أكد المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال وعضو لجنة الحوار الوطني انه لم يغير رأيه إطلاقا من الأحداث الحالية وضرورة المضي قدما في الإصلاحات السياسية والدستورية. لاقامة حياة ديمقراطية في مصر. وأضاف انه يري أن ثمة خطوات ايجابية تحققت وانها بمثابة تنازلات من القيادة السياسية وتمثل خطوة في الطريق الصحيح وان لم تلب كل المطالب واضاف اننا في حاجة الي تعهدات من القيادة السياسية باستكمال الاصلاحات الدستورية التي تضمن حياة سياسية وديمقراطية سليمة ومستقرة, مؤكدا أهمية ان يتضمن الدستور الجديد تقليص السلطات الحالية لرئيس الجمهورية والتي كشفت عنها بوضوح الأحداث الراهنة والتي تفوق قدرات العقل وتصل الي حد الخيال. وقال ساويرس إنه مع بقاء الرئيس مبارك حتي نهاية مدته لانه حارب من أجل الوطن ويجب حفظ كرامته رئيسا للجمهورية. وعلي ان ينص الدستور الجديد علي مدنية الدولة. وفيما يلي نص الحوار: كنت أحد المشاركين في الحوار الوطني أمس الأول مع السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية فماهو تقييمكم لنتائجه؟ وهل انت راض عنها؟ الاجتماع لم يحقق كل المطالب التي ينادي بها الشباب في ميدان التحرير ولكني أري ان هناك ايجابيات كثيرة تحققت, وأرصدها في انه تم تمثيل الشباب في الحوار وكذلك مشاركة الأخوان المسلمين لأول مرة, وخلصنا من نكتة المحظورة وثالثا ان هناك كثيرا من المطالب تم التعهد بها. وماهي هذه المطالب؟ تشكيل لجنة لمعالجة مواد الدستور77,76, وطلبنا اضافة المادة88 إليهما وبعض المواد الأخري علي ان يتم هذا الأمر بشكل فوري ودون إبطاء. ثانيا إلغاء فوري لقانون الطواريء وان كانت القيادة السياسية اشترطت ان يتم ذلك عقب هدوء الحالة الأمنية وثالثا: إلغاء لجنة الأحزاب والتعهد بنزاهة الانتخابات وان تتم في جو من الحرية وتحت اشراف قضائي كامل ودولي ايضا. كما انني طلبت بوضوح إقرار النظام بكل صراحة ان حركة25 يناير وطنية وشريفة وألا يتم تعقب كل من شاركوا فيها امنيا أو سياسيا أو بأي شكل من الأشكال. ولكن الامر لم يخرج عن كونه تعهدات حتي الآن كما تطلق أنت؟ نعم ولكنها في النهاية مهمة واعتقد ان النظام سيلتزم بتنفيذها وان كنت أري ضرورة إلغاء قانون الطواريء دون ابطاء. الشباب المتظاهرون يرون أن هذه التعهدات لا تلبي مطالبهم وبعيدة عنها والبعض يري أنك غيرت رأيك تجاه هذه المطالب؟ إطلاقا لم اغير آرائي, وانا شخصيا اتفق مع جميع مطالب الشباب فيما عدا رحيل الرئيس مبارك فورا والآن, وأري أنه من التعقل لإنجاز هذه الاصلاحات الدستورية ان يبقي حتي نهاية فترة حكمه في سبتمبر, وكذلك لأنه رجل عسكري حارب من أجل الوطن ولا يصح ان ينهي حياته بهذه الطريقة, فليس كل عصر مبارك سلبيات والمأخذ الاساسي علي حقبته في الحكم عدم توافر الديمقراطية وسطوة الأمن وعدم توافر الحرية والحريات الاساسية للناس. إلي جانب عدم وصول ماتحقق من انجازات اقتصادية الي الطبقات الدنيا في المجتمع وان كنت أري ان هذه المشكلة ستبقي تحديا أساسيا لأي حكومة مقبلة, لان هذا الأمر يحتاج الي كفاءات وسياسات سريعة وجيدة. في تقديرك ماهي نسبة المطالب التي تعتبرها تحققت؟ 60% واهم شيء كما ذكرت ان هناك تعهدا للتحرك نحو الديمقراطية, وهذه خطوات أولوية ولا أريد ان اكون ظالما في نهاية الأمر أو ممن يرون الأمور بمنظور واحد فهناك انتصارات حققها الشباب المتظاهرون وهي: اعلان الرئيس مبارك عدم الترشح مرة أخري وانتهاء ظاهرة التوريث ووفاتها بالسكتة القلبية, وابعاد الشخصيات الكريهة عن الحزب, والتعهد بالمضي قدما في الاصلاحات الدستورية ومشاركة الشباب والإخوان في الحوار الوطني ومحاسبة الفاسدين والمتسببين في هذه الأحداث. واعتقد ان هذه التنازلات غير كافية ولكنها خطوة في الطريق الصحيح. إذن أنت راض عما تحقق في المجمل؟ راضي نعم ولكن أري ان بيان لجنة الحكماء لايزال الحل الأمثل لبناء دولة ديمقراطية. انت تعتبر مشاركة الإخوان المسلمين في الحوار ايجابية وهناك تخوف مشروع لدي البعض من سيطرتهم علي الحياة السياسية؟ لست متخوفا من مشاركة الإخوان المسلمين فقد اثبتت حركة25 يناير انها وطنية, وان مشاركة الاخوان فيها لايتجاوز25% وستكون هذه الحركة ذاتها من خلال الشباب الواعي المشاركين فيها هي الضمانات الكفيلة بعدم سيطرة الإخوان المسلمين علي الحياة السياسية بشرط إفساح المجال أمام مشاركة حقيقية لهؤلاء الشباب الوطنيين وان تكون هناك انتخابات حرة ونزيهة وان تتم بالرقم القومي وتحت اشراف قضائي ودولي. هل تري ان هناك ضرورة لأن ينص الدستور كما في تركيا علي عدم هيمنة التيار الديني علي السلطة وان يكون هناك فصل بين الدين والسياسة؟ لابد ان ينص الدستور الجديد علي مدنية الدولة, بمعني ألا يسمح بقيام أحزاب دينية وإلا فإننا ندعو لفتنة طائفية كلنا ننأي عنها. ماذا تري إزاء تمسك شباب التحرير بضرورة ان يقدم النظام شيئا ملموسا للتأكد من عزمه علي تحقيق الإصلاحات الديمقراطية؟ المشكلة الحقيقية ان الشباب ليس لديهم ثقة في مصداقية النظام كما انهم لديهم تخوف من التنكيل بهم وملاحقتهم أمنيا علي الطريقة القديمة فور فض التظاهرات.. واري ضرورة تقديم خطوة مهمة من جانب القيادة السياسية مثل انهاء العمل بقانون الطواريء وإلغاء لجنة الاحزاب التي لايوجد مثيل لها في أي دولة في العالم.. وهذه أمور مهمة وليست في حاجة لإبطاء, خاصة ان الشباب يرون ان جميع اعضاء القيادة الحالية عسكرية. أحد المطالب الاساسية لشباب التحرير وكثير من رأي الشارع ضرورة اتخاذ خطوات سريعة للقضاء علي الفساد ومحاسبة الفاسدين مارأيك؟ مهم جدا بالطبع هذا الأمر وانت تعلم ان الفساد يعطل الاستثمار ولكن من الانصاف ان أقول انني قلق من خلط الأوراق والزج ببعض رجال الأعمال الشرفاء الذين تولوا مناصب وزارية في الحكومة الماضية ولدي ثقة في ان بعضهم لن تكون هناك أية إدانات ضدهم لانني واثق من نزاهتهم. وماهي قراءتك لتأثير الأحداث علي الاقتصاد والاستثمار الاجنبي؟ لدي مخاوف من الحملة الحالية علي رجال الأعمال وارجو أن نحافظ علي رجال الأعمال الشرفاء ولانهم مهمون جدا لدفع البعض للاقتصاد واحذر من التعرض الحالي في الشارع للاجانب لان هذا الأمر سيكون له آثار خطيرة علي صناعة السياحة وهي عنصر حيوي للاقتصاد وأرجو ان يتحلي الجميع بالصبر سواء القيادة السياسية أو شباب التحرير وان نمضي قدما بالفعل في تنفيذ الاصلاحات ألا تشعر بالحزن علي الخسائر التي طالت العديد من الشركات والمؤسسات ومنها شركاتكم؟ حزين بالطبع ونصيبنا من هذه الخسائر مليارات, ولكن ليس هناك أثمن أو أغلي من الحرية وأنا علي ثقة بأن مصر الديمقراطية ستكون اكثر أمنا ورخاء وأفضل لأي مستثمر. هل تري ان تجربة رجال الأعمال في الوزارة قد فشلت؟ لا لم تفشل ولكني أري ضرورة وجود رجال أعمال في الوزارة بشرط وجود ضمانات تمنع تضارب المصالح كما هو الحال في كل الدول, حيث تتولي مؤسسات محايدة ادارة مؤسساتهم طوال مشاركتهم في الحكومة أو السلطة. رسالة تود أن توجهها الي من؟ الي شباب التحرير أقول لهم أنا معكم ولم اغير رأيي ولكني ادعوكم للتعقل في استكمال الرئيس فترة حكمه لضمان التعديلات الدستورية, مع حفظ كرامة رجل عسكري خدم وطنه وقد أصاب وأخطأ, وأقول للقيادة السياسية ضرورة تقديم تعهدات لاستكمال الاصلاحات الدستورية لان مصر تستحق دستورا جديدا وقد اثبتت الاحداث الحالية الحد من سلطات الرئيس المطلقة. وأقول للولايات المتحدة ارجوكم اتركونا ندير أمورنا ونحن كفيلون بها وبأن نصنع مستقبلا مشرقا لابنائنا.
لمزيد من الاخبار عن الاحداث الاخيرة http://www.ahram.org.eg/437/2011/02/08/12/index.aspx