شهدت الأيام الماضية تصاعد وتيرة التهديد المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة, فإسرائيل توسعت في عمليات اغتيال عناصر من الفصائل المختلفة قالت إنهم كانوا يعدون لإطلاق قذائف علي مدن الجنوب الإسرائيلي, والفصائل المختلفة ردت بقبول التحدي, وإطلاق المزيد من القذائف إلي أن تم استخدام صاروخ متطور من طراز كورنيت الروسي في إعطاب دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا, وحسب التقديرات الإسرائيلية, فإن دخول هذا السلاح إلي القطاع أحدث تغييرات نوعية في المواجهة, فحسب رئيس الأركان الإسرائيلي, جابي إشكينازي فإن وصول هذا الصاروخ إلي الفصائل في القطاع غير من طبيعة المواجهة وجعل بمقدور هذه الفصائل القيام بأعمال كبري ضد القوات البرية الإسرائيلية, ويمكن أن يستخدم لإحداث معدلات غير مسبوقة من الدمار في منشآت مدنية, تصاعد التوتر وجري تبادل التهديدات, ثم بدأت الفصائل في القطاع تتحدث عن التزام بالتهدئة غير المعلنة, وأنها لن تبادر بأي عمل ضد إسرائيل, وأي عمل تقوم به سيكون في إطار الرد علي اعتداءات إسرائيلية, وهنا لجأ الطرفان أي إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إلي مصر لنقل رسالة تهدئة إلي الطرف الآخر, أي طمأنة الطرف الآخر بعدم الرغبة في التصعيد العسكري, وهو ما قامت به مصر بالفعل. حيث جري التأكيد من قبل كل طرف لمصر علي عدم التصعيد, وأنه غير معني بهذا التصعيد, الأمر الذي يعني إزالة أجواء التوتر والعودة إلي الالتزام بالتهدئة الواقعية, وفي تقديري أن حرص إسرائيل والفصائل الفلسطينية علي عدم التصعيد ينبع بالأساس من إدراك كل منهما أن التصعيد لن يحقق له ما يريد, فحركة حماس والفصائل الأخري في القطاع سبق واختبرت إطلاق الصواريخ والقذائف علي إسرائيل ولم تجن من ورائها أي انجاز, وإسرائيل شنت عدوانا شاملا علي القطاع دمرت بنيته التحتية وقتلت أكثر من ألف وثلاثمائة فلسطيني من أبناء القطاع غالبيتهم من المدنيين, ودمرت البنية التحتية للقطاع وشردت عشرات الآلاف, ولكنها حصدت في المقابل إدانات دولية وباتت دولة ترتكب جرائم حرب سجلها تقرير جولدستون إذ لا توجد مصلحة للطرفين في خوض مواجهة جديدة, وأن التهديدات المتبادلة لا تعدو أن تكون أصواتا مرتفعة, وعندما تدهور الموقف بسرعة كان اللجوء إلي مصر لكي تنقل بين الطرفين رسائل التهدئة والطمأنة.