شهدت احتفالية الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف التي أقيمت مساء أمس الأول بأحد فنادق مدينة نصر للإعلان عن جوائز الأفضل لعام2010, تصرفا غير لائق. من القائمين علي تنظيم الحفل خاصة في التعامل مع الصحفيين ومندوبي وكالات الأنباء, حيث تم تخصيص قاعة منعزلة لهم ثم تركهم بها حتي انتهاء الاحتفالية ولم يتمكنوا من متابعتها حتي عبر شاشة عرض برغم حصولهم جميعا علي بطاقات للحضور, وكذلك حرصهم علي الوجود في هذه الاحتفالية التي تقام لأول مرة في مصر. وسادت حالة من الاستياء لدي الصحفيين بعد احتجازهم داخل القاعة في ظل عدم تمكنهم من متابعة الاحتفالية, وكذلك منع أي منهم من مغادرة القاعة والانسحاب عن طريق مجموعة من رجال الأمن الخاص البودي جارد, وبالتالي كان رد الفعل الطبيعي في مثل هذه المواقف هو الانسحاب وعدم حضور المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب انتهاء الاحتفالية في حضور اللاعبين الكاميروني صامويل إيتو الفائز بجائزة أفضل لاعب لعام2010, وصاحب المركز الثاني الغاني أسامواه جيان. ولم يجد الصحفيون المصريون بديلا عن الاتجاه لهذا التصرف بمقاطعة المؤتمر كرد فعل للتعامل غير اللائق من قبل الكاف منظم الاحتفالية, لأنهم شعروا بأن دعوتهم كانت من أجل جلوسهم كومبارس علي المقاعد في المؤتمر الصحفي, وقد تضامن معهم مندوبو وكالة رويترز وبعض وكالات الأنباء الأخري, في حين رأي مسئولو الكاف أن هذا التصرف فيه نوع من العصبية غير المبررة, ولكنه كان ردة فعل لما حدث من سوء تنظيم واستهانة بمكانة ودور الإعلام المصري الذي يعتبره مسئولو الكاف الحلقة الأضعف في المنظومة الرياضية, علي الرغم من دوره الكبير في نقل هذه الأحداث للجماهير وما يبذله من جهد من أجل نقل الصورة كاملة, يضاف إلي ذلك التساؤل المثار حول ما إذا كان الكاف لم يكن لديه رغبة في وجود الصحفيين, فلماذا لم يقتصر الأمر علي القنوات التليفزيونية فقط, ويترك الجميع يتابع الحدث مثل كل عام عبر الشاشات؟! وما الهدف من وضع الصحفيين في هذه الصورة المهينة التي لا يعرف أحد ما الدافع من ورائها ومن المسئول عنها؟! المثير للدهشة هو التعليق أو التصريح الذي أدلي به المسئول عن التنظيم بالكاف- وللأسف هو مصري- قائلا: إن الكاف لم يتعامل مع الصحفيين كضيوف في حفل توزيع الجوائز!! في حين حاول البعض الخلط بين ما حدث بأنه يؤثر علي سمعة مصر التنظيمية للأحداث الرياضية.. ولكن حقيقة الأمر, أن مصر ليس لها دخل في التنظيم, وأن تلك الاحتفالية مسئولية الكاف علي أرض مصرية, وهو المسئول عن تنظيمها مع الشركة الراعية وهي شركة غير مصرية أيضا, وبالتالي لابد أن يضع الجميع الأمور في نصابها وعدم المزايدة في أمور جانبية بعيدة عن الحقيقة. وبعيدا عن استياء الصحفيين من التنظيم, كانت هناك حالة جدلية فيما يتعلق بالجوائز والفائزين, حيث بدت ملامح الحزن وخيبة الأمل علي وجه الغاني أسامواه جيان لعدم فوزه بالجائزة التي كان هو الأحق بها بالفعل, خاصة أن الحديث عن فوز الكاميروني إيتو مع ناديه الإيطالي إنتر ميلان بلقب كأس العالم للأندية جاء قبل يومين فقط من إقامة الاحتفالية, أي بعد انتهاء التصويت باستمارات أدلي بها مدربو منتخبات القارة السمراء بأصواتهم, وهو ما يشير إلي أن موقف أسامواه كان الأكثر ترجيحا للفوز بالجائزة, حيث إن إنجازات إيتو كانت مع ناديه في الدوري الإيطالي, أما أسامواه فقاد منتخب غانا إلي المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية الأخيرة بغانا وخسر أمام مصر, وكذلك أسهم في تأهل منتخب غانا إلي نهائيات كأس العالم التي أقيمت صيف العام الحالي بجنوب إفريقيا, وكان خير ممثل للقارة السمراء بوصوله إلي دور الثمانية, وكان منتخب غانا قاب قوسين أو أدني من التأهل للدور قبل النهائي وقدم مستوي متميزا أشاد به العالم في المونديال الأخير, وكانت هناك إشارات إلي تدخل أو وجود دور للشركة الراعية في الأمر من أجل مجاملة صامويل إيتو لأنه كاميروني وهو السبب الحقيقي وراء عدم حضور الإيفواري ديديه دروجبا, علي الرغم من إعلانهم أن سبب الاعتذار لظروف الطيران, في حين أن جيان جاء من إنجلترا التي يلعب فيها دروجبا كذلك مع نادي تشيلسي الإنجليزي!! وربط البعض بين ما حدث في جائزة الأفضل وبين ما حدث مع حسن شحاتة في جائزة أفضل مدرب, فإذا كان اختيار مدرب غانا الصربي راجيفتش كأفضل مدرب بسبب إنجازاته مع منتخب غانا باعتبار أن منتخب غانا قدم مستوي جيدا في كأس العالم, فلماذا لم يتم اختيار جيان؟! وكذلك إذا كان كأس العالم والإنجاز مع المنتخب ليس هو المعيار كما حدث مع إيتو وجيان, فلماذا لم يتم منح شحاتة الجائزة باعتباره حقق إنجازا غير مسبوق في القارة بالاحتفاظ بلقب كأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة علي التوالي؟! ولم يتوقف البعض عند الجوائز الأخري, ولكن كانت هناك حالة جدلية فيما يتعلق بأن الاتحاد الإفريقي لم يعد يضع ظروف منتخبات القارة في حساباته, ولم يعد ينظر لمواعيد مسابقاته بشكل صحيح, وذلك بعد إعلان قرعة بطولتي دوري الأبطال وكأس الكونفيدرالية للموسم الجديد2011, وضرب الجميع مثالا فيما يتعلق بتضارب مواعيد مباريات الأندية المصرية في ذهاب دور ال32 للبطولتين التي يمثل فيها مصر4 أندية وقصر المدة بين لعب منتخب مصر مباراته المهمة والمصيرية مع جنوب إفريقيا في تصفيات كأس الأمم2010, حيث من المقرر أن يلعب الأهلي والزمالك في ذهاب دور ال32 بدوري الأبطال, والإسماعيلي وحرس الحدود في ذهاب الدور نفسه بكأس الكونفيدرالية, وذلك في موعد واحد وهو أحد أيام18 أو19 أو20 مارس المقبل, أي أن لاعبي هذه الأندية الذين يمثلون القوام الأساسي للمنتخب سينضمون لمنتخب مصر يوم21 مارس, أي قبل مباراة جنوب إفريقيا بأربعة أيام فقط, ومن المفترض أن هناك رحلة قد تستغرق8 ساعات علي الأقل, فكيف يستعد منتخب مصر في هذه الفترة القصيرة لهذه المباراة المهمة, وماذا لو كانت القرعة قد جلبت لأحدهما اللعب خارج مصر, فماذا كان سيفعل المنتخب مع لاعبين مرهقين من رحلة مع أنديتهم وتنتظرهم رحلة أخري أكثر مشقة في وقت قصير لا يتجاوز أربعة أيام؟! الاتحاد الإفريقي لم يعد يهتم بشيء سوي ابتكار أحداث ترعاها شركات ويبيع حقوق تسويقها ويجمع دولارات يستفيد منها هو ومسئولوه فقط دون النظر إلي أحوال كرة القدم في القارة الإفريقية, أو العمل علي التطوير الحقيقي والدعم الملموس لأنديتها ومنتخباتها!!