أوردت صفحة فكر ديني بعدد جريدة الأهرام الصادر يوم الجمعة الموافق الخامس من نوفمبر2010 تحقيقا صحفيا للأستاذ محمد علي عنز بعنوان توحيد جهة الطباعة ضرورة لسلامة المصحف من الأخطاء. كما أوردت مقالا بعنوان الناسخ والمنسوخ للتدرج في الدعوة وقد تضمن التحقيق بيان الإيضاحات التي أدلي بها الشيخ طارق عبد الحكيم عضو لجنة المصحف بمجمع البحوث الإسلامية في موضوعي: تدوين القرآن, وكتابة المصحف الشريف بالرسم العثماني, وتضمن المقال بيان معني النسخ وعلته, وبيان أمثلة له. وقد يكون مفيدا لإتمام مقاصد التحقيق الصحفي والمقال الإحاطة بالآتي: إن تدوين آيات القرآن الكريم وقت نزولها بأيدي كتبة الوحي لم يكن علي نحو واحد, فقد نزل القرآن عربيا, وكان من اللغات العربية لغة قريش ولغة هذيل ولغة هوزان وغيرها من اللغات العربية الشمالية, كما كان منها اللغة المعينية واللغة الحضرمية ولغات الحبشة من اللغات العربية الجنوبية ولهذا كان القول إن القرآن نزل علي سبعة أحرف. والمعني أن بعض القرآن نزل علي سبع لغات عربية, ثم كان بعد ذلك نزول جبريل عليه السلام بالقرآن جميعه في العرضة الأخيرة علي رسول الله في العام الأخير من حياته, وهو ما جمعه أبو بكر فيما يعرف بالصحف البكري, التي إتخذه عثمان أساسا لتدوين المصحف الموحد. ويثبت واقع عدم كتابة آيات القرآن وقت نزولها بالرسم الذي عليه المصحف اليوم أن وضع النقاط تحت بعض الأحرف أو فوقها إنما كان مبدؤه في عصر الحكم بن مروان في زمان الخلافة الأموية. وفي شأن النسخ فإن قول الله تعالي ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها فإنه مما قيل في تفسيره إن الآيات المنسوخة هي بعض آيات الأحكام في شريعة موسي, والآيات التي جري نسيانها هي هذه التي وردت في شريعة نوح التي أنسيت. وقيل إن من آيات القرآن ما تم نسخه بإزالة عبارتها مع جواز بقاء حكمها, وما تم نسخه بإزالة عبارتها مع إلغاء الحكم الذي تضمنته, وما تم نسخه بإزالة حكمها مع بقاء عبارتها. وليس من هذا الآيات التي تدرجت في تحريم الخمر ممثلة في قول الله تعالي ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا وقوله تعالي يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما وقوله تعالي يأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكاري حتي تعلموا ما تقولون إلي أن جاء قوله تعالي يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. ويدل علي عدم النسخ في الآيات أن من شرب الخمر عن خطأ أو مضطرا يكون عليه ألا يقرب الصلاة ما دام واقعا تحت تأثير الخمر. كذلك فإن قول الله تعالي واللذان يأتيانها منكم فأذوهما ليس من قبل المنسوخ وحكمه بسورة النور, فالحكم الذي تورده إنما يتعلق باللواط. علي ملاحظة أن الآيات القرآنية التي وردت في حد الزنا وهي(15 و25و160 النساء) و(3,2) النور لا تذكر عقوبة الرجم المنصوص عليه في التوراة.