كما يقال في العامية هات من الأخر بمعني أن نترك الحديث عن المنافسات الإنتخابية- الشريفة والنزيهة ومعتركها الساخن, ونبدأ بتأثير الاحداث الطائفية التي شهدتها نجع حمادي في بداية العام وقرية النواهض بابوتشت مؤخرا علي تصويت المسيحيين في هذه الإنتخابات. فلا إنتخابات بدون كلام وشائعات, ولاشائعات إلا عن الفتنة الطائفية وذيولها وحطبها ونارها. من هنا يأتي السؤال.. هل سيخرج المسيحيون في دائرتي نجع حمادي وأبوتشت بمحافظة قنا للتصويت يوم الأحد المقبل, وياتري لأي من المرشحين ستذهب اصواتهم. المتفائلون والمستبشرون يتوقعون أن مشاركة المسيحيين ستكون عادية ولن يطرأ عليها تغيير, تماما مثلما كانت في الإنتخابات السابقة, لكن العارفين ببواطن الأمور والخبراء في هذا الشان يختلفون مع هذا الرأي ويتوقعون إنخفاضا ملحوظا علي عكس الدورات السابقة فأغلب الظن وحسب وجهة نظر هؤلاء أن ذلك يعود إلي الشائعات المستمرة والحالة التحريضية الدائمة المحيطة بأجواء تلك الأحداث, كذلك غياب رجال الدين من الطرفين وعدم قيام أي منهم بأي دور يذكر لنزع الفتيل وتهدئة الأوضاع وإعادة الأمور علي ماهي عليه. إلا أن الجديد والذي اضفي خطورة علي الأمر ويهدد بمزيد من الإحتقان الطائفي في هاتين الدائرتين هو قيام عدد من المرشحين بالعبث واللعب بهذه الورقة الخطر وراحوا يستخدمونها في بث شائعاتهم المغرضة والحاقدة ضد منافسيهم الأكثر شعبية والأوفر حظا بالحصول علي ثقة الناخبين. فقد تردد أن مرشح منشقا عن الحزب الوطني تم إستبعاده مؤخرا من إختيارات المجمع الإنتخابي وأن إستبعاده بسبب إحترافه ترويج هذه الشائعات وإثارة النعرات القبلية في الدائرة تردد أنه لايتحدث عن برنامجه الإنتخابي ولايجيب علي تساؤلات الناخبين في الدائرة بقدر مايتحدث عن أحداث قرية النواهض الأخيرة محاولا الزج بأسماء مرشحي الحزب الوطني في هذه الأحداث والإدعاء بتدخلهم وتورطهم فيها, وهو الأمر الذي رفضه أهالي الدائرة أو علي حد وصفهم أنها محاولات يائسة وحلاوة روح وإحساس بخسارة المقعد. وهذا ما يحذر منه الدكتور عباس منصور أمين الحزب الوطني بقنا ورئيس جامعة الجنوب من تلك الشائعات المغرضة والكاذبة الذي اكد في تصريحات خاصة لملحق الصعيد أن الحزب الوطني سيتصدي لهذه الشائعات بكل حسم, فالخاسر الوحيد من وراء نشرها وإشاعتها هو الوطن والتي إذا صدقها الناخبون خسروا اصواتهم وفاز المخربون ودعاة الفتنة. ومن خطورة شائعات الفتنة وتأثيرها علي هذه الإنتخابات, تحتل عادة إطلاق الرصاص في الأفراح والمناسبات السعيدة المرتبة الثانية, فكثير من الأفراح والليالي السعيدة تحولت إلي مآتم وسرادقات عزاء بسبب هذه العادة المقيتة التي آن الآوان لايقافها والحدمنها, ولعل حادث إطلاق الرصاص الذي شهده احد الأفراح في قرية القصر بدائرة الرئيسية بنجع حمادي مساء الجمعة الماضي وراح ضحيته أثنين من القتلي وعدد من المصابين يذكرنا بضرورة القضاء والتصدي لهذه العادة, لكن المصيبة الأكبر أن يكون لإطلاق الرصاص في هذا الفرح علاقة مباشرة بالإنتخابات والمرشحين فيها, فحسب الخبر المنشور علي عدد من المواقع الإخبارية الالكترونية والصحف, أنه بمجرد دخول بعض المرشحين مكان الفرح قام عدد من المعازيم بإطلاق الرصاص إبتهاجا بحضورهم, ولأن الحكاية بها مرشحون وإنتخابات قد إكتسب الحادث أهمية خاصة وتفسيرات وتأويلات وإيماءات وتلميحات وشائعات متعددة مفادها أن هذه الدائرة وغيرها من دوائر نجع حمادي قد باتت في قلب دائرة الخطر, إن لم تكن بسبب أحداث الفتنة الطائفية بنجع حمادي ستكون بفعل رصاص الأفراح وربنا يستر.