من أجل تحية الثورة وشبابها..وانطلاقا من مسئولية الأهرام تجاه الوطن وذاكرته, وفي أول خطوة لتوثيق وقائع ثورة25 يناير المجيدة التي تعد أكثر الثورات' الرقمية' في التاريخ نضجا وذكاء وتأثيرا ونجاحا. قامت لغة العصر صفحة الثلاثاء ومجلة لغة العصر الشهرية الصادرة عن المؤسسة' بتجميع ورصد وتتبع المحتوي الرقمي الخاص بالثورة الذي أنتج ونشر عبر الإنترنت بما يتضمنه من معلومات وبيانات وصور وتعليقات, عبر قنوات النشر الرئيسية وهي فيسبوك تويتر يوتيوب المواقع الإخبارية المنتديات وساحات الرأي, تمهيدا لفحصه وتحليله, والخروج بنتائج تضع بين أيدي الثوار الأفذاذ والمواطنين والأجيال المقبلة والوطن كله صورة أولية للكيفية التي استطاع بها شباب الثورة توظيف الإنترنت بأدواتها المختلفة في التخطيط للثورة وتنفيذها, وتغطي عملية الرصد الفترة من الساعة الواحدة فجر يوم10 يناير2011 إلي الساعة الثانية و48 دقيقة ظهر يوم10 فبراير2011, وحتي ظهر أمس كانت المؤشرات الأولية لما حدث علي اليوتويب, تشير إلي أن الثوار والمواطنين العاديين قد استطاعوا خلال هذه الفترة تسجيل وبث1064 مقطعا فيدويا مدتها7500 دقيقة, شوهدت ستة ملايين و257ألفا و391مرة, وكتبوا عليها7627 تعليقا, وعلي الرغم من أن عملية إنتاج هذا الكم الهائل من أفلام الفيديو تمت من رقعة جغرافية واسعة داخل مصر امتدت من الاسكندرية شمالا إلي أسيوط جنوبا, ومن القاهرة إلي مدن القناة شرقا, وشارك فيها756 شخصا, فإنهم بعفوية شديدة وذكاء جمعي راق, استطاعوا بلا ترتيب أو تنسيق في معظم الأحيان أن يجعلوا من يوتيوب قناة للدعوة والحشد في مرحلة التحضير للثورة, ثم للتوثيق والنشر والتسجيل والإعلام منذ لحظة الإنطلاق, إضافة لمهام أخري من بينها الاحتفاء بالشهداء والناشطين, وشحذ الهمم والدعوة للصبر والثبات عبر تخصيص أفلام بعينها للدعاة وعلماء الدين, وإعادة بث لقطات منتقاه بذكاء مما تزخر به الفضائيات التليفزيونية وهي تتابع الثورة, وسوف تواصل لغة العصر عملية الرصد والتحليل بفريق مكون من الدكتور خالد الغمري أستاذ اللغويات الحاسوبية بكلية الألسن جامعة عين شمس والأستاذ الزائر بجامعة فلوريدا بالولايات المتحدةالأمريكية, وجمال محمد غيطاس محرر الصفحة ورئيس تحرير مجلة لغة العصر, حيث قام الدكتور الغمري ببناء تكنولوجيا خاصة استنادا إلي بحوث علمية محكمة ومنشورة عالميا في تحليل المحتوي أنجزها خلال السنوات الست الماضية لسحب وتجميع ورصد جميع المحتوي المتعلق بالثورة والمنتشر عبر الإنترنت, فيما قام محرر الصفحة ورئيس تحرير لغة العصر بوضع مصفوفات وأدوات تجهيز البيانات ومنهجية تحليلها واستخراج النتائج, وستواصل الصفحة نشر النتائج خلال الأسابيع المقبلة فور الانتهاء منها أولا بأول, ثم عرضها مجمعة في عدد مجلة لغة العصر الذي سيظهر بالأسواق في الأول من مارس, ويأمل الأهرام أن تساهم هذه الخدمة التحريرية في تقديم مساهمة متواضعة, تليق بما حققه شباب الثورة من ريادة ونضج في استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات كرافعة من روافع الوطن ورسم مستقبله.