الكاتب البديل

ليس أي مخرج تشعر أمام أفلامه أنه مخرج حقا أو متميز لكن في العالم كله نجوم في فن الإخراج معهم تتحول القصة والسيناريو إلي عمل مدهش يلفت الانتباه ويحظي بالثناء‏.‏ ونجوم الاخراج توزع الأفلام علي اسمائهم فهم أصحاب نجومية عالمية أكثر احيانا كثيرة من نجوم الشباك‏.‏ المخرج رومان بولانسكي واحد من هؤلاء النجوم وفي فيلمه الأخير‏(‏ الكاتب البديل‏)‏ الذي حصل علي الدب الفضي في مهرجان برلين‏0102‏ و‏6‏ جوائز من اكاديمية الفيلم الاوروبي والسيناريو رومان بولانسكي وروبرت هاريس صاحب الرواية التي نشرت عام‏7002‏ والموسيقي التصويرية لالكسندر ديسبلات‏.‏
أما أدوار البطولة فهي لبيرس بروسنان في دور رئيس الوزراء المقال والذي يشير الفيلم بوضوح إلي أنه رئيس الوزراء الانجليزي توني بلير أما البطل الرئيسي فهو الكاتب البديل ايوان مكريجور وتقوم اوليفيا ويليامز بدور زوجة رئيس الوزراء‏.‏
يقرر رئيس الوزراء كتابة مذكراته بعد عزله في جزيرة ولكن كاتبه البديل يجدونه غارقا بعد انتحاره من فوق عبارة ويبدأ البحث عن كاتب آخر فمن يقرأ لرئيس الوزراء لو كتب بنفسه فالكتابة لها رجالها‏.‏
والمطلوب أن يكون الكاتب البديل غير متزوج‏,‏ كاتب بارع‏,‏ ليس له خبرة أو اهتمام بالسياسة‏,‏ كما انه غير مشهور‏.‏
هكذا يقع الاختيار علي بطلنا ايوان مكريجور لقاء ربع مليون دولار ليعيد كتابة المذكرات‏.‏
يري البديل الجديد أن الأحداث العاطفية تقرب رئيس الوزراء من الناس ويقترح أن يبدأ من القلب وبعد تردد توافق دار النشر‏.‏
وهكذا تبدأ رحلة الاثارة التي يأخذك إليها المخرج رومان بولانسكي مع موسيقي تصويرية رائعة وتصوير متميز واضاءة تضعك في التشويق الذي تتميز به هذه النوعية من الأفلام‏.‏
يتعرف الكاتب البديل علي سكرتيرة رئيس الوزراء أولا ثم برئيس الوزراء وزوجته وتبدأ الرحلة حتي يجد ظرفا ملصقا في أحد الادراج لزميله السابق الذي يقال انه انتحر‏.‏
وتتكشف الحقائق كأوراق الكتب ورقة ورقة وشخصية وراء شخصية حتي يصل في النهاية إلي الحقيقة التي قتل بسببها زميله السابق أن زوجة رئيس الوزراء تعمل لدي المخابرات الأمريكية وهي التي دفعت زوجها إلي كل تصرفاته التي يرفضها الشعب وأوصلته إلي الإدانة‏.‏
طبعا ستعرفون النهاية لقد قتل الكاتب البديل‏writerTHEGOUST‏ في مشهد من أجمل المشاهد الاخراجية فقد دهسته سيارة مسرعة بينما تناثرت أوراق الكتاب في الشارع بعد أن أخبر زوجة رئيس الوزراء بمعرفته للحقيقة‏.‏
رغم ما أكتبه عن الفيلم إلا أن متعة المشاهدة لن تنقص‏,‏ فرومان بولانسكي مخرج متميز وفريق العمل يتميز ايضا وقد راقتني الموسيقي التصويرية لأقصي حد‏,‏ إنها تدفع المشاهد إلي حالة من الترقب للحدث القادم‏.‏
وهذه هي السينما أما الآخرون الذين يدعون أنهم يقدمون سينما فهؤلاء هم الذين يهينون الفنون الراقية‏.‏