كتبت أميرة صلاح هلال: ولاء وشيماء.. وغيرهما كثيرات من فتيات القري والعزب المجاورة لمركز كفر شكر التابع بالقليوبية وكميت بشار مركز منيا القمح بالشرقية والقاطنات مركز ميت غمر دقهلية. يعملن في جمع البرتقال الشتوي والصيفي الذي يعتبر من أهم الفواكه التي تزرعها القليوبية, يتجمعن فجر كل يوم فيما بين الخامسة والسادسة صباحا أمام الجامع الكبير بالقرية, وبالقري المجاورة للانتقال من قراهن الي القرية التي يقيم فيها تجار الفاكهة ومقاولو الأنفار الذين يكدسونهن في سيارات نقل كبيرة أو جرارات زراعية فوق اقفاص البرتقال أو الخضراوات والفواكه ليذهبوا بهن الي المزارع حيث يبدآن في جمع المحصول.. أغلبهن لم يتجاوزن العاشرة إلا قليلا. ورغم أنه عمل صعب علي الفتيات الا أنهن يغتمن الفرصة في موسم جني البرتقال بدافع الحاجة حيث تكون الأسرة بها ثلاثة أطفال علي الأقل في سن التعليم وتحتاج الي مصاريف للمأكل والملبس وخلافه ومعظم هذه الأسر تكون فيها نسبة الاناث أكثر من الذكور فيتم التضحية والزج بهن في سوق العمل مبكرا للصرف علي باقي افراد الأسرة. وتبلغ نسبة الفتيات مابين سن13 20عاما والعاملات في جني ثمار البرتقال20% وتتراوح أجورهن بين1520 جنيها بحسب قدرتهن الجسمانية علي بذل الجهد وهو أجر متدني اذا ماتم خصم قيمة الأكل والمواصلات للفتاة واذا ماقورن بساعات العمل الطويلة. وتتعرض الفتيات لحوادث الطرق ومضايقات التجار ومقاولو الأنفار ثم مضايقات الشباب الذين يعملون معهم كما يتعرضن للتحرش في اثناء عودتهن من العمل بعد أن يدخل الظلام, ومعظمهن يشكين من الفاقة وتقوس الظهر بسبب حمل الأوزان الكبيرة. وتري العاملات في الزراعة أن القضاء علي مشاكلهن يتلخص في ضرورة التزام المقاول أو التاجر بمصاريف علاجهن وصرف أجرتهن كاملة في حالة مرضهن أو حدوث مكروه لهن أو أي اصابة عمل خاصة أنهن يتعرضن للموت علي الطريق والسقوط في المصارف أما اذا كان هناك تأمين صحي فيكون أفضل وياريت يتم تحديد ساعات العمل وزيادة الأجر الذي يحصل مقاول الأنفار علي جزء منه بينما تري جمعية الزهور للصداقة الريفية أن الحل يكمن في قيام مكاتب العمل بالزام التجار بتحرير عقود عمل مؤقتة لهؤلاء الفتيات والحاقهن بالتأمين الصحي اسوة بتلاميذ المدارس وانشاء صندوق الزمالة يشترك فيه الفتيات والتجار والمقاولون والجمعيات الأهلية والصندوق الاجتماعي لمساعدة الفتيات وقت الحاجة. محتاجة ارتاح كلمتان هما لخصت بهما شيماء التي جاءت من عزبة أبو ذكري التابعة لمركز قويسنا منوفية لجني محصول البرتقال معاناة الفتيات العاملات في الزراعة ثم أضافت ماببطلش شغل ولايوم واحد.. بشتغل من أول النهار الي مابعد صلاة العشاء علشان اساعد أهلي في المعيشة وأجهز نفسي.