بعدما أقر جيش الاحتلال بمقتل ضابط وجنود في خان يونس.. يديعوت أحرنوت: الحادث الأصعب خلال الشهور الأخيرة    صن داونز يتحدى فلومينينسي.. مواعيد مباريات اليوم الأربعاء    السوبر جيت تعلن فتح خط الساحل الشمالي بدءًا من اليوم    الكهرباء: مشروعات الطاقة المتجددة أضافت 2000 ميجاوات قبل الصيف    أسعار الدواجن والبيض في أسواق الشرقية الأربعاء 25 يونيو 2025    مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدعو إيران لاستئناف عمليات التفتيش عقب وقف إطلاق النار    الناتو: أوكرانيا ستكون على رأس أولويات قمة الحلف اليوم    الشهر المقبل.. موعد الطرح الثاني ل«سكن لكل المصريين 7» ومقدم جدية الحجز وأماكن الوحدات    نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في المنوفية بالاسم ورقم الجلوس.. موعد الاعتماد الرسمي    بعد غياب 9 سنوات.. شيرين عبدالوهاب تستعد لإحياء حفل ختام مهرجان «موازين» بالمغرب    أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 25-6-2025 في محافظة قنا    تامر عاشور يحيي حفل مهرجان «موازين» ب«بالعكاز» والجمهور يستقبله بالزغاريد المغربية    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 25 يوينو 2025    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة.. مواجهات نارية في كأس العالم للأندية    الجيش الإسرائيلي: مقتل ضابط و6 جنود في معارك جنوبي قطاع غزة    جيروم باول: الفيدرالي غير مستعد بعد لتخفيض أسعار الفائدة    وكالة مهر: اكتشاف وضبط أكثر من 10 آلاف طائرة مسيرة في طهران خلال الأيام الأخيرة    أخبار فاتتك وأنت نايم| قصف مدفعي عنيف يستهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة    «بريكس» تدعو إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    إعلان النتيجة النهائية لعضوية مجلس إدارة البورصة    رسميًا درجات تنسيق الثانوية العامة 2025 في بورسعيد.. سجل الآن (رابط مباشر)    روسيا: واشنطن وتل أبيب تنتهكان معاهدة حظر الانتشار النووي وحق طهران في الطاقة النووية السلمية    «تمركزه خاطئ.. ويتحمل 3 أهداف».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على محمد الشناوي    تصدرت تريند السوشيال ميديا، قصة صورة أعادت الفنانة عبلة كامل إلى الأضواء    «واخدلي بالك» على مسرح قصر ثقافة العريش    بالأعلام واللافتات.. جماهير الترجي تدعم فلسطين خلال مباراة تشيلسي في مونديال الأندية (صور)    حملات مسائية وفجرية على المخابز البلدية والمنافذ التموينية بالإسكندرية    انتشال سيارة ملاكي ابتلعها هبوط أراضي بشكل مفاجئ في التجمع    زيادة طفيفة في مخزون سد النهضة.. «شراقي» يكشف آخر موعد للفتح الإجباري    حسام بدراوي يكشف أسرار انهيار نظام مبارك: الانتخابات كانت تُزور.. والمستفيدون يتربحون    منتخب الشباب يخسر أمام ألمانيا ويتأهلان لربع نهائي كأس العالم لليد    السيطرة على حريق سيارة نقل محمّلة بالتبن بالفيوم دون إصابات    هي ولا ذكاء اصطناعي؟.. صورة لعبلة كامل تثير الجدل على مواقع التواصل    بعد عام من الغياب.. ماذا قالت رضوى الشربيني في أول ظهور على dmc؟ (فيديو)    باسم سمرة يواصل تصوير دوره في مسلسل "زمالك بولاق"    "كانوا راجعين من درس القرآن".. أب يتخلص من طفليه بسلاح أبيض في المنوفية    أمين الفتوى يحذر من إهمال الزوجة عاطفياً: النبي كان نموذجًا في التعبير عن الحب تجاه زوجاته    الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام استقلال الدول وسيادتها    طريقة عمل الزلابية الهشة في البيت أوفر وألذ    مهيب عبد الهادي ل محمد شريف: «انت خلصت كل حاجة مع الزمالك».. ورد مفاجئ من اللاعب    عصام سالم: الأهلي صرف فلوس كتير وودع المونديال مبكرًا    مطران نيويورك يوجّه رسالة رعائية مؤثرة بعد مجزرة كنيسة مار إلياس – الدويلعة    مصرع وإصابة 8 أشخاص في حادث تصادم بالطريق الدائري الأوسطي في حلوان    أجمل رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 1447.. ارسلها الآن للأهل والأصدقاء ولزملاء العمل    عاجل.. بيراميدز يفاوض لاعب الأهلي وهذا رده    مهمّة للنساء والمراهقين.. 6 أطعمة يومية غنية بالحديد    أبرزها اللب الأبيض.. 4 مصادر ل «البروتين» أوفر وأكثر جودة من الفراخ    محافظ الفيوم يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد ناصر الكبير.. صور    طارق سليمان: الأهلي عانى من نرجسية بعض اللاعبين بالمونديال    من قلب الصين إلى صمت الأديرة.. أرملة وأم لراهبات وكاهن تعلن نذورها الرهبانية الدائمة    ندوة تثقيفية لقوات الدفاع الشعبي في الكاتدرائية بحضور البابا تواضروس (صور)    ميل عقار من 9 طوابق في المنتزة بالإسكندرية.. وتحرك عاجل من الحي    غدا.. إجازة رسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية للقطاع العام والخاص والبنوك بعد قرار رئيس الوزراء    لا تدع الشكوك تضعف موقفك.. برج العقرب اليوم 25 يونيو    غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة المثاليين للقيلولة    وزير الصحة: ننتج 91% من أدويتنا محليًا.. ونتصدر صناعة الأدوية فى أفريقيا    رسالة أم لابنها فى الحرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موهبته تؤهله للدكتوراه والقانون يجبره علي الإعدادية‏..‏ درجة مالية يا وزير المالية‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 29 - 10 - 2010

‏ أن نبقي في الخلف علي مسافة منهم‏..‏ قدر محتوم علينا مكتوب أم هو عيب ينا وخطأ منا باعتبار أننا نملك أن نكون إلي جوارهم وربما نسبقهم‏!.‏ المؤكد أنه لا قدر ولا محتوم وعندنا من الشواهد ما يؤكد أن مصر لم ولن تتوقف عن إنجاب المواهب الفذة في كل المجالات‏..‏ وأن في مصر مقومات النجاح في كل المجالات‏..‏ وأن المشكلة القائمة من قبل نصف قرن‏..‏ أن النقاط الموجودة فوق الحروف وقعت بفعل فاعل أو لإهمال والنتيجة واحدة والمهم أنها وقعت والموجود علي السطور بات لا يستفاد منه لأنه غير مفهوم لا يقرأ‏..‏ والمطلوب من نصف قرن وأكثر أن نعيد هذه النقاط فوق حروفها لأجل أن تكتمل ملامح الكلمات وتصبح الجمل الموجودة علي السطور مفيدة وذات معني‏..‏ وعندما توجد علي السطور جمل تقرأ يكون وقتها بين السطور جمل أهم ذات معني تفهم‏!‏
من زمن بعيد اختلطت الأوراق وكل المطلوب خلال هذا الزمن أن نعيد ترتيب هذه الأوراق لنعرف المقدمة ونصل إلي الموضوع ونضع أيدينا علي النهاية‏...‏
نعيد ترتيب أوراقنا لأنه عندنا في كل المجالات عقول بشرية جبارة وعندنا جلد وتحمل وصبر وعندنا قدرة التفوق بأقل القليل‏...‏
نعيد ترتيب الأوراق لأجل أن نعرف أن عندنا مقومات رائعة مذهلة لكنها بفعل فاعل بعيدة ومتناثرة بصورة تضمن عدم اقترابها وترتيبها لضمان استحالة قراءتها‏!...‏
أظن أن الوقت لم يعد فيه وقت التأخر أكثر مما تأخرنا والمطلوب وفورا أن نتحرك في كل المجالات لأجل تحرير عقولنا من القيود الغبية التي كبلنا بها أنفسنا طوال هذه السنين فحرمتنا من مواهبنا ومن عقولنا ومن قوتنا‏...‏
أي منطق يجيز أو يوافق علي بقاء قانون غبي متخلف يحول دون استفادة مصر من العقليات الفذة التي منحها الله لنا‏..‏ مثل الطفل عمر ابن ال‏13‏ سنة الذي أعطاه الله عقلية مذهلة في الرياضيات جعلته يتفوق علي طلبة السنة النهائية بالجامعة الأمريكية في الرياضيات وهو بالصف الثاني الإعدادي‏...‏
موهبة مذهلة جعلت أستاذة الرياضيات بالجامعة الأمريكية وهي أمريكية الجنسية تكتب في تقريرها أن قدرات عمر العقلية تؤهله للحصول علي بكالوريوس الجامعة الأمريكية هذا العام وتمكنه من نيل درجة الدكتوراه في العام المقبل وقبل سن ال‏15‏ سنة تجعله يخترع نظريات جديدة علي مستوي العالم في الرياضيات‏...‏
الله سبحانه وتعالي أعطانا هذه الموهبة الخيالية‏..‏ لكنه لم يأذن بعد لنا لأن نعرف قيمة ما هو عندنا‏..‏ فجعلنا نبقي علي الأوراق مبعثرة والحروف بلا نقاط حتي لا نعرف كيف نقرأ أول كلمة علي سطر في صفحة‏...‏
موهبة الرياضيات الفذة التي بهرت أساتذة الجامعة الأمريكية وأساتذة الرياضيات في كلية العلوم‏..‏ هذه الموهبة تركناها فريسة لقانون غبي نحن من وضعناه ونحن من نملك نسفه أو تعديله أو تصويب فقرة منه لأجل أن تستفيد مصر من المواهب التي يعطيها الله لها‏...‏
القانون الموجود يمنع أي طالب من الوصول إلي الجامعة قبل اجتياز سنوات الإعدادية الثلاث والثانوية الثلاث‏..‏ أي أن الطالب لابد أن يدرس ست سنوات في الإعدادي والثانوي قبل أن يتقدم للجامعة‏...‏
طيب‏..‏ لو ربنا أكرمنا بموهبة مثل عمر وهي ليست فقط موهبة إنما إعجاز من عند الله‏..‏ وأقول إعجازا لأن قدراته العقلية تمكنه من الحصول علي بكالوريوس الجامعة الأمريكية هذه السنة وأن يحصل علي الدكتوراه السنة المقبلة وأن يخترع نظريات علمية جديدة في السنة بعد المقبلة‏...‏
هذا كلام الدكتورة الأمريكية التي تحتل مرتبة الأستاذية في الجامعة الأمريكية‏..‏ فماذا عن كلام المصريين؟
السيد وزير التعليم‏'‏ السابق‏'‏ عندما عرضت عليه الموضوع‏..‏ موضوع العالم الصغير عمر قال‏:‏ كل ما أستطيع أن أفعله هو السماح له بالتقدم لامتحان الإعدادية‏..‏ أي استثناء عمر من سنة ويمتحن الإعدادية قبلها بسنة‏!.‏
الأساتذة في الجامعة الأمريكية‏..‏ أجانب ومصريون‏..‏ وتحديدا الدكتورة الأمريكية تري أن عمر مؤهل لأن يحصل علي بكالوريوس الجامعة الأمريكية هذا العام‏..‏ والسيد وزير التعليم السابق وعلي مسئوليته‏..‏ كل ما يملكه أن يسمح لعمر بدخول امتحان الإعدادية‏!‏ رأيتم الهنا الذي نحن فيه؟
الناس تري عمر مؤهلا بقدرات خاصة فذة لأن يجتاز كل مراحل التعليم الإعدادي والثانوي والجامعة الأمريكية مختصرا إياها في سنة‏..‏ ونحن نري أن الحصول علي الإعدادية غاية المراد من رب العباد‏...‏
تلك هي الأوراق المبعثرة التي أطالب بترتيبها لأجل أن تعود إلي سياقها ونقرأها ونستفيد منها‏...‏
القانون الذي يحرم الوطن من مواهبه هو من الأوراق المبعثرة التي لابد من جمعها وترتيبها وقراءتها‏..‏ حتي نكتشف أن عندنا قانونا‏..‏ نحن من وضعناه وعلينا بعد أن اكتشفنا أنه يحرمنا من المواهب التي يعطيها الله لنا بإجبارها علي أن تبقي في مراحل التعليم مثل البقية‏..‏ يفعل القانون هذا وهو لا يعلم أن بقاء هذه القدرات الفذة في مراحل التعليم يقضي عليها لأنها كانت مهيأة خلال هذه السنوات لتفجير طاقاتها العقلية الخلاقة في بحوث علمية متطورة وبدلا من توفير ذلك لها أجبرناها بقانون متخلف علي تعطيل هذه القدرات الفذة وإعطابها بل ودفنها بإخضاع هذه القدرات العقلية الفذة لمناهج علمية متخلفة بالنسبة لهذه العقليات التي يتم تصنيفها علي أنها معجزات متفردة يستحيل التعامل معها علي أنها عادية تخضع لنظام التعليم القائم‏!.‏
من أربع أو خمس سنوات تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر الطفل الأمريكي الصغير الذي اكتشفوا قدراته العقلية الفذة وكيف أنهم فور اكتشاف هذه القدرات أخضعوه إلي لجنة متخصصة للوقوف علي مستواه فاكتشفوا أن قدراته تتيح له الوجود والدراسة في المرحلة الجامعية‏...‏
علي الفور انتقل إلي الجامعة‏..‏ وليس في السنة الأولي إنما في مرحلة جامعية متقدمة أظنها السنة الثالثة وانتظم بها وتميز فيها وأظنه تخرج ويقيني أنه انضم فورا إلي مركز علمي بحثي يتمشي مع إمكاناته وقدراته التي يعرفون كيف يحررونها لتبدع وتنطلق وتخترع وتثمر لأنها خلقت للإبداع وليس للحصول علي الإعدادية‏!.‏
أنا أشفق بكل ما تحمله الكلمة من معني علي الدكتور أحمد زكي بدر وزير التعليم الذي يرأس وزارة أظنها الأهم في حياة أي وطن وأظنها معرضة لإهمال من سنين طويلة‏!.‏ أعلم أن ميزانية التعليم ارتفعت فوق ال‏300‏ ضعف في الثلاثين سنة الأخيرة‏..‏ لكن أعلم أيضا أن حجم الإهمال الذي طال هذه المؤسسة التعليمية الأهم في ال‏60‏ سنة الماضية أكبر بكثير مما نتصور وأنه ترك خلفه مشكلات متشابكة أشبه بالألغام المفخخة‏..‏ إن أردت حل مشكلة أو رفع لغم انفجرت في وجهك الألغام المفخخة المتصلة به بطريقة مختفية‏...‏
أعلم أنه أمام السيد وزير التعليم مشكلات لا تحصي في المناهج الموجودة التي أظنها اختفت من كل العالم الذي فيه التعليم مناهجه قائمة علي البحث والمعرفة ونحن فقط ما زلنا أصحاب مناهج الحفظ والتلقين‏!.‏ والكتاب المدرسي مشكلة والكتاب الخارجي مشكلة والكادر لغم مفخخ موجود وعفريت من الجن حضرناه وفشلنا في أن نصرفه والدروس الخصوصية مغارة لها أول ولا أحد يعلم نهايتها والتكدس في المدارس مشكلة رغم المليارات التي تبني بها الحكومة مدارس والراتب الهزيل للمدرس مشكلة والتعليم المجاني اسما مشكلة لأن الطالب يدفع قروشا ليشتري الفرخة ومجبر علي شراء القفص الموضوعة فيه الفرخة لكن القفص بجنيهات بينما الفرخة بقروش وهكذا المصاريف التي يدفعها الطالب رمزية بينما يدفع مئات الجنيهات في الدروس‏...‏
أعلم يا سيادة الوزير بحجم المشكلات التي وجدتها من علي باب الوزارة وقدرك أن تواجهها وأنت تعلم أن أغلبها مشكلات مفخخة‏..‏ إن اقتربت من واحدة لحلها تفاجأ بانفجار عشر‏...‏
أعلم كل هذا وأكثر من ذاك ومع ذلك أرجوك أن تتقدم إلي مجلس الشعب لأجل إضافة فقرة للقانون الذي يحرم الوطن من المواهب المعجزة التي يعطيها الله لنا مثل الطفل عمر‏..‏ والفقرة التي تضاف للقانون أن تستثني من أحكام هذا القانون القدرات الفذة الخاصة والتي يقوم بتوصيفها أو تحديدها لجان علمية‏...‏
وأرجوك أيضا يا سيادة الوزير أن تعود للمدرسة الرياضة مادة أساسية فيها نجاح ورسوب‏..‏ والرياضة التي أقصدها هي التي يعرفها العالم كله وهي النشاط البدني الذي يكسب الإنسان اللياقة البدنية واللياقة النفسية ومن ثم اللياقة الصحية وهذا غاية المراد من رب العباد لشبابنا ولا نتمني أكثر من ذلك للشباب المصري والإنسان المصري لأن الشعب الذي يمتلك اللياقة البدنية والنفسية والصحية هو القادر علي الإنتاج وهو الأقل استهلاكا للدواء وهو الحارس القوي لحدود وطن وهو الذي يشكل مجتمعا سويا تحكمه علاقات حب وتراحم وتعاون‏...‏
سيادة الوزير‏..‏ أعلم أن عودة الألعاب الرياضية المختلفة للمدرسة المصرية مسألة صعبة بعدما اختفت الملاعب المختلفة من المدارس‏..‏ لكن أطلب من سيادتكم أن تعود للمدرسة الرياضة من خلال خمسة أو ستة تدريبات بدنية هدفها العضلات والمفاصل والأربطة والعمود الفقري‏..‏ لضمان جهاز عضلي وعظمي وعصبي قوي‏..‏ لضمان جسم بلا تشوهات إذا ما وضعنا في الحسبان أن‏3‏ في المائة من البنات في كل العالم وليس مصر وحدها معرضات للإصابة بتشوهات في عظمتي اللوح ينشأ عنها اعوجاج في العمود الفقري وتحدب فيه فيما يعرف في لغتنا العامية‏'‏ الأتب‏'...‏
كل مائة بنت ثلاث منهن معرضات لهذا التشوه الذي يقضي علي أي فتاة صحيا ونفسيا واجتماعيا‏..‏ ومع هذا فإن هذا الخطر يصبح صفرا في المائة إن طبقنا التدريبات البدنية علي أطفالنا في المدارس كمادة أساسية فيها نجاح ورسوب‏..‏ وهذه التدريبات يمكن تأديتها في الفصل والطالب يتدرب عليها في بيته حتي وإن كان كل هذا البيت حجرة واحدة لأنه محتاج إلي مساحة تعادل طوله ليؤدي ويكرر هذه التدريبات عليها‏..‏ والمدرس يشرح التدريب في حصة التربية البدنية وكل طالب يخرج ليؤدي التدريب والمدرس يصحح الأداء إلي أن يتقن الطلبة الأداء الصحيح‏..‏ إن كان التدريب لعضلات الصدور فهو مثلا الضغط علي الأرض بالذراعين وإن كان البطن فهو الرقود علي الظهر والقيام بالجذع وهكذا‏..‏
هذه التدريبات طبيعي أن تكون مقننة ومختلفة من مرحلة سنية لأخري‏..‏ وما يحصل عليه الابتدائي في السنوات الثلاث الأولي يختلف عن السنوات التالية في الابتدائي والأمر يختلف في الإعدادي ويختلف في الثانوي ويختلف من الأولاد للبنات والمعاقين وفق نوعية الإعاقة لهم تدريبات لياقة بدنية خاصة‏.‏
هذه التمرينات التي تم تقنينها في نوعياتها وعددها وفقا للمرحلة السنية‏..‏ لها درجات ومن يؤدي إلي حد معين في وقت معين له درجات ترتفع كلما زاد العدد وهكذا‏...‏
هذه التمرينات البدنية لن يشكو طالب أو ولي أمر منها لأنه لا مجال لموهبة بها ولذلك هي إجبارية علي الجميع دون خوف من عدم تكافؤ الفرص عكس الألعاب التي يمكن أن يكون طالب موهوبا في لعبة وآخر غير موهوب والإجبار هنا يحمل ظلما علي غير الموهوب‏..‏ لكن في التمرينات لا مجال للموهبة والقوة البدنية تزيد بالتدريب ولا شيء غير التدريب والوطن في حاجة إلي هذه القوة وهذا التكامل وشبابنا أول من يستفيد بذلك وسيكون أكثر حرصا علي التدريب لأجل أن تقوي عضلاته ويبقي قويا وفي النهاية الأمر ينعكس علي وطن أجياله قوية عفية‏...‏
سيادة الوزير‏..‏ سنوات طويلة تخطت نصف القرن بكثير والأوراق مبعثرة وأملي كبير في أن يتم ترتيبها بكم ومعكم في المؤسسة التعليمية الأهم بالوطن‏.‏
‏...................................................‏
‏**‏ بذكر التعليم وبتذكر الأوراق المبعثرة أتوقف أمام حالة تجسد ما أتكلم فيه وتوضح أننا نملك مقومات نجاح كثيرة لكننا بلا سبب نخلق لها عقبات تهد جبالا‏....‏
الدكتور السيد سامي صلاح الدين‏.‏ أستاذ مساعد بكلية التربية الرياضية جامعة طنطا وأظن أنه في مصر عشرات المئات مثله يحملون الدكتوراه ويشرفون بعضوية هيئات التدريس بالجامعات المصرية‏..‏ ولكن‏!.‏
هذا الرجل يختلف ومختلف‏!‏ يختلف لأنه يعيش حالة تشتت أسرية من‏16‏ سنة‏..‏ حيث زوجته أستاذ مساعد في كلية التربية الرياضية بالمنيا وهو في طنطا يقيم‏!‏ وهو أيضا مختلف لأنه مدرب عام المنتخب المصري لسلاح سيف المبارزة والنتائج تقول إن مكانته عن حق كمدرب عام لمنتخب مصر في سلاح سيف المبارزة‏..‏ حيث حصل بأبطاله الذين يدربهم علي فضية كأس العالم تحت‏20‏ سنة في ثلاث سنوات متتالية‏2004‏ و‏2005‏ و‏2006‏ وأنه في‏2008‏ حصل بلاعبه أيمن علاء علي الميدالية الذهبية لبطولة العالم وبعدها في‏2009‏ علي برونزية العالم‏..‏ وأن المنتخب الذي يدربه يجلس علي عرش العرب وأفريقيا في الفردي والفرق وأنه حاليا يخوض بالمنتخب المصري بطولة العالم المقامة في فرنسا من أول نوفمبر‏.‏
هذا الرجل الناجح أكاديميا كأستاذ مساعد في جامعة طنطا وعمليا كمدرب ناجح بنتائجه مع منتخب مصر‏..‏ هذا الرجل المؤتمن علي طلبته في الجامعة وأبطاله في المنتخب وواجبه أن يذلل كل الصعوبات لأجل النجاح‏...‏
هذا الرجل لا يجد من يحل مشكلته القائمة من‏16‏ سنة عندما تزوج زميلته أماني رفعت البحيري التي تخرجت في كلية التربية الرياضية جامعة طنطا بترتيب الثاني علي الدفعة ولم يحالفها الحظ في التعيين بكليتها وتعينت في كلية التربية الرياضية جامعة المنيا وهذا الكلام من‏16‏ سنة وحصلت علي الماجستير والدكتوراه واليوم هي أستاذ مساعد في المنيا وأسرتها‏..‏ زوجها وأولادها الثلاثة في طنطا‏...‏
المشكلة أن الزوج في مجال التدريب وصل إلي قمته كمدرب عام للمنتخب المصري الأول للسلاح وهو لم يصل إلي مكانه مصادفة أو بين يوم وليلة إنما بدأ المشوار من أوله مدربا في مدرسة الموهوبين رياضيا بمدينة نصر من عام‏1999‏ وحتي‏2002‏ ثم مدربا لمنتخب الأمل ومدربا لمنتخب مصر‏20‏ سنة‏2002‏ والمدرب العام للمنتخب المصري من‏2008‏ وحقق ميداليات عالم أربع مرات خلال هذه الفترة‏...‏
أوضح تلك النقطة لأجل التأكيد علي أن الرجل يواصل النجاح رغم أن مشكلته رقعتها تواصل الاتساع وأصبحت علي أطراف مرحلة الخطر‏..‏ والمشكلة أن ظروف عمله كمدرب تفرض عليه السفر أو الوجود في القاهرة في الوقت الذي فيه ظروف عمل الزوجة كأستاذ مساعد في جامعة المنيا تفرض عليها الوجود في المنيا والأولاد الثلاثة لا حيلة لهم بالبقاء وحدهم في طنطا والابن الأكبر أحمد في مشروع البطل الأوليمبي الخاص بالقوات المسلحة‏...‏
الرجل وزوجته طرقا كل الأبواب لأجل أن تنتقل الزوجة من جامعة المنيا إلي جامعة طنطا‏..‏ ويبدو قرار النقل مسألة صعبة جدا لأننا نصعب الأمور علي أنفسنا بما نضعه بأنفسنا من قوانين ولوائح نكتشف فيما بعد أنها جائرة في حالات مثل قانون التعليم الذي يمنع انتقال الطالب للمرحلة الجامعية قبل اجتيازه سنوات الإعدادي والثانوي والقانون شكلا يبدو طبيعيا لكنه في الواقع أغفل المواهب الفذة‏..‏ وأيضا قانون النقل عليه قيود تبدو منطقية لكنها في الواقع ومع التجارب نكتشف أنها تدمر‏..‏ وحالة مثل التي نحن بصددها بالتأكيد أنها تحتل جزءا من فكر رجل مفروض أن يكون كل ذهنه صافيا لمنتخب مصر‏!.‏
لأجل النقل‏..‏ لابد أن تحصل الزوجة علي موافقة مجلس القسم الذي ستنضم إليه بكلية التربية بطنطا والقسم وافق وبعدها يوافق مجلس الكلية والمجلس وافق وبعدها موافقة الجامعة وجامعة طنطا وافقت‏..‏ ومع هذا لم تنته المشكلة‏!.‏ لماذا؟‏.‏
لأن الزوجة لابد أن تنتقل بالدرجة المالية وهذا معناه أن جامعة المنيا توافق علي هذا ويبدو أنها مسألة مستحيلة ومن يفرط في درجة مالية؟
بعد كل هذا العناء وكل هذه الموافقات الأسرة المحكوم عليها من‏16‏ سنة بالتشتت عادت إلي النقطة صفر‏..‏ بسبب الدرجة المالية‏..‏
سيدي وزير المالية‏..‏ يرضيك ربنا تجمع شمل أسرة هذا المدرب بدرجة مالية‏!.‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.