ما الذي يحدث في الاعلام المصري الآن أقلام شهيرة وشخصيات بارزة تطل عبر الفضائيات بدأت في الحديث الآن وبمنتهي السرعة عن العهد البائد وكأنها كانت من قبل في خندق المعارضة أو جبهة الرفض أو حتي الاحتجاج ليس مطلوبا من هؤلاء الكتاب. أو الاعلاميين التحول السريع أو إظهار الولاء للنظام الجديد حتي لاتصنع منه أو من غيره نصف اله جديد. بكل تأكيد لم يكن الرئيس حسني مبارك يريد من هؤلاء المتسلقين الكتابة عنه أو الحديث بهذه الطريقة الفجة, هم يكتبون عن مصالحهم وعن بقائهم في المنصب أو من أجل الوصول إليه لانحتاج إلي رصد تلك الكتابات أو تسجيل البرامج والحوارات, ولسنا في حاجة الي قائمة بيضاء أو سوداء, فقط نحتاج إلي طي هذه الصفحة بكل مافيها وأن يرحل هؤلاء بعيدا عن المشهد ويتواري معهم عهد من استغلال وجه مصر الحضاري لمصالح شخصية وآنية. أتعجب كيف يتجرأ رئيس تحرير كان من أشد المدافعين عن الرئيس والنظام ويكتب في اليوم التالي لرحيله كلاما مغايرا إنه العار المهني, والعار الأخلاقي, والسقوط المروع, وكيف يفعل نفس الشيء مذيع أو سياسي ستكون أقسي الكلمات علي نفس الرئيس من هؤلاء الكتاب وأولئك الاعلاميين الذين نقضوا العهد بسرعة ونسوا في لحظات تاريخهم في المجاملة والنفاق الرخيص, وإبتزاز عقلية القارئ ماجري في مصر شيء عظيم شعب انتفض علي نظامة ونجح في أن يسقط النظام من خلال الشارع بطريقة سلمية حضارية أدهشت العالم. وهذه الثورة لاتحتاج إلي أي دعم من هؤلاء الكتاب أو اولئك الاعلاميين. دوما يسقط القلم المتطرف, ويصمت الميكروفون الفج, الجانح في التطرف, سواء مع النظام أو ضده, ضاعت في الصحف القومية فضيلة الموضوعية, وتصدر المشهد خلال السنوات الماضية مجموعة من الهواة الذين قفزوا علي المقاعد دون سوابق مهنية حقيقية, بمباركة نظام لاتبقي مصلحة الوطن. وكانت المعايير في الاختيار هي مجرد إظهار الولاء والنفاق والكتابة الفجة التي لاتستند الي التحليل أو الفهم وإنما إلي رص الكلمات الجوفاء التي تمجد المسئول والحكام. لم يعترض قلم من هؤلاء علي قرار واحد للرئيس أو حتي مجرد مناقشته بل كانوا يعتبرونه فوق مستوي الخطأ لاسمح الله. التاريخ يسجل ولاينسي. ولم يعد مقبولا استمرار هذه الاقلام في التزييف من جديد واختصار اللحظة التاريخية في مجرد الانتقال من مرحلة الي أخري. بكل تأكيد زمالة المهنة تمنع الخوض في الأسماء لكن بكل أسف القائمة طويلة معروفة والقارئ الكريم هو أذكي من كل الكتاب والكتابات.