يحدثنا حجة الإسلام الغزالي في كتابه( إحياء علوم الدين) في باب بعنوان( بيان أن التوبة إذا استجمعت شرائطها فهي مقبولة لا محالة), يقول: إن الملك لايقبل الثوب المتسخ ليكون لباسه, وكذلك القلب المظلم لايقبله الله تعالي لأن يكون في جواره. وكل قلب زكي طاهر فهو مقبول, كما ان كل ثوب نظيف فهو مقبول وإنما عليك التزكية والتطهير, وقد قال تعالي:قد أفلح من زكاها. يحدثنا الإمام الغزالي إن من توهم أن التوبة تصح ولا تقبل, كمن يتوهم ان الشمس تطلع والظلام لايزول, وهو ينصح بالتوبة الفورية لأن تراكم الذنوب دون توبة يرين علي القلب, فإذا رانت الذنوب علي القلب صارت طبعا له, ومثل هذا القلب لايرجع ولايتوب, قد يقول باللسان: تبت, كما يقول إنسان قد غسلت الثوب وهو لم يفعل, ومثل هذا قول ومثل ذلك قول لاينظف الثوب أصلا. والتوبة عبارة عن ثلاثة أمور علم..وحال.. وفعل.. أما العلم فهو معرفة ضرر الذنوب وكونها سموما مهلكة تبعد الإنسان عن الله.. أما الحال فهو إرادة القلب وعزمه علي ترك الذنوب, أما الفعل فهو عمل الحسنات وجبر المظالم. ومن الثابت ان الحسنات يذهبن السيئات.. قال صلي الله عليه وسلم:أتبع السيئة الحسنة تمحها رواه الترمذي. وقد حدثنا سعيد بن المسيب عن سبب نزول قول الله تعالي:إنه كان للأوابين غفورا. نزلت الآية في الرجل يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب.. وقال بعض الصالحين:رب ذنب أدخل صاحبه الجنة قيل كيف؟ قال: لايزال نادما منه عاملا الحسنات حتي يدخل الجنة فيقول إبليس ليتني لم أوقعه في الذنب. وقال ابن مسعود: إن للجنة أبوابا كلها تفتح وتغلق إلا باب التوبة فإن عليه ملكا موكلا به لايغلق.