بقدر ما كانت كلمة الرئيس مبارك أمس الأول أمام قيادات الحزب الوطني كشف حساب لما قدمه الحزب خلال الدورة السابقة لمجلس الشعب, بقدر ما كانت الكلمة بشارة أمل, ومصباح ضياء علي طريق المستقبل. ولعل أول مايثير الأمل في النفوس هو اعتراف الحزب الوطني علي لسان رئيسه الرئيس مبارك بأن ماتحقق ليس نهاية المطاف, وبأن التحديات والصعاب مازالت عديدة, وهو مايؤكد إدراك الحزب بأن القادم أصعب, ومن ثم استعداده لبذل المزيد من الجهد للنهوض بهذا البلد دون تكاسل أو استرخاء! ويثير الأمل في النفوس تأكيد الرئيس مبارك أن الحزب يخوض الانتخابات المقبلة وعينه علي الفقراء والبسطاء الذين يعانون عناء الحياة من الفئات محدودة الدخل, الذين يعانون ارتفاع الأسعار ونفقات المعيشة, ويشعرون بالقلق علي مستقبل أسرهم. الرئيس يؤكد أن برنامج الحزب في السنوات المقبلة يستهدف هؤلاء الناس, ويسعي لتحسين دخولهم من خلال خلق فرص عمل جديدة, والسيطرة علي التضخم, وضبط الأسواق والأسعار. وهكذا تشعر, وأنت تستمع لكلمات الرئيس, بأنه يتحدث إلي هؤلاء البسطاء والمهمشين والفقراء, ويشدد علي ضرورة توفير السكن اللائق بهم, والتعليم المتطور والتأمين الصحي الشامل. وعندما تقرأ بتمعن كلمات الرئيس ستجدها مفعمة بكلمات مثل: الفلاحين وأصحاب المعاشات والعمال, وأبناء الطبقة المتوسطة, والأسرة المصرية, ومحدودي الدخل, وهكذا ستشعر بأن كل أبناء الشعب في عقل الرئيس وقلبه, ومن ثم فإن آمال هؤلاء في حياة كريمة ستكون علي رأس أولويات الحزب الوطني الحاكم في الفترة المقبلة.