هناك اعتقاد خاطئ بأن كل ما يطلق عليه ميكروب أو بكتيريا يكون وصفا دقيقا ضارا بصحة الإنسان, ولكن هناك البروبيوتك, وهو لفظ يطلق علي مجموعة الكائنات الحية الميكروبية المفيدة لصحة الإنسان. وقد أكدت الدراسات الأوروبية أن بكتيريا البروبيوتك لها دور كبير في علاج حالات الإسهال والتهابات الأمعاء الشائعة في الأطفال الناتجة من الإصابات البكتيرية والتي تؤدي إلي حالات من الجفاف والضعف العام, بالإضافة إلي رفع مناعة الأطفال بنسبة أكثر من30%. وفي دراسة حديثة قام بها الدكتور عبد الرحمن عبد الخالق أستاذ صحة الغذاء بالمعهد القومي للتغذية بالاشتراك مع الدكتور شريف صبري أستاذ الاقتصاد المنزلي بجامعة المنوفية علي نوعين من بكيتريا البروبيوتك والتي تستخدم في تخمير اللبن وإنتاج الزبادي, ويطلق عليهما لاكتوباسيلس باراكيسي وبيفيدوبكتيريم لونجم, تم إضافتهما إلي وجبات الأطفال في مرحلة الفطام وكانت أعمارهم تتراوح ما بين ستة شهور إلي عامين. وأظهرت النتائج خلال سنة كاملة بعد أخذ عينات من دم هؤلاء الأطفال وتحليلها في بداية التجربة, وخلال كل ثلاثة أشهر حتي نهاية التجربة أن تناول الأطفال في مرحلة الفطام لأغذية تحتوي علي خميرة الزبادي قد أدي إلي زيادة ملحوظة في نسبة امتصاص كل من الحديد والكالسيوم والزنك بالدم بنسب تراوحت ما بين26% و34% مقارنة بالأطفال الذين لم يتناولوا غداء مدعما بخميرة الزبادي, وبالتالي توفر الحماية والوقاية من الأنيميا ولين العظام بالإضافة إلي تحسين الحالة المناعية بصفة عامة, وتوصي الدراسة بالتوسع في إنتاج أغذية أطفال مدعمة بخميرة الزبادي, وإن كان من المشاريع التي تحتاج إلي تكلفة كبيرة.