أكد السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري أن الرئيس مبارك عبر في بيانه المهم الذي وجهه إلي الامة بعد ساعات من وقوع الحادث الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسين بالاسكندرية عن ضمير الشعب ووحد المسئوليات في مواجهة الإرهاب المخطط والمدبر أعلن تكليفه بسرعة تعقب الجناة وكشف المخططين ليلقوا جزاءهم. وقال الشريف في كلمته امام المجلس اثناء مناقشته هذا الحادث الإرهابي ان الرئيس مبارك كان معبرا في بيانه عن ضميرنا حيث أكد ان امن مصر القومي مسئوليته وان ارواح ابناء مصر لن تضيع وعن كشفه لأبعاد المؤامرة والتعامل بالحكمة والعقل والحسم. وقال انني مرة ثانية وثالثة اقول ان مصر هي الهدف والقصد وغاية ما يخطط لها هو ضرب قوتها المتمثلة في وحدة شعبها والنيل منها كمركز الثقل في المنطقة. وناشد الشريف شباب مصر ان يتنبهوا لخطورة اندساس مثيري الفتنة بين صفوفهم وان يؤمنوا بأن القضية في حقيقتها اغضبتنا كلنا كمصريين لافتا إلي اننا يجب ان نتمسك أكثر من اي وقت مضي بوحدتنا التي كانت وستبقي هي السند والسد الذي يحمي مصريتنا ومسئوليتنا اعلاء مبادئ الدولة المدنية وسيادة القانون وتكريس الثقة في مؤسسات الدولة وعلينا ان نكون أكثر انتباها إلي ما يحاك من مؤامرات تستهدف مصر كلها وأمنها واستقرارها وفيما يلي نص كلمة السيد صفوت الشريف. بعد منتصف ليل يوم الجمعة الماضي.. ومع الدقائق الأولي التي يتطلع فيها المصريون إلي عام ميلادي جديد.. مفعم بالأمل.. شهدت مدينة الاسكندرية.. حادثا مأساويا صادما.. اثر انفجار عبوة ناسفة بجوار كنيسة القديسين.. بمنطقة سيدي بشر.. اثناء خروج الاخوة الاقباط عقب الاحتفال باعياد رأس السنة.. مما أسفر عن مقتل21 وإصابة99 آخرين.. من بينهم ضابط وثلاثة من المجندين.. المكلفين بحراسة المبني. وقد بادر السيد رئيس الجمهورية.. بتوجيه بيان مهم إلي الامة.. بعد ساعات من وقوع الحادث الإرهابي.. عبر فيه عن ضمير الشعب وحدد المسئوليات في مواجهة الإرهاب المخطط والمدبر وأعلن تكليفه بسرعة تعقب الجناة وكشف المخططين ليلقوا جزاءهم. والمجلس يؤكد عن حق.. ماورد في بيان السيد الرئيس.. الذي اتي كاشفا للامة ابعاد المخطط المدبر ضد امنها واستقرارها.. ومرسخا لقدرتها علي مواجهة التحدي.. ومطاردة فلول الغدر والوقيعة.. بين ابناء الشعب الواحد.. وسحق رأس الافعي.. وبتر كل يد تمتد بالإرهاب والترويع لأبناء شعبنا. وقد كان رئيس الجمهورية معبرا عن ضميرنا حين أكد ان أمن مصر القومي مسئوليته وان ارواح ابناء مصر لن تضيع وعن كشفه لابعاد المؤامرة.. والتعامل بالحكمة والعقل والحسم.وقال إن المجلس الشوري الذي أعلن منذ اللحظات الأولي ان ما شهدته مدينة الاسكندرية هو عمل إرهابي.. بعيد عن الطائفية.. يمثل جريمة منطمة متكاملة الأركان.. في التهديد المسبق والمعلن.. والاختيار للهدف.. والزمان والمكان.. استهدف مصر كلها.. في أمنها واستقرار شعبها.. جريمة إرهاب منظم.. لا وطن له ولادين.. تتعارض مع كل القيم الانسانية.. وكل مباديء الاديان.. لايمكن لمصري ان يقدم عليها.. إلا اذا كان خائنا لوطنه.. ولايمكن ان يرتكبها مسلم.. إلا إذا كان كافرا بتعاليم دينه. مرة ثانية وثالثة ان مصر هي الهدف والقصد.. وغاية ما يخطط لها.. هو ضرب قوتها المتمثلة في وحدة شعبها مسلميه ومسيحييه.. والنيل منها كمركز الثقل في المنطقة.. وواسطة العقد في محيطها العربي والافريقي والإسلامي. وقال علينا ان نكون أكثر وعيا.. بأبعاد ما يدبر لهذا الوطن.. تحت جنح الظلام. نجهض المخطط الخارجي.. الذي يفجر ويقتل في الداخل.. امام الكنيسة في الاسكندرية فيقتل خيرة ابنائها.. فيملا الغضب قلوب المسيحيين.. وتعلو الاثارة في المشهد.. اثارة فتن تشعل الموقف ضد كل شيء.. ولكننا ايضا نقدر مشاعر الحزن وثورة التعبير.. نعم نقدر.. نعم نقدر مشاهد الحزن وثورة التعبير.. ونقدر ايضا حكمة رجال الدين المسيحي مطارنة وقساوسة في مواجهة الموقف وحكمة رجال الدين الإسلامي وشيوخه في تهدئة النفوس رغم جسامة الحدث وهدوء وتحمل اجهزة الأمن في مواجهة الموقف.. انها مشكلة وقضية علينا جميعا ان يتحمل كل منا دوره في موقعه بالحكمة والرؤية الصائبة والصبر.ما اروع ان يعلو صوت شباب مصر مسلمين ومسيحيين رغم الغضب فوق الاحزان شبابنا يعلي صورة الهلال والصليب وعلي شباب مصر ان يتنبهوا لخطورة اندساس راغبي الاثارة من مثيري الفتنة بين صفوفهم ويؤمنوا ان القضية في حقيقتها غضبنا كلنا.. مصرنا كلنا.. وسنتمسك اكثر من اي وقت بوحدتنا.. فوحدتنا كانت وستبقي.. هي السند والسد.. الذي يحمي مصريتنا. وفي مجلس الحكماء هنا يعلو صوت الحكمة والعقل.. ولانتوقف امام ترديد العبارات.. فنحن جميعا غاضبون ومتحمسون.. وغضبنا وحماسنا أكبر من الكلمات, ولكن علينا ان نوضح رؤية.. ونخاطب امة.. نحن جزء من برلمانها ونواب عنها. نعزز مسارا بدأناه بأننا دولة مدنية.. دولة قانون تحترم الدستور والقانون.. القانون قادر علي اعطاء كل مواطن حقه.. الدستور يعلي من قيمة المواطنة.. ومسئوليتنا ان نحقق بالقانون واقع المساواة والعدل.. مسئوليتنا اعلاء والتمسك بدولة القانون وتكريس الثقة في مؤسسات الدولة.. والثقة في ان العدل سائد ويسود.. حتي لاتجد بذور الفتنة تربة تنمو فيها. واضاف الشريف في هذه اللحظات التي يواجه فيها الوطن بدايات خطر تستهدف امنه واستقراره ووحدة ابنائه فإن مسئولية المجالس البرلمانية ان تخاطب ابناءه: علينا ان نكون أكثر انتباها إلي ما يحاك من مؤامرات تستهدف مصر كلها وامنها واستقرارها.. تستهدف الشعب بكل طوائفه.. دون تفرقة بين قبطي ومسلم. وعلينا ألا نعطي الفرصة لمخططي الإرهاب.. ان ينجحوا في اثارة الوقيعة.. فان وحدتنا هي السد الذي هوت امامه كل المؤامرات علي طول التاريخ.. وان يكون ردنا قوة وحدتنا.. ورغم الفجيعة الارتفاع إلي مستوي وطنيتنا.