ماذا تفعل لو كنت مريضا بأحد الأمراض الصعبة لا قدر الله وتحتاج حالتك لمصل معين ولا تجده في مصر.. أكيد سوف تلجأ إلي مكتب اكبر مسئول في مصر بحثا عن هذا المصل إنقاذا لحياتك لكن ماذا تفعل لو أخبرك المسئولون الكبار بأنه يتعين عليك الانتظار حتي منتصف أو نهاية شهر ديسمبر الحالي حسب التساهيل..؟! هذه الحكاية ليست فزورة ولا لغزا من الالغاز ولكنها حقيقة واقعية تعاني منها المواطنة البسيطة سعاد السيد علي المقيمة بمدينة سوهاج. الحكاية بدأت مع ظهور متاعب شديدة علي السيدة البسيطة فلجأت إلي الأطباء بسوهاج وأجريت لها الفحوصات اللازمة قبل عيد الأضحي وتبين أنها تعاني ورم المثانة وأجريت لها جراحة فورية حتي لا ينتشر الورم وشاء قدرها أن تعاني مرة أخري وأجري الدكتور النسر راشد صابر الأستاذ بطب سوهاج منظارا لها وتبين أنها بحاجة الي جراحة جديدة لازالة بقايا او خلايا الورم وأنه عجب لإجراء مثل هذه العملية يجب حقن المريض بمصل يعرف باسم مصل(B.C.G) وذلك علي مدي ستة أسابيع وهذا المصل يمنع حدوث تكرار الورم في مثل هذه الحالات ولا يمكن اجراء عملية استئصال الورم إلا بعد التأكد من توافر المصل.. وهنا بدأت رحلة البحث عن المصل والذي يجب ان يتوافر لدي الجهات المسئولة عن الامصال وهي الشركة القابضة للمصل واللقاح وبرغم لجوء أهل المريض الي مكتب الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة الذين بادروا بالاتصال بالدكتور محمد ربيع رئيس الشركة القابضة للمصل واللقاح ولكن الاجابة جاءت علي غير المتوقع لتغلق باب الأمل امام المريضة فقد قيل لها إن المصل لن يتوافر قبل أول او منتصف شهر ديسمبر الحالي وربما آخره وبالبحث عن المصل لدي الشركات والوكيل الذي يورد للمصل واللقاح تأكد هذا, ومن ثم فعلي المريضة الانتظار حتي تقوم الشركة باستيراد المصل الأمر الذي يحول دون إجراء مثل هذه العمليات وهي بالقطع تعني الكثيرين من مرضي اورام المثانة والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يموت هؤلاء المرضي؟ وماذا تفعل هذه السيدة البسيطة التي يحاول أهلها تدبير نفقات هذه الجراحات ولماذا تترك المسألة هنا لمكتب واحد يعتبر وسيطا بين المصل واللقاح والمستشفيات يتحكم في سعر وتوقيت توريد مثل هذه الأمصال.. الأمر الآخر اليس هذا المصل يعد مخزونا إستراتيجيا مثله مثل بقية الأمصال خاصة ان هذا المصل تحديدا له ثلاثة استخدامات اخري الأول انه يستخدم في تطعيم الأطفال ضد مرض السل والثاني في عمليات الحقن بالمثانة ضد الاورام والأستخدام الثالث في إزالة بقايا خلايا الورم وذلك علي حسب قول الدكتور النسر راشد وغيره من الأطباء.. والسؤال الآن هل يتحرك المسئولون بوزارة الصحة لتوفير هذا المصل الاستراتيجي أم يتركون الناس في مهب الريح؟!.