بالمتابعة الفاحصة لما حدث الأيام السابقة في انتخابات برلمان2010, كانت هناك مشاركة سياسية فعالة للمرأة, سواء من جانب المرشحات أو الناخبات وهو ما لم يحدث في الانتخابات السابقة, مما يجعلنا نطالب كل من لم يحالفهن الحظ في هذه الدورة, بضرورة الاستفادة من إيجابيات خوض الانتخابات وما تعنيه للمرأة من وجود في الساحة السياسية, والاستعداد بالعمل المدني والتطوعي علي مدي السنوات الخمس المقبلة, بشرط وضع استراتيجية للنجاح.. لكن كيف؟ الدكتورة مني زكي, أستاذة الفكر الاستراتيجي بالجامعة الأمريكية, تشير إلي أن عدم نجاح بعض السيدات هو فرصة لهن لكسب الخبرة وترتيب الأوراق, وهو بداية وليس نهاية للعمل السياسي, فالرؤية الأساسية لخوض الانتخابات هي مصلحة مصر وشعبها.. وخارج البرلمان هناك أيضا مجالات عديدة لخدمة الوطن, سواء كان ذلك في الجامعة أو المدرسة أو البيت أو الشارع, كل في مجاله.. فكل مصري مدين لهذه الأرض بالعمل من أجل النهوض بها, وكان غريبا علي مسامعي الزج بالقيم الدينية في الدعاية الانتخابية, لأن مصر تضمنا جميعا والمطلوب منا خدمتها, سواء داخل البرلمان أو خارجه. وعن استراتيجية النجاح للدورة القادمة, أشارت إلي ضرورة استمرارية العطاء الذي عرفت به المرأة, وعلي من لم ينجحن دعم الفائزات والوقوف بجوارهن ومساندتهن بالعمل التطوعي, وأن تكون حلقة صلة واتصال بين أفراد الشعب رجالا ونساء, مما يضمن لهن الفوز في الانتخابات بعد خمس سنوات, وبذلك يزيد عدد السيدات داخل المجلس. أما اعتبار عدم الفوز إحباطا وتراجعا, فهو تقاعس عن الانجاز الذي هو العامل الأساسي والفيصل أمام الناخبين, وتواصل الانجازات في العمل بوعي وثقافة وسياسة يعني حسن إدارة المرأة من أجل خدمة المجتمع الذي سيعطيها صوته لما قدمته.. فلم نسمع أن امرأة قدمت رشوة لناخب أو استخدمت القوة, بل قدمت انجازا تستحق عليه مقعد البرلمان. وأكدت د. مني زكي أن شعار البرلمان كان مستقبلا أفضل لأولادنا وخير من يتحدث عنه هي المرأة والأم والمعلمة والوزيرة وأستاذة الجامعة, لأنهن الأحق بمناقشة قضايا التعليم والصحة والبطالة, لذلك يجب مساندة النائبات من أجل دعم دورهن وزيادة عدد البرلمانيات كل دورة برلمانية جديدة. وأخيرا لابد من أن تكون رؤية النائبات والمرشحات ونساء المجتمع, رؤية واحدة, هي مصلحة الوطن, بشرط وضع فكر استراتيجي هدفه الانجاز واستمرارية العطاء, ويكفي كل من دخلن الانتخابات السابقة فضلهن في تعاظم الاهتمام بالمشاركة السياسية وممارسة الديمقراطية, مما شجع علي الحوار وتوسيع قاعدته بين الفئات المختلفة التي تنتمي إليها الشريحة النسائية.. الأمر الذي يجعل من لم يحالفهن الحظ يساعدن في وضع برنامج انتخابي محدد الأهداف من خلال منظمات المجتمع المدني ليكون الضمان الأكيد للفوز المرة المقبلة.