خلقت البيئة مهيأة لتحقيق مصلحة الانسان وتوفير حاجاته, وقد خلقها الله تعالي بطريقة تفرض عليها أن تتكامل وتتعاون مع بعضها البعض, ومن ثم فالحفاظ علي أن يؤدي كل من مكونات البيئة دوره المنوط به يعتبر أمرا شرعيا. يقول الدكتور زكي محمد عثمان أستاذ الثقافة الإسلامية والدعوة بجامعة الأزهر إن الإسلام يهتم بالبيئة اهتماما يجعل الحفاظ عليها نوعا من أنواع العبادة. فالبيئة مخلوقة مثل الانسان ومكلفة بالسجود لله تعالي وتسبيحه ولكن بطريقة لا يعلمها إلا الله فهي نعمة تستوجب الشكر والمحافظة عليها والاستمتاع بها. وندرك أهمية البيئة من خلال القرآن والسنة ومن خلال تراث المسلمين الفكري, فلقد بين القرآن معطيات البيئة من نواح كثيرة, حيث السماء وما فيها من مجرات, والأرض وما فيها من جبال وأشجار ونباتات وأنهار وبحار. وتحمل البيئة أدلة كثيرة علي وحدانية الله وقدرته وتتضمن تشكيلين هامين تشكيلا ماديا وآخر فكريا, يقول الله تعالي: يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم. فبعد أن ذكرت الآيات العبادة ذكرت الأرض والسماء والماء وإخراج الثمرات. وهناك ركائز أساسية لرعاية البيئة يأتي في مقدمتها إحياء الأرض الموات وتنمية الموارد, قال الرسول عليه الصلاة والسلام: من أحيا أرضا ميتة فهي له, حتي إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انتزع أرضا كانت مقطوعة إلي رجل يسمي بلال بن الحارث المزني لأنه لم يستطع أن يعمرها كلها. وأيضا زراعة الأشجار ففي الحديث النبوي من نصب شجرة, فصبر علي حفظها والقيام عليها حتي تثمر, فإن له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله عز وجل. والنظافة والطهارة, حيث إنها شرط لكثير من العبادات خاصة الصلاة, وقد حث الإسلام علي النظافة والاغتسال وحسن الهندام خاصة في المناسبات كصلاة الجمعة والعيدين, يقول الله تعالي: يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين. وأيضا المحافظة علي الموارد وعدم إفسادها, والانسان يكون بالتلويث والإسراف أو بإشاعة الظلم, يقول الله تعالي: ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها. والإحسان علي البيئة أيضا من الركائز الأساسية لرعايتها وكلمة الإحسان تتضمن الشفقة والإكرام, فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم, يميل للقطة الإناء حتي تشرب, وقد كان عمر بن عبدالعزيز يكتب إلي عماله ألا يحملوا الابل فوق ما لا تطيق, وألا يضربوها بالحديد. وهناك العديد من الوسائل التي يمكن استخدامها لحماية البيئة ورعايتها منها تربية النشيء علي الوعي البيئي وتبصيره بموقف الإسلام من البيئة ورعايتها, وتثقيف الجماهير عبر وسائل التثقيف المختلفة, وإيقاظ الضمير الديني والاجتماعي في رعاية البيئة مع سن بعض القوانين والتشريعات التي تحافظ علي البيئة من أيدي العابثين.