اكتب اليكم عن رجل صنع المستحيل, وأهدي قصته إلي شباب مصر لكي يروا أن إرادة الانسان هي وحدها التي تحقق الحلم والأمل. بطل القصة شاب من قرية بمحافظة اسيوط والده فلاح كان أجره اليومي ربع جنيه وله اخوة واخوات, وبعد حصوله علي الابتدائية التحق بالمعهد الزراعي وحينما بلغ14 عاما وفي اثناء الاجازة الصيفية مارس تجارة الفاكهة بشراء قفص عنب بمبلغ45 قرشا, وكان ربحه اخر اليوم49 قرشا, وتكررت المحاولة ليصل ربحه اليومي إلي200 قرش في اليوم. وفي عام1979 انتقل الي القاهرة واخذ من عمته48 جنيها اشتري بها ملابس حريمي باعها في سوق مدينة النور( حاملا البضاعة علي الكتف) وبربح يومي قدره6 جنيهات, وخلال اشهر الصيف حصل علي700 جنيه من بيع الملابس النسائية وساهم في مساعدة اشقائه. وبين عام1982 1984 استأجر قطعة ارض(4 م2) في سوق مدينة النور لعرض الملابس الحريمي, وربح200 جنيه في اليوم الواحد(1990), واقتصد ما يكفي لشراء محل بالسوق بمبلغ29 ألف جنيه وشاركه أخوته في ادارة هذا المحل, وبدأ الاتصال بمصانع ملابس السيدات ومعرفة رجال الانتاج الذين اختار نفرا منهم لمساعدته في انشاء مصنع صغير للملابس الحريمي. واستمر في تجارة الملابس ثلاثة اعوام ثم اشتري قطعة ارض مساحتها70 مترا مربعا واشتري عددا من ماكينات الحياكة, وبدأ الانتاج وتضاعفت الارباح لكي يتحول المصنع الصغير الي خمسة ادوار بمساحة350 مترا مربعا, واطلق علي المبني مصنع رقم(1). وفي بداية الالفية الثالثة افتتح المصنع رقم(2), وبعد ثلاثة اعوام افتتح المصنع رقم(3), ومنذ عامين اشتري قطعة ارض في مدينة العبور وافتتح المصنع رقم(4) للصباغة علي مساحة8400 متر مربع. وخلال تلك السنوات أقام عدة محلات لعرض انتاج المصانع وانتقل من حجرة صغيرة ليقيم في مسكن يتجاوز330 مترا مربعا.. وهكذا وصل الي اعلي مستوي, ويعيش في امان ونجاح مع اسرته واولاده.. تحية الي رجل مكافح حقق حلم اي شاب يسعي لمستقبل سعيد. * تلقيت هذه الرسالة من الدكتور سعد واصف, وهي واحدة من الرسائل التي يزدحم بها بريدي عن رجال حفروا الصخر وصنعوا المستحيل, فلقد بدأوا حياتهم من نقطة الصفر, ولم ييأسوا من الصعاب التي واجهتهم وواصلوا مشوارهم بعزيمة وإصرار حتي بلغوا ما أرادوا واصبحوا ملء السمع والبصر. وليت شبابنا يتعلمون هذا الدرس فلا ينتظرون الوظيفة الميري والمكتب وخلافه.. ليتهم يحذون حذو هذا الرجل العظيم وامثاله, ولدينا مئات الامثلة للناجحين من ابناء مصر في كل مكان. ان الناجحين دائما هم من يبدأون المشوار من أوله ولايستندون الي واسطة او معرفة للقفز فوق الآخرين.. وليعلم كل شاب ان شباب الواسطة عمرهم قصير ولايستمرون طويلا في اي موقع يحتلونه ويظل دائما العطاء والجهد هو العامل الاساسي في نجاح الفرد أو فشله مهنيا.. فهيا جميعا نرسخ هذا المفهوم الذي يعلي قيمة العمل, ويدفع بالشاب الي النجاح والاستقرار بل ويساعد علي الارتقاء بالأمة كلها.