كتبت سالي وفائي: عقدت مصر وأمريكا مباحثات بواشنطن الاسبوع الماضي حول التطورات الأخيرة في القارة الإفريقية تضمنت الأوضاع في السودان والصومال ومنطقة القرن الإفريقي وكوت ديفوار, وترأست الجانب المصري في المباحثات السفيرة مني عمر مساعد وزير الخارحية للشئون الإفريقية, والجانب الأمريكي السفير جوني كاستر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية. وصرحت السفيرة مني عمر عقب عودتها بأن المباحثات عقدت في إطار التواصل المصري مع القوي الدولية الكبري لدعم إفريقيا ولتعريفهم بالدور المصري في القارة, والرؤية المصرية لمختلف القضايا الإفريقية. وأوضحت أن المباحثات تركزت حول موضوع السودان, حيث أعرب الجانبان عن الرضا تجاه الهدوء النسبي والأسلوب السلمي الذي جري فيه الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان. وقالت: أبلغنا الجانب الأمريكي عن سعينا من أجل أن يظل السودان موحدا, لكننا أعلنا عن احترامنا لإرادة الجنوب السوداني أيا كانت حيث تربطنا به علاقات متميزة جدا ونؤازره وندعمه نحو تحقيق بناء الدولة وبناء المؤسسات وتحقيق التنمية, بالإضافة إلي تأثير انفصال الجنوب علي الأوضاع الإقليمية في القاهرة والعلاقات التي ستقوم بين الدولة الجديدة والدول المجاورة لها مثل أوغندا وكينيا وإثيوبيا, وبالطبع تأثيرها علي مصر, بالإضافة إلي الشمال أيضا. وأكدنا أن الفترة المقبلة ستشهد تركيزا كبيرا من جانب مصر علي العلاقات مع شمال السودان ودارفور والتي نوليها أهمية كبيرة في السياسة الخارجية المصرية بالإضافة إلي الجنوب. وأشارت السفيرة مني عمر إلي أن المباحثات تناولت الصومال, وأهمية أن يكون هناك دعم كامل للحكومة الانتقالية وللقوات الصومالية ومساعدتهم علي تحقيق نوع من الانتصار علي الأرض مما يسهم في تغيير الوضع القائم, خاصة مع وجود فترة حالية حرجة حيث تنتهي ولاية الحكومة الحالية في أغسطس المقبل, ومصر تدعم هذه الحكومة الانتقالية, ونتمني أن يستطيعوا أن يحققوا من الإنجازات ما يمكنهم من الاستقرار في الحكم كنوع من الاستقرار بالنسبة للصومال, بالإضافة إلي كوت ديفوار, وقد علمنا من الجانب الأمريكي أنه كانت هناك محاولات كثيرة من الولاياتالمتحدة لإيجاد حل حتي إنهم عرضوا علي لوران باجبو أن يستضيفوه في أمريكا لكنه رفض وبالتالي مازال الوضع علي التوتر الذي نتابعه. وعقدت السفيرة مني عمر علي هامش زيارتها للولايات المتحدة مائدتين مستديرتين في معهدين مهمين في الولاياتالمتحدة هما معهد السلام وتمت دعوة ممثلين من أكثر من معهد من المعاهد البحثية الأمريكية تم تعريفهم بجهود السياسة الخارجية المصرية تجاه إفريقيا والرؤية المصرية للقضايا الإفريقية وتم الرد علي تساؤلاتهم, وتم عقد المائدة المستديرة الأخري في المعهد الاستراتيجي التابع لوزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون), وتم خلالها التركيز علي موضوعي السودان والصومال, وتم الاتفاق علي تنظيم ندوة خلال شهر مايو المقبل في القاهرة حول منطقة القرن الإفريقي يتم تنظيمها بالتعاون بين المعهد الأمريكي ومركز القاهرة لحفظ السلام.