دعا وزراء الإعلام العرب إلي تشكيل لجنة من الخبراء والقانونيين والإعلاميين لاستكمال الدراسة التي أعدها الأمين العام للجامعة العربية لإنشاء مفوضية الإعلام العربي يحيث تشارك في اللجنة كل الدول والمؤسسات والهيئات العربية الممارسة لمهام الإعلام علي أن تأخذ بالاعتبار الملاحظات الواردة من الدول العربية. كما دعا الوزراء في ختام اجتماعهم الاستثنائي أمس إلي تقديم الدراسة إلي مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته العادية44 التي ستعقد في يونيو.2011 وفيما يتعلق بمشروع القرار الأمريكي الذي صدر عن مجلس النواب الشهر الماضي دعا الوزراء إلي اعتبار مشروع القرار تدخلا في الشئون الداخلية للدول المعنية التي تعالج قضاياها الإعلامية وفق تشريعاتها الوطنية, وأكد حرص الدول العربية علي مواصلة جهودها لمكافحة التطرف والعنف والإرهاب والتحريض عليه لأنها متضررة منه مع ضرورة التمييز بين الإرهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال. واقترح الاجتماع القيام بتحرك دبلوماسي عربي مع الإدارة الأمريكية وإظهار الأثر السلبي الذي يمكن أن يحدث في حالة صدور قرار بفرض عقوبات علي مشغلي القنوات الفضائية العربية علي أن يكون ذلك بالتنسيق مع المؤسسة العربية للاتصالات الفضاية عرب سات والشركة المصرية للأقمار الصناعية نايل سات وشركة نور سات, وكان وزراء الإعلام العرب قد عقدوا جلسة تشاورية بمشاركة السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية استغرقت أكثر من ثلاث ساعات, قبيل بدء الاجتماع الاستثنائي للمجلس برئاسة خالد الناصري وزير الإعلام والاتصال المغربي ومشاركة10 وزراء للإعلام من بينهم أنس الفقي وزير الإعلام. وأجري الوزراء خلال الجلسة مشاورات حول البنود المدرجة علي جدول أعمال المجلس الاستثنائي وهي إنشاء مفوضية عامة للإعلام العربي, وقرار مجلس النواب الأمريكي بشأن الأقمار الصناعية التي تتعاقد مع قنوات مصنفة كقنوات تحض علي العنف والإرهاب. وطلب اليمن من الأمانة العامة إدراج اقتراح بإطلاق حملة إعلامية عربية لمواجهة مخططات إسرائيل الرامية إلي طمس هوية القدس والإضرار بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة. وأكد خالد الناصري وزير الإعلام المغربي أن هناك تحديات تقابل الإعلام العربي وهي التحدي الداخلي المتصل بحاجة المواطن لإعلام تعددي حر ومسئول يعكس حركة المجتمعات في ظل قواعد القانون والأخلاق, وتحد خارجي بالنظر إلي قوة المنافسة الإعلامية العالمية التي تفرض علي الإعلام العربي أن يكون في مستوي مجابهة هذه التحديات للقيام بوظيفته بالإضافة إلي تحدي التطور التكنولوجي المتلاحق علي صعيد الإعلام الاليكتروني والتدفق الهائل للأخبار والمعلومات. وهذا يستدعي أيضا التصدي له. وقال إن النقاط المحورية التي أمامنا الآن هي المفوضية العربية للإعلان التي تضطلع بمهمة لها أبعاد استراتيجية تتطلب تنشيط آليات الإعلام العربي بعد الإجابة علي جميع الملاحظات والتساؤلات الجوهرية لدي كل الدول العربية. وتحدث الناصري عن قرار مجلس النواب الأمريكي مؤكدا عدم القبول بالتدخل الأجنبي بشأن الإعلام العربي انطلاقا من الثوابت والالتزامات العربية مع تأكيد صريح لرفض أي لجوء للفضائيات العربية للتحريض علي العنف والإرهاب. وقال موسي ان الظروف الحالية التي تمر بها جامعة الدول العربية سواء حركة الدبلوماسية الكثيفة والتصاعد الحضاري والاتهامات الموجهة للحضارة العربية والإسلامية وتعزيز مسارات التنمية الإنسانية تتطلب الإسراع بإقامة هذه المفوضية, باعتبارها خطوة لبناء رأي عام عربي متفهم للقضايا ويحدث منطلقات الخطاب الإعلامي, حيث تقوم المفوضية بتعزيز حرية الرأي والتفكير والحيدة والاستقلالية واحترام حريات الآخرين مع استبعاد التحريض علي التطرف أو التمييز والتفاهم المتبادل لدعم الحوار بين الثقافات. واختتم موسي: إن المقصود بإقامة المفوضية هو اللحاق بالعصر ووقف التخلف وخدمة المصالح العربية الجماعية. ومن جانبه سجل وزير الإعلام اللبناني قلق واعتراض بلاده علي إجراءات تقييد حرية الإعلام العربي لاسيما قرار مجلس النواب الأمريكي.