التعديلات الدستورية تأخرت, وما سبقتها من تعديلات كانت مخيبة للآمال.. وما يجري الآن من دراسة للتعديلات التي يجري اقتراحها يجب أن يلبي مطالب وطموحات المواطنين حتي يتم الانتقال السلمي للسلطة وفقا لمواد دستورية يقبلها المجتمع ويتوافق عليها. الدكتورة فوزية عبدالستار أستاذ القانون الدستوري توضح أن الدستور المصري كان يحتاج إلي تعديل نظرا لتغير الظروف الاقتصادية بالذات عما كانت عليه وقت صدوره عام1971, وعندما كان المواطنون يطالبون بتعديله كان المقصود تعديله إلي الأحسن, ولكن للأسف الشديد جاء تعديل عام 2005 ثم تعديل2007 مخيبا لجميع الآمال, حيث اتجه إلي الأسوأ.. بمعني أنه قبل التعديل كان أفضل بكثير. ومن المؤكد أنه كان يحتاج إلي تعديلات, ولكنهم ساروا به إلي الاتجاه العكسي, وأقصد بذلك أولا: كان إلغاء الإشراف القضائي علي الانتخابات وذلك نذير الشؤم. ثانيا: هذه التعديلات قيدت حق الترشيح لرئاسة الجمهورية بقيود تحصره في مرشح حزب الأغلبية. ثالثا: نص علي أن تكون مدة الرئاسة ست سنوات قابلة للتمديد لمدد أخري, وكان قبل تعديله ينص علي أن تجدد مدة أخري. جاء الرئيس السادات وعدله بتغيير حرف واحد من التاء المربوطة إلي الدال.. مدة أخري إلي مدد أخري.. وهذا وضع لا يتناسب مع الديمقراطية, حيث أن أغلب الدساتير العالمية تحدد المدة.. إما بمدة واحدة أو تحدد التجديد لمدة واحدة, ومنها الدستور الأمريكي وميزة هذا الدستور جعل مدة الرئاسة4 سنوات, وليست6 سنوات.. ذلك لأن الست سنوات هي مدة طويلة, فإذا ما ثبت عدم كفاءة الرئيس في حالة المدة القصيرة تكون مدة وعدت. وعن فحوي التعديل الحالي.. تقول: أري تعديل كل هذه النصوص: أولا: إعادة الإشراف القضائي كاملا, وذلك لضمان أن نتيجة الانتخابات تعبر عن الإرادة الشعبية. ثانيا: في تصوري يجب ألا نقيد المرشح للرئاسة, وانما أن يسمح لكل مواطن يجد في نفسه القدرة بأن يخوض تجربة الانتخابات الرئاسية دون وضع قيود أو عوائق تمنع من الترشح مثل موافقة250 من أعضاء مجلسي الشعب الشوري والمحليات, وهي نسبة تعجيزية وهذا لا يبرره إلا الرغبة في تضييق نطاق الترشح لكي ينحصر في مرشح الحزب الحاكم. أما التعديل الحالي فيجب أن ينص علي عدم تقييد المرشح بأي قيود من هذا النوع علي أن تتوافر فيه شروط معينة منها أن يكون مصري الجنسية.. ومن أبوين مصريين, كما أحب أن أضيف إلي ذلك أن يكون المرشح من جدين مصريين.. أيضا وذلك لضمان ولائه الكامل لمصر. أما بالنسبة للأحزاب, فإذا كانت قد استثنيت من الشروط في الانتخابات التي تمت, إلا أنها في الانتخابات القادمة يوضع أمامها عدة قيود منها أن يكون مضي علي الحزب5 سنوات علي الأقل, كما يشترط أن يحصل الحزب علي5% من أعضاء مجلسي الشعب والشوري, ومن الملاحظ أن أحزاب المعارضة جميعا لم تحصل علي هذه النسبة, وبهذا ففي ظل الدستور الحالي من يمثل في الانتخابات القادمة. وبهذا يجب أن ينصب التعديل القادم علي أن يكون الشخص المرشح لرئاسة الجمهورية متمتعا بحقوقه السياسية والمدنية الكاملة, وأن يبلغ عمره سن معينة لا يقل عن40 سنة ميلادية, وهناك بعض الدساتير تقول50 سنة ميلادية. وبالطبع أن يكون حاصلا علي مؤهل جامعي, وهذا أيضا تنص عليه بعض الدساتير مثل الدستور التركي. أيضا.. أن يكون المرشح قد أدي الخدمة العسكرية, أو أن يكون قد أعفي منها طبقا للقانون, وهذا شرط يطبق علي نواب الشعب. أما المواد التي يجب تغييرها, فهي أولا.. أقول في الحقيقة ان هذا الدستور المتصادم المواد يجب أن يتغير جملة وتفصيلا, ولكن نظرا للظروف الطارئة التي تعيشها مصر حاليا, فنحن علي الأقل نحتاج إلي سرعة التغيير, حيث أن عدد الطعون المقدمة ضد هذا البرلمان بلغت1627 طعنا. أما أول ما يستهدف التعديل في الدستور فهو تلك المادة الفضيحة179 وهي التي أضيفت في تعديل2007 وهي التي تسمح بالخروج علي المواد41 44 45 من الدستور.. بمعني أنها تجيز مخالفة هذه المواد.. ولتوضيح ذلك: الدستور به باب خاص بالحقوق والحريات, وهو الذي يضع ضمانات حرية الإنسان في مسكنه ومراسلاته... الخ المادة41 التي تتكلم عن الحرية الشخصية.. ووجود المادة الدخيلة سمحت باهدار الحرية الشخصية, وسمحت بإهدار المادة ال45 التي تقول لحياة المواطن الخاصة حرمة, وهي تعني مراسلاته ومحادثاته الهاتفية والبرقيات, وأي وسيلة من وسائل الاتصال تضمها المادة ال45 التي تقول إن سريتها مكفولة, ولا يجوز مصادرتها أو الاطلاع عليها إلا بأمر قضائي مسبب ولمدة محددة. وهنا نجد أن المادة179 أهدرت كل ذلك تحت مسمي مكافحة الإرهاب.. وبهذا يكون الدستور أخذ باليمين ما أعطي للمواطنين باليسار. ولهذا يجب أن تلغي هذه المادة, ذلك أنه في حالة قانون الإرهاب إذا ما جاء بنص مخالف للدستور يجوز الطعن عليه أمام الدستورية العليا بعدم دستوريته, هناك تناقض آخر يجب النظر إليه وهو ما يسمي كوتة المرأة.. وأنا شخصيا لا أقبلها لا لكوني امرأة أو لكوني أستاذة بالقانون والذي جاء في المادة62 المعدلة2007 والتي تقول ان للمواطن حق الانتخاب وأن وإبداء الرأي والاستفتاء وفقا لأحكام القانون, ووفقا لمساهمته في الحياة العامة واجب وطني وينظم القانون حق الترشح لمجلسي الشعب والشوري( إلي هنا كلام جميل).. وكان هذا نص المادة قبيل التعديل . أما بعد التعديل2007 لتجنب الطعن بعدم الدستورية فقول.. ينظم القانون حق الترشيح لمجلسي الشعب والشوري وفقا لأي نظام انتخابي يحدده. وعن أفضل نظم الدساتير التي تراها مناسبة لمصر نقول: بالطبع النظام الرئاسي يفتح السبيل إلي الديكتاتورية.. أما النظام البرلماني ففيه مساحة كبيرة من الديمقراطية.. وهو المفضل لنا في مصر.