عملت في أوائل السبعينات من القرن الماضي في مركز البحوث الزراعية معهد بحوث المحاصيل الحقلية, وأتذكر ما شهدته في تلك الفترة مزروعا في حقل التجارب المجاور للمعهد سلالة من نبات الذرة استنبطها علماء المعهد وباحثوه. يحمل العدد الواحد منها ثلاثة كيزان ذرة من الحجم الكبير, لم أر مثلها من قبل, ولم أشاهد مثيلا لها بعد ذلك مزروعا سواء في قريتي أو القري المجاورة, ولا أعرف لماذا لم تعمم هذه السلالة ذات الإنتاجية العالية للاستفادة منها في سد جزء مما تعانيه البلاد من عجز في إنتاجية الحبوب بالمقارنة لاحتياجات الاستهلاك العالية منها؟ هل تم بيع هذه السلالة والسلالات المثيلة لها خارج البلاد في تلك الفترة, والاكتفاء بزراعة الكنتالوب والفراولة للاستفادة من عائد تصديرها بالدولار, طبقا لسياسة المميزات التفاضلية التي شاعت في فترة سابقة, ومازال البعض يؤمن بها حتي اليوم, أم أن المركز استنبط هذه السلالات ذات الإنتاجية العالية ويزرعها في حقول التجارب للعرض فقط. محاسب فتحي إسماعيل محمد رئيس قطاع سابق الزقازيق