أدان مجلس الشوري صباح أمس برئاسة السيد صفوت الشريف, الحادث الإرهابي الذي وقع بكنيسة القديسين بالإسكندرية, والذي راح ضحيته21 قتيلا و99 مصابا. مؤيدا فيه بالإجماع بيان الرئيس مبارك الذي وجهه للأمة عقب الحادث بساعات, الذي كشف للأمة أبعاد المخطط المدبر ضد أمنها واستقرارها. وأكد الشريف في كلمته التي ألقاها في بداية الجلسة العامة صباح أمس أن الحادث يمثل جريمة إرهابية منظمة متكاملة الأركان في التهديد المسبق والمعلن والاختيار للهدف والزمان والمكان, مستهدفا مصر كلها في أمنها واستقرار شعبها, مشيرا الي أن الجريمة تتعارض مع القيم الإنسانية وكل مبادئ الأديان لايمكن لمصري أن يقدم عليها إلا اذا كان خائنا لوطنه, ولايمكن أن يرتكبها مسلم إلا اذا كان كافرا بتعاليم دينه ولا يرتكبها أو يخطط لها إلا عملاء باعوا ضمائرهم واتسم فكرهم بالتعصب والتطرف. وأكد الشريف أن شعب مصر قادر علي التصدي لمحاولات العبث بمقدراته, يتسلح في ذلك بالوعي وقيم التمسك بالاعتدال والوسطية, مشيرا الي أن الإرهاب أطل علي مصر مرة أخري بثوب جديد وبمخطط مختلف وبأهداف أكثر خطرا, مدعوما بمنطلقات ومتغيرات عالمية وإقليمية تحركه وتحرضه.. مختلطا بأهداف السياسات الدولية والصراعات الإقليمية والمواجهات الطائفية في مناخ امتزجت فيه الاجندات بالوسائل. وأكد الشريف أن مصر هي الهدف والقصد, وغاية ما يخطط لها, هو ضرب قوتها, المتمثلة في وحدة شعبها مسلميه ومسيحييه, كمركز الثقل في المنطقة وواسطة العقد في محيطها العربي والافريقي والاسلامي. وطالب الشعب بأن يكون أكثر وعيا, بأبعاد ما يدبر لهذا الوطن, تحت جنح الظلام, نجهض المخطط الخارجي, الذي يفجر ويقتل في الداخل, أمام الكنيسة في الاسكندرية فيقتل خيرة أبنائها, فيملأ الغضب قلوب المسيحيين, وتعلو الإثارة في المشهد, إثارة فتن تشعل الموقف ضد كل شئ, نقدر مشاعر الحزن وثورة التعبير ونقدر حكمة رجال الدين المسيحي مطارنة وقساوسة في مواجهة الموقف وحكمة رجال الدين الإسلامي وشيوخه في تهدئة النفوس برغم جسامة الحدث وهدوء وتحمل أجهزة الأمن في مواجهة الموقف, واستطرد قائلا: ما أروع أن يعلو صوت شباب مصر مسلمين ومسيحيين برغم الغضب فوق الأحزان.. شبابنا يعلي صورة الهلال والصليب وعلي شباب مصر أن يتنبهوا من اندساس راغبي الإثارة من مثيري الفتنة بين صفوفهم ويؤمنوا بأن القضية في حقيقتها غضبنا كلنا, مصرنا كلنا, وسنتمسك أكثر من أي وقت بوحدتنا, فوحدتنا كانت وستبقي هي السند والسد الذي يحمي مصريتنا. وطالب الشريف مجلس الحكماء بعلو صوت الحكمة والعقل, ولا نتوقف أمام ترديد العبارات, فنحن جميعا غاضبون ومتحمسون, وغضبنا وحماسنا أكبر من الكلمات, ولكن علينا أن نوضح رؤية, ونخاطب أمة, نحن جزء من برلمانها, ونعزز مسارا بدأناه بأننا دولة مدنية, دولة قانون تحترم الدستور والقانون. ودعا الشريف كل الأحزاب السياسية, أغلبية ومعارضة, ومؤسسات المجتمع المدني للقيام بدور يسهم في تعزيز وحدة الصف ونشر ثقافة المواطنة لنعود مرة أخري في وقفة واحدة بنقاء السريرة والروح التي جمعت المصريين في الدفاع عن وطنهم. ووجه الشريف رسالة ودعوة لكل المفكرين والمثقفين والمعلمين, الذين يصيغون وجدان النشء, لإعلاء ثقافة التسامح والمحبة وأن تقوم مؤسسة التعليم بتنقية السطور والرسائل والكلمات داخل الفصول, ورسالة لكل من يعتلي المنبر في المسجد أو المحراب في الكنيسة, لخطاب هادئ معتدل يهدئ النفوس ويدعم الثقة ويدعو الي احترام القانون ويتيح الفرصة أمام الأجهزة لمتابعة المحرض في أسرع وقت حتي يحق الحق وتظهر الحقيقة. وطالب البيان الذي صدر عن مجلس الشوري وتلاه الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن القومي, بالتعامل مع القضايا العالقة بكل صدق وصراحة, ومواجهة الإرهاب الجديد الدخيل, الذي يستهدف الوقيعة بين أبناء الوطن, وأسلوب ورسالة الإعلام بكل صوره في مخاطبة وتجميع الشمل, والابتعاد عن تضخيم القضايا التي تمس ثوابت الأديان علي اختلافها والخوض في خلافات مذاهبها والإساءة لرموزها. وطالب البيان التعليم والمعلم المصري تحديدا بتحمل مسئولية تاريخية أمام وطنه وضميره في صنع المكون الصحيح داخل وجدان الأجيال المقبلة, كما أن الثقافة والإعلام هما رافدان أساسيان في تكوين العقل المصري المعاصر, بالاضافة الي المؤسستين الدينيتين علي الجانبين ودورهما الخطير في نشر روح التعايش المشترك واحترام الدولة المدنية التي بدأت ملامحها تكتمل علي أرض مصر. وفي بداية المناقشات, أدان الدكتور محمد رجب زعيم الأغلبية الحادث الإجرامي البشع علي الأشقاء المسيحيين, مشيرا الي أن هناك مخططا استراتيجيا يهدف الي زعزعة أمن واستقرار مصر. وأوضح النائب محمد سرحان ممثل الوفد, أن الاعتداء يهدف الي زعزعة أمن واستقرار البلاد ومصر فوق الجميع ونرفض بشدة ما حدث من الاعتداء الاجرامي البشع, وطالب بضرورة وحدة الصف للتصدي لهؤلاء القلة الإجرامية. وأشار النائب أحمد حسن ممثل الحزب الناصري الي أن الحادث جاء لتفتيت وحدة الصف وأن حزبنا يدين بشدة الاعتداء السافر علي أبناء الشعب المصري, مؤكدا أنه مخطط صهيوني لضرب الوحدة الوطنية واستنكر ناجي الشهابي ممثل حزب الجيل الاعتداء علي الابرياء المصريين خلال الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية. وأشار الشهابي الي ضرورة إعادة النظر في القضايا العالقة للقضاء علي الاحتقان بين صفوف المصريين. وأشار الدكتور عبدالمنعم الأعصر ممثل حزب الخضر المصري الي أن الاعتداء الذي حدث اجرامي بشع لابد من ضربه مهما كانت الظروف. وقال النائب أسامة شلتوت ممثل حزب التكافل الاجتماعي, ان الاعتداء الذي حدث عارض لا يمس المصريين وعلي الشرطة معاملة المبلغ عن أي حدث معاملة طيبة حتي يمكن اعطاء الفرصة لتعاون المواطن مع الشرطة. وقال النائب موسي مصطفي موسي حزب الغد ان ما حدث في الاسكندرية اثم ويجب التصدي له لان مصر مستهدفة من الخارج. وأشار الدكتور شوقي السيد الي أن القضية ارهابية بالدرجة الأولي لاثارة الفتنة الطائفية, مؤكدا أن الجريمة ارهابية بكل الأركان القانونية, مشيرا الي أن الاقباط والمسلمين أشقاء منذ خلق البشرية. وقال المستشار عبد الرحيم نافع وكيل المجلس إن الاعتداء إجرامي بشع ولابد من التصدي لتفويت الفرصة علي أعداء الوحدة الوطنية والعلاقات الأزلية بين النسيج الواحد من المسلمين والأقباط. وقال النائب نبيل لوقا إن حادث الاسكندرية امتزجت فيه دماء المسلمين والمسيحيين ونرفض التدخلات الأجنبية باعتبارنا نسيجا واحدا.. وقال النائب رابح رتيب بسطا إن الحادث الاجرامي يستهدف مصر بكل طوائفها وليس المسيحيين فقط, مشيرا الي أن الارهاب الاسود يستهدف أيضا زعزعة أمن واستقرار مصر المحروسة. وأوضح النائب حمدي خليفة أن الاعتداء جبان ونرفض الاعتداء الاجرامي علي أمن واستقرار مصر. وقال النائب صلاح منتصر إن الضربة لم تكن لكنيسة ومسجد ولكن كانت ضربة لكل بيت مصري.