استقبلت المملكة العربية السعودية, الرئيس التونسي المخلوع, زين العابدين بن علي وأسرته, وذلك بعد أن ظلت طائرته تحلق في الأجواء علي إثر رفض الحكومة الفرنسية استضافته علي اراضيها. المملكة العربية السعودية شعرت بحرج بالغ فهي تستضيف علي أراضيها رئيس خلعه شعبه, وهو أمر يمكن أن يسبب بعض التوتر مع الرأي العام التونسي الذي خرج في ثورة شعبية أطاحت بابن علي. وقد حاولت المملكة إحداث قدر كبير من التوازن في موقفها, وكان ذلك من خلال البيان الذي أصدرته المملكة, والذي يقول أن المملكة تحترم خيارات الشعب التونسي, وأنها استقبلت بن علي, علي اراضيها لاسباب إنسانية, وهو أمرأحسب أنه يمكن ان يلقي قدرا من التفهم لدي المواطن التونسي العادي, فالمملكة العربية السعودية مكانة ثقافية ومعنوية تسمح لها بالقيام بعمل من هذا النوع, دون أن ينظر إليه علي أنه يمثل إساءة لنضال الشعب التونسي أو لحركته الي اطاحت بالرئيس التونسي. وعلي الرغم من المحاولات التي تبذلها بعض ا لأطراف للإساءة إلي المملكة العربية السعودية لاستضافتها ابن علي, فإن هذه المحاولات لن تنجح لاعتبارات عديدة في مقدمتها المكانة التي تحظي بها المملكة لدي المواطن التونسي العادي, ومنها أيضا أن المملكة لن تسمح للرئيس التونسي المخلوع بممارسة أي عمل سياسي مضاد من علي أراضيها, بل ان احد الاعلاميين السعوديين خرج ليعلن علي الملأ أن المملكة لن تسمح للرئيس التونسي المخلوع حتي بمجرد اجراء اتصالات تليفونية ترتبط بما جري أو ما يجري علي الأراضي التونسية, أي ان المملكة سوف تطلب من الرئيس التونسي المخلوع احترام قواعد اللجوء إلي المملكة بالتوقف التام عن ممارسة أي نشاط له علاقة بما يجري في تونس اليوم في تقديري ان الخطوة التي اقدمت عليها المملكة العربية السعودية تأتي منسجمة مع موقع ومكانة ودور المملكة, حيث إن ما لها من رصيد لدي الشعوب العربية تحديدا, يساعد علي تجنب أي ردود فعل يمكن توقعها في حال توفير دولة عربية اخري ملاذا آمنا للرئيس التونسي المخلوع بعد أن غادر بلده تاركا إياه يواجه المجهول. [email protected] المزيد من أعمدة ابراهيم نافع