تستضيف مدينة شرم الشيخ اليوم أعمال الدورة الثانية للقمة العربية الاقتصادية, وكانت القمة الأولي قد عقدت في الكويت في يناير عام.2009 ومن أهم الموضوعات علي أجندة القمة: الأمن الغذائي العربي, والتكامل ا لزراعي والاقتصادي والاستثمارات المشتركة. هذه القمة تمثل فرصة تاريخية لحشد الامكانيات والطاقات العربية من أجل إقامة المشروعات وانشاء تكتل اقتصادي عربي قادر علي مواجهة المنافسة الاقتصادية, فالظروف مهيأة لأن تلعب هذه القمة دورا مهما في تفعيل التعاون الاقتصادي العربي, حيث هناك اقتناع من معظم الدول العربية بأهمية هذا التعاون, بل إن معظمها بدأ عمليات الإصلاح الاقتصادي والاتجاه نحو السوق الحرة. كما أن هناك فرصا كبيرة ومناخا ايجابيا يتمثل في مشروعات البنية التحتية وما تمثله من فرص واعدة للاستثمارات العربية المشتركة, فضلا عن أن الشركات العربية أكدت أن الربح في الاستثمارات بالمنطقة العربية هو الأعلي من دول العالم الأخري والتي وصل حجم الاستثمارات فيها الي20 مليارا خلال السنوات العشر الأخيرة بعد أن كانت لاتتجاوز مليارين, وهذا مؤشر ايجابي يجب أن تستثمره قمة شرم الشيخ. ومصر التي تستضيف القمة الاقتصادية الثانية توفر فرصا هائلة للاستثمارات العربية, وتطرح الكثير من المشروعات التي تحقق المنفعة لها وللمستثمرين علي السواء. كما أن مصر قطعت خطوات واسعة علي طريق الإصلاح الاقتصادي بما يؤهلها للتكامل مع متطلبات السوق العالمية الحرة, أصبح لديها قطاع خاص قوي وقادر علي إنجاز النسبة الغالبة من خطط التنمية المختلفة, وأحدثت إصلاحات هيكلية زادت من قدرتها علي جذب الاستثمارات الخارجية, وهي بذلك تمثل قوة إقليمية قادرة علي تشجيع مبادرات التكامل الاقتصادي العربي المبني علي فكرة المنفعة المتبادلة.إن المواطن العربي يتطلع إلي قمة شرم الشيخ الاقتصادية لتضع الخطط والطموحات الموجودة علي الورق موضع التنفيذ, وأن تضع نصب أعينها هموم المواطن العربي العادي, وأن تعمل من أجل تحسين ظروف حياته, وأن تخرج بشيء مختلف عما اعتدناه من مقررات القمم السياسية.