أي إنجاز يحققه لاعب مصري هو وسام علي صدر الكرة المصرية, وإضافة لرصيدها ولتاريخها الحافل بالبطولات والانتصارات, لكن من الظلم وعدم الإنصاف أن يتم تضخيم الإنجاز إذا كان من نصيب لاعب ينتمي للأهلي أو الزمالك, ويتم غض الطرف عن هذا الإنجاز أو تجاهله أو عدم الاهتمام به بالشكل الكافي إذا كان اللاعب بعيدا عن قطبي الكرة المصرية. الأمثلة علي ذلك كثيرة, وآخرها يوم الاثنين الماضي عندما كنا علي موعد مع إنجاز كبير للنجم أحمد حسن كابتن المنتخب الوطني بعد حصوله علي لقب عميد اللاعبين المحليين إثر ارتفاع رصيده من المباريات الدولية إلي170 مباراة, وتعاملت وسائل الإعلام مع هذا الحدث بما يليق به, وكان أحمد حسن بالفعل جديرا بالحفاوة البالغة من الجميع لروعة الإنجاز من جانب, ولأنه يصب في مصلحة الكرة المصرية من جانب آخر, لكن الواقع يؤكد أن هذه الحفاوة كان من الممكن أن تكون في أضيق الحدود لو أن العميد الجديد لا ينتمي لأحد قطبي الكرة المصرية, وهو ما أكده حدث لم يقل أهمية منذ أشهر قليلة كان بطله حسام حسن عندما حقق إنجازا غير مسبوق للكرة المصرية بمنح الاتحاد الدولي الفيفا له لقب أحسن لاعب في تاريخ القارة السمراء, وهو اللقب الذي كان يستحق حسام من خلاله أن يحظي بتكريم يليق بروعة الإنجاز الذي يصب في مصلحة تاريخ الكرة المصرية أيضا, وهو ما لم يحدث لدرجة أن حسام شعر بصدمة قاسية, وقد كان وقتها أعزل من دون أهم أسلحته الإعلامية, وتم اختزال هذا الإنجاز في احتفالية بسيطة أقامها لحسام المسئولون بنادي الاتصالات لأنه كان يدرب فريقهم في ذلك الوقت! في حين أن حسام عندما دخل نادي المائة بإحراز هدفه رقم100 في الدوري المصري احتفي به الجميع بشكل هستيري, وقد كان لاعبا في الأهلي وقتها. الأمر نفسه ظهر من مساحات الغضب المتناقضة أمام استبعاد ميدو وحمص من صفوف المنتخب قبيل البطولة الإفريقية الحالية, فقد قامت الدنيا ولم تقعد من أجل ميدو, وتعرض حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب لانتقادات حادة, في حين أن محمد حمص النجم الخلوق وصاحب الجهد الوفير والبصمة الواضحة مع الدراويش خرج من المنتخب ومر استبعاده مرور الكرام.