فيما يعد توجها نحو مزيد من التشدد في الموقف الاسرائيلي وتخلص الائتلاف الحاكم في إسرائيل من الاصوات المعتدلة و سيطرة مزيد من الصقور علي دفة الحكم في اسرائيل أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو امس احتمال إجراء تعديل وزاري علي حكومته عقب الانسحاب المفاجئ لإيهود باراك من حزب العمل احد اكبر شركائه في الحكومة الإئتلافية, وتشكيله لتكتل حزبي جديد يسمي الاستقلال. وفي غضون ذلك أكد راديو صوت اسرائيل انتهاء المفاوضات الائتلافية بين حزب الليكود وكتلة الاستقلال الجديدة برئاسة وزير الدفاع إيهود باراك التي انشقت عن حزب العمل, وتم عرض الاتفاق الائتلافي بين الجانبين علي الكنيست لنيل موافقته المتوقعة عليه اليوم. وأشار راديو إسرائيل إلي أن كتلة الاستقلال الجديدة ستحصل علي3 مناصب وزارية بالإضافة إلي احتفاظ باراك بحقيبة الدفاع حيث سيحصل شالوم سمحون علي حقيبة الصناعة والتجارة, و سيتولي أوريت نوكيد حقيبة الزراعة, فيما يعين ماتان فيلنائي وزيرا بدون حقيبة في وزارة الدفاع مسئولا عن ملف الجبهة الداخلية. وفي غضون ذلك اعتبرت صحيفة الجارديانالبريطانية أن انسحاب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من رئاسة حزب العمل بشكل مفاجيء وتشكيل حزب جديد, هو حزب الاستقلال, يدخل حزب العمل في فوضي بالاضافة الي ان استقالة وزراء من الحكومة وتراجع الأصوات الأكثر اعتدالا من ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. و أكدت صحيفة نيويورك تايمز ان موقف نيتانياهو بات الآن اكثر ضعفا مع هذا الانشقاق الذي ادي لتراجع الاغلبية التي كانت حكومته تتمتع بها في الكنيست من 74مقعدا الي66 مقعدا بينما يبلغ مجموع عدد نواب الكنيست 120 نائبا. وقالت الصحيفة إن لدي حكومة نيتانياهو أغلبية ضئيلة تستمر بها في الحكم, إلا أنها معرضة بشكل محتمل للضغط من أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه, الذي يهيمن عليه حاليا أحزاب تعارض منح تنازلات رئيسية للفلسطينيين. واضاف راديو اسرائيل ان هناك احتمالا قويا بإقدام أربعة نواب آخرين من حزب العمل اطلق عليهم متمردي العمل وهم ايتان كابل وعامير بيريتز وغالب مجادلة ودانيئيل بن سيمون علي الانشقاق أيضا عن الحزب وتشكيل كتلة مستقلة, بينما اعلن كل من بنيامين بن اليعيزر, واسحاق هيرتسوج و افيشاي برافيرمان و شيللي ياكيموفيتش عزمهم علي البقاء في حزب العمل ومحاولة تجديده. وحذر الوزير العمالي المستقيل اسحاق هيرتسوج من تداعيات التفكيك المحتمل لحزب العمل علي النظام الديمقراطي الإسرائيلي بكامله واتهم ايتان كابل ايهود باراك بتدمير حزب العمل نهائيا, مشيرا الي ان ذلك ليس مستغربا من باراك الذي كان يعمل ضد مصالح الحزب منذ عامين. ومن جانبه قال روني بارؤون النائب المعارض بالكنيست من كتلة كاديما إن المناورات الجارية في حزب العمل أثبتت مجددا أن رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو لا يعدو كونه رجل الخداع والمكر المفتقد إلي كفاءات القيادة المطلوبة. وفي غضون ذلك قالت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية ان ايهود باراك و بنيامين نيتانياهو يتشابهان في ان كليهما يدخنان السيجار ويتابعان قراءة السيرة الذاتية لوينستون تشرشل, كما يعتبر كليهما تل ابيب حصنا غربيا وسط محيط عدائي من العالم الاسلامي, كما لا يثق ايا منهما بالعرب ويعتبران انه لا يوجد معهما شريك فلسطيني, بالاضافة الي اعتقاد كل منهما بأن البرنامج النووي الايراني هو اكبر تهديد يواجه اسرائيل و لذلك يؤيدان العمل العسكري ضد ايران. وقالت الصحيفة ان ما يوحد باراك ونيتانياهو اكثر من اي شيء آخر و يعطيهما الانطباع بالمشاركة في قيادة البلاد هو التهديد الايراني, بالاضافة الي رئيس الاركان يوعاف جالانت الذي يدعم وجهة نظرهما حيث يسعيان خلال فترة بقائهما في الحكم لمنع ايران من امتلاك برنامج نووي, ولذلك سعيا للتخلص من وزراء حزب العمل الذين كانوا يعارضون بقاء باراك في مقعد وزير الدفاع. كما ان نيتانياهو في حاجة الي باراك الي جانبه لتعزيز موقفه الهجومي ضد ايران حيث ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ليس لديه خلفية عسكرية تمنحه سلطة عليا في مجال الدفاع مثل شارون, وايهود باراك برتبته وميدالياته العسكرية, وخبرته السابقة كرئيس للوزراء يوفر ذلك الدعم لنيتانياهو في مواجهة الموقف المعتدل من ايران الذي يمثله موشي يعلون رئيس الاركان السابق في حزب الليكود الذي لا يري حاجة في الهجوم العسكري علي ايران هذا العام طالما انها لن تكون قادرة علي امتلاك قنبلة نووية قبل عام 2015, بالإضافة الي تطرف افيجدور ليبرمان الي اقصي اليمين في الحكومة اليمينة اصلا.