كتب : محمد فؤاد كوت ديفوار أصبحت علي شفا حرب أهلية جديدة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي تضاربت فيها النتائج. وبطلي الفيلم الدرامي الذي تعيشه كوت ديفوار حاليا هو الرئيس الحالي لوران جباجبو وزعيم المعارضة الحسن أوتارا فقد جاءت نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة لتضع أوتارا في المقدمة حيث أشارت النتائج إلي فوزه بنحو45% من الأصوات بينما حصل جباجبو علي64% إلا أن المجلس الدستوري في كوت ديفوار ألغي تلك النتائج وقال إن جباجبو فاز بنحو15% من أصوات الناخبين. وقد ترتب علي ذلك أن كلا الرجلين سواء جباجبو أوتارا نصب نفسه رئيسا للبلاد, وهنا أصبحت كوت ديفوار دولة برئيسيين يتصارع كل منهما علي الحكم والحقيقة أن الأمر لم يتوقف علي ذلك, فرئيس وزراء كوت ديفوار جويلومو سورو أعلن تأييده لزعيم المعارضة الحسن أوتارا كما لقي أوتارا دعما كبيرا من أمريكا وفرنسا ومجلس الأمن ومنظمة الاتحاد الإفريقي وغيرها من الجهات الدولية الكبيرة. وقد تزامن مع ذلك إعلان قائد الجيش فيليب مانجو تأييده لجباجبو في الرئاسة مما جعل الأمور تزيد تعقيدا. والوضع الحالي في كوت ديفوار يعكس كثيرا من الأمور, فالنزاع الحالي علي السلطة يعكس المشكلات التي تشهدها كوت ديفوار بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي, فالمعارضة الشمالية التي قادت الحرب الأهلية ضد الجنوب في2002 لازالت تتمتع بنفوذ قوي, وثمة أمر هام لايمكن التغاضي عنه ألا وهو شخصية رئيس البلاد الحالي لوران جباجبو فقد أجل الرجل انتخابات الرئاسة أكثر من ست مرات منذ عام5002 حتي يضمن البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة. كما عرف عن جباجبو نظامه القمعي مع سكان كوت ديفوار حيث شرد المئات من السكان وأجبر الكثيرين علي الهجرة القسرية. كما شهد سكان الشمال المسلم أبشع أنواع الاضطهاد في عهد جباجبو من حرق للمنازل والأسواق وطرد من الجيش والمناصب القيادية العامة في البلاد. والسؤال المطروح حاليا هل سيتمكن الغرب من تمكين أوترا من سدة الحكم في البلاد ؟ أم سيستمر جباجبو متمسكا بالحكم ويستمر في اضطهاد المسلمين ؟. أم ستدخل كوت ديفوار في حرب أهلية جديدة خلال الفترة المقبلة.