقدوم اسرة تركية إلي المانيا للعيش بها عام1968.. ويعتبر هذا الفيلم ممثلا للسينما التركية الشبابية الحديثة فمخرجته ياسمين سامدريلي تبلغ من العمر37 عاما وشقيقتها نسرين المؤلفة ايضاتدور في هذه المرحلة العمرية. ما يجذب الانتباه في دورة العام الحالي الحضور الجماهيري الكبير علي شباك تذاكر المهرجان اكثر من بكثافة اعلي من الدورات السابقة,ولعل تحسن طبيعة الطقس رغم البرودة الشديدة يعد افضل بكثير من الأعوام السابقة مما ساعد علي توافد الجمهور الألماني لمشاهدة أفلام غالبيتها لشباب جدد لم يسمع عنهم العالم من قبل او في إطار محدود..لكن ما يستحق الإشادة هو حرص إدارة المهرجان علي جذب الجمهور من خلال القيمة المخفضة لأسعار التذاكر التي تتراوح مابين8 الي12 يورو, وتنظيمه رحلات مدرسية تشمل جميع المراحل العمرية لمشاهدة فعاليات المهرجان من خلال الأقسام المخصصة لهم,ومن ثم تنمية الحس الفني والتذوق لدي الأجيال القادمة. بقي ان تعلن لجنة التحكيم برئاسة إيزابيلا روسلييني وعضوية مصممة الازياء الانجليزية ساندي بويل,والمخرج الكندي جي مادين,والممثل والمنتج الهندي عامير خان,وممثلة المسرح والتليفزيون الالماني نينا هوت,والمنتج الاسترالي جان شابمان..أسماء المخرجين الجدد اللذين سيخطو خطواتهم الاولي نحو الانتشار والشهرة مع اعلان اسمائهم من قبل اللجنة التي فقدت حضور المخرج الإيراني جعفر بناهي لمقعده في لجنة التحكيم لكن إدارة المهرجان كرمته بعرض إحدي أفلامه لقيمته الفنية العالمية.