قد تخلق الازمات نوعا من التماسك والقوة عند الناس وقد يحدث العكس وربما السوق المصرية اليوم في حاجة الي مراجعة وضبط خاصة بعد ان ارتفعت اسعار الخضر والفاكهة الي الضعفين وكذلك ارتفعت اسعار الخبز من مكان الي اخر فهناك رغيف ب75 قرشا كما هو بالمهندسين و40 و50 قرشا بمصر الجديدة وبخمسة قروش بالأحياء الشعبية ولكن بكل اسف لايؤكل ولايوجد كيف هي الأحوال اليوم وكيف ينظر اليها المواطن البسيط سؤال نحاول الاجابة عنه ؟ يقول مصطفي احمد موظف بالرغم من ان المصريين اظهروا براعة فائقة لحماية انفسهم وممتلكاتهم الا ان هذا الموقف لم ينعكس بكل اسف علي الاسواق فارتفعت الاسعار وتضاعفت اسعار الخضر والفاكهة وتكالب الناس عيها. في حرب ولابد من سير الحياة بصورة طبيعية ففي افران العيش البلدية بمصر الجديدة وبالتحديد بمنطقة ميدان الاسماعيلية وقفت بالطابور واخذت دوري وكان طابور النساء اقل كثيرا من طابور الرجال الذي امتد الي خارج الفرن بمسافات علي الرغم من انه في الظروف الطبيعية لايكون مزدحما بالمرة وربما لاتجد فيه احدا ويعود ذلك لارتفاع سعر رغيف العيش الي40 قرشا. ويصف لي الحاج جمال عمر75 سنة انه ما تخيل ابدا وهو بالسن هذه يقف بكل هذا الطابور كمايقول ان الفرن يعطي لكل فرد12 رغيفا فقط بخمسة جنيهات وهذه النوعية من العيش صحيح انها فاخرة الا انها لاتسد الجوع ولابد ان يتناول الشخص رغيفان لكي يشعر انه شبع منه وهذا الرغيف عكس الرغيف البلدي ابوردة الذي كنا نتناوله فنشعر بالشبع من نصف رغيف. وتلتقط خيط الكلام تريز سامح فتقول ماذا حدث لنا اننا اصبحنا لانعرف طعما لرغيف العيش الاصلي البلدي هو راح فين؟؟ علي حد تعبيرها كان الرغيف زمان بيسد الجوع وبيشرح العين وكنا نتخطفه زمان ونأكله قبل ان نصل به الي البيت اما الرغيف البلدي الابيض فهو بينفخ ولايسد جوعا وياريت يرجع الرغيف البلدي الاصلي بتاع زمان والله احنا محرومين منه. وتري نجمة مصطفي انها بالايام الطبيعية تشتري عيشا يكفي اسرتها يومين او ثلاثة وانها تري ان12 رغيفا لايكفي اسرة الا بالكاد خاصة ان هذه النوعية من العيش المعدل لابد من أن تتناول اكثر من رغيف حتي نقول اننا اكلنا او شبعنا بالرغم من اننا قرأنا ان المسئولين اكدوا وجود العيش المدعم كما قالت ان هذا الفرن كان يبيع رغيفا ب30 قرشا طبعا صغير جدا ورغيف سعره40 قرشا وحاليا لايوجد الا السعر الاخير وتصوروا انني يوميا ادفع خمس جنيهات فقط ثمنا للعيش وعلي الاقل لابد ان اشتري20 رغيفا يوميا بمعني اننا ندفع240 جنيه شهريا عيش حاف فقط. واقتربت من فرن افرنجي للعيش الفينو والبقسماط والذي لم يختلف عن الفرن البلدي فلأول مرة اري طوابير غفيرة من الناس لشراء مستلزماتها وهذا لم يحدث من قبل فالازمة سببت خسائر لاصحاب المخابز. والامر لم يختلف كثيرا في حي القللي فقالت لي سميحة الراوي انها ذهبت لشراء العيش كالعادة ففوجئت بطوابير غفيرة غير الاشتباكات والخناقات بالاضافة الي ان الرغيف اسود ولايمكن ان يتناوله انسان ادمي قالت لي هذا لايسمي رغيف عيش بالمرة وطالبت المسئولين بإيجاد حل. وتجولت بالاسواق العامة خاصة محال الجملة والجمعيات الاستهلاكية المملوكة للدولة وبكل اسف كلها كانت مغلقة وهذه الجمعيات يوجد فيها كل المستلزمات الحياتية للمواطنين وبأسعار الدولة فلماذا أغلقت الجمعيات ابوابها. ومن هنا يقول فايز عبدالله كله مغلق منذ اندلاع ازمة الجمعيات التعاونية التي نشتري منها كل شيء الشاي والسكر والمكرونة والسمن والزيت حتي اللحمة والفراخ ولانعرف الي متي تستمر هذه الازمة.