لم يكن لقاء الأهلي والزمالك مساء أمس الأول لقاء قمة ولا حاجة! وان جاز لنا ان نقول عنها انها كانت قمة الخوف والرعب من الخسارة!.لقد رفع الفريقان شعار لا للهزيمة فلم نري منهما مباراة في كرة القدم. ولكنها كانت مباراة في الكر والفر من الهزيمة, بعد ان شهدت سقوطا ذريعا للمديرين الفنيين العميد وزيزو في أهم اختبار حقيقي لهما كمدير فني مصري عندما تكون علي رأس الجهاز الفني لفريق القمة وعجزهما عن ادارة اللقاء من خارج الخطوط بل وقع الاثنان في الأخطاء قبل بداية المباراة في التشكيل وتوظيف اللاعبين داخل الملعب, وسيطرت عليهما عقدة المدير الفني المصري الذي يخشي بالدرجة الأولي من الهزيمة ولكنه يعجز عن الابتكار والرغبة في الفوز بدليل انني لو استعدت كل لقاءات الفريقين لمدربين اجانب سواء في الاحمر أو الأبيض لوجدنا النزعة الهجومية دائما هي التي تسيطر عليهما بعكس المدرب المصري الذي دائما يقنع بالتعادل من منطلق ان النقطة أفضل من الخسارة!. لقد كانت جماهير الزمالك تمني النفس في تحقيق فوز يكسر حالة التفوق الأهلاوي في السنوات الاخيرة ولكن كانت الغالبية العظمي منه تتخوف وقلقة من ان تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ويغرق الفريق في هزيمة ستكون خسائرها المعنوية أكبر علي الفريق, لذلك خرجت راضية وان كان فريقها لم يلعب بل لم يكن له وجود في الشوط الثاني. أما الجمهور الاهلاوي فقد خرج سعيدا بعد ان كانت تسيطر عليه حالة من الرعب والقلق خوفا من خسارة كبيرة قد تزيد من تعميق تأزم الفريق في الدوري ولكن الخروج بالتعادل مع غريمه التقليدي جعل الحال يبقي علي ما هو عليه وبالتالي نقطة افضل من خسارة واعتبرها البعض بداية الصحوة أو عودة الأهلي من جديد. كيف يلعب فريق مباراة تترقبها الجماهير في العالم وليس مصر فقط ونفاجأ بأن الفريق الذي ملأ الدنيا تصريحات تبث الحماس في فريقه من اجل الفوز يلعب بلا مهاجم صريح ثم يقول بعد ذلك انه كان يسعي من اجل الفوز بالثلاث نقاط؟! ثم أين هي تلك الفرص التي يتحدث عنها الفريقان! هل كانت الخطة في الفريقين مبنية علي ان تسجيل الأهداف هو مهمة لاعبي الوسط والمدافعين بدليل اننا لم نلحظ أي خطورة لأي لاعب مهاجم في الفريق وان لم يكن هناك مهاجم من الأساس فمن الذي سوف يسجل إذن؟! لقد خيب الأهلي والزمالك آمال جماهيرهما التي خرجت غاضبة وساخطة وغير راضية عن الأداء والمستوي الضعيف والفقير فنيا من الطرفين بدليل اننا لم نشاهد جملة فنية طوال ال95 دقيقة زمن المباراة وهو الوقت الأصلي والمحتسب بدلا من الضائع؟!. أثناء مشاهدة المباراة شعرت بالإحباط والحرج أمام الجماهير العربية والعالمية, كيف يصل الحال بالكرة المصرية إلي هذا المستوي عند أكثر فريقين جماهيرية والأقدم والأعرق في منطقة الشرق الأوسط.. اين هم من برشلونة وريال مدريد أو حتي من لقاء الهلال واتحاد جدة في السعودية! هل وصل الحال بنا في اكبر فريقين بمصر الي افتقار وجود مهاجم صريح قادر علي قيادة فريقه في لقاء ينتظره الجميع وتنتظره الجماهير من العام للعام؟! ان ما شاهدناه أمس الأول يكشف حجم الخطأ في المنظومة المصرية عامة وليس في الفريقين فقط..اختفاء اللاعب الهداف في الفريق, كان الله في عون حسن شحاتة وجهاز المنتخب الوطني عندما يختار لاعبيه, الأهلي والزمالك لايوجد بهما مهاجم صريح وهما القوام الرئيسي للمنتخب الوطني! وإذا كان اتحاد الكرة يفرض قيودا صارمة علي التعاقد مع حراس المرمي للمحافظة علي هذا المركز في المنتخب الوطني فأطالبه بمنع التعاقد مع مهاجمين أسوة بالحراس بعد ان اصبحت الكرة المصرية بلا مهاجمين في اكبر قلعتين كرويتين, فماذا تفعل لو كنت مكان حسن شحاتة؟! وأعود إلي المباراة لنجد ان الزمالك فاجأ الجميع بهذا التشكيل الغريب وكيف يلعب فريق من اجل الفوز دون مهاجم صريح عندما اجلس جعفر علي دكة البدلاء, لقد سيطر علي حسام هاجس الخوف من الهزيمة فتعمد إلي الزيادة في عدد المدافعين علي حساب المهاجمين بالفريق ولم يحسن استغلال حالة الرعب والخوف التي كانت عند لاعبي الأهلي في الشوط الأول وبذل لاعبوه جهدا مضاعفا دون خبرة في توزيع مجهودهم علي مدار ال95 دقيقة لينهار الفريق تماما في الشوط الثاني كما لم يحسن حسام حسن استغلال اهتمام الأهلي بمراقبة شيكابالا في توزيع الأدوار علي الأوراق الأخري لتكون لديه عنصر المفاجأة للمنافس ولكن من أين ذلك والفريق بلا عقل مدبر أو يفكر! وعندما تم عزل شيكابالا عن الفريق اختفي الزمالك تماما وانحصر اللعب في نصف ملعبه. ولم يختلف الوضع كثيرا مع زيزو في فريق الاهلي والأخطاء ايضا كانت من البداية في المبالغة في قوة وتفوق الزمالك فلعب الشوط الأول بحذر وان شابه بعض الأخطاء الفنية في الاعتماد علي طلعت في الهجوم والانتظار طوال ال90 دقيقة دون تغيير أبو تريكة الذي لم يكن له وجود ربما لطريقة اللعب. حتي في الشوط الثاني عندما وجد ان الامور تشير إلي تفوق فريقه لم يغامر بزيادة عدد المهاجمين لاستغلال حالة الارتباك وتراجع الزمالك وكان بمقدوره الفوز بالمباراة, ولكن من أين يأتي ذلك والفريق كان أيضا يفتقد العقل المفكر من الداخل أو الخارج.