وسط أجواء متوترة علي الصعيد الداخلي, يبدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان استشاراته البرلمانية الملزمة لتسمية رئيس وزراء مكلف لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. في وقت عقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو في اجتماع مصغر لبحث الأوضاع في لبنان خاصة بعد إعلان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط دعم المعارضة بقيادة حزب الله. وفي ظل ما تردد عن اتصالات داخلية وخارجية لتأجيل موعد الاستشارات التي من المقرر أن تنتهي غدا, استبعد الرئيس سليمان هذا التأجيل الذي وصفه بأنه لا مبرر له باعتبار أنه هو من دعا إلي إجرائها ومن واجب كل من المعنيين أن يقوم بمسئولياته وأن يتحمل موجباتها.. داعيا إلي إشراك جميع اللبنانيين في تحمل المسئولية, وأشار إلي عدم قدرة طرف علي تغييب طرف آخر عن الساحة السياسية. غير أن مصادر لبنانية رجحت تأجيل الاستشارات البرلمانية للوصول إلي اتفاق أشمل بين المجموعات اللبنانية, وذلك بموجب اتفاق فرنسي سعودي تركي قطري. و قد استبعدت المصادر في الوقت نفسه احتمال تشكيل حكومة أيا يكون رئيس الحكومة الجديد سواء سعد الحريري أو مرشح المعارضة عمر كرامي. وكشفت الصحيفة أن فرنسا لا تعارض ترشيح وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي إلي رئاسة الحكومة, وهي تتناغم بذلك مع السعودية في هذا الشأن. من جانبه, اتهم النائب اللبناني عن كتلة المستقبل نهاد المشنوق المعارضة بقيادة حزب الله بانها علي استعداد لإجراء عمل عسكري موسع ان لم تنفذ مطالبها, مؤكدا أن الأجواء غير جاهزة للمشاورات الطبيعية. وأشار إلي أن النائب وليد جنبلاط رضخ للضغوط السياسية التي دعت إلي اتخاذ موقفه الأخير, معتبرا انه ليس من الضرورة أن يكون جنبلاط قادرا علي ترجيح الكفة لناحية المعارضة, الا أن مواقفه ناجمة عن مخاوف علي طائفته وحمايته لأمن الجبل. و من جهته, قال وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ابراهيم نجار إن جو الاستشارات النيابية يميل إلي تكليف رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي بتشكيل الحكومة الجديدة, معتبرا ان اي حكومة برئاسة الأخير سيكون الغرض منها الرجوع عن المحكمة الدولية. وأضاف في تصريح له أمس أن هذا التكليف قد لا يتم في حال قرر نواب كتلة اللقاء الديمقراطي اتخاذ مواقف شخصية مستقلة عن قرار النائب وليد جنبلاط الذي قرر علي المستوي الحزبي الوقوف بجانب سوريا والمقاومة. وأعرب نجار عن أمله في أن يسجل تعادل في الاستشارات النيابية مما يعطي فرصة للرئيس ميشال سليمان لتأجيل بت التكليف إفساحا في المجال أمام جولة جديدة من المساعي. و في القدسالمحتلة: بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو في اجتماع مصغر الأوضاع في لبنان خاصة بعد إعلان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط دعم المعارضة. و قال مصدر سياسي مسئول إن دعم جنبلاط للمعارضة من شأنه أن يؤدي الي إنشاء امتداد إيراني في لبنان, علي غرار الوضع في غزة.