شهدت الأسابيع القليلة الماضية تفجر عدة فضائح فى وجه دولة الاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا، وهى الفضائح التى هزت صورة ومكانة دولة الفيفا. التى يجلس على عرشها السويسرى جوزيف سيب بلاتر منذ سنوات حكم وتحكم فيها فى كل ما يخص شئون كرة القدم فى العالم لكن يبدو انه قد حان الوقت لاعادة ترتيب البيت وتنظيفه من تراكمات السنين, حتي لا يفاجأ القائمون علي ادارة شئون الكرة في العالم بانهيار المنظومة من اساسها. لكن الحقيقة التي توارت مع الوقت هي ان الفضائح لم تكن يوما بعيدة عن جدران الفيفا, وان الفضائح عرفت طريقها الي تلك المؤسسة من قبل عدة مرات, مما يؤكد ان ما تكشف من فضائح مؤخرا ليس الا حلقة في سلسلة طويلة من المخالفات يتم ارتكابها باسم رياضة كرة القدم. فقد كان شريط الفيديو الذي تم تصويره بكاميرا خفية من جانب صحيفة صنداي تايمز البريطانية الامين العام السابق للفيفا ميشيل زين روفينن وهو يتهم أعضاء باللجنة التنفيذية للاتحاد بالفساد مؤشر قوي علي ان الفساد له تاريخ طويل داخل مؤسسة الفيفا بعدما أوضح روفينن الذي كان يتمتع بلقب الرجل الذي يتمتع بحماية بلاتر ثمن شراء أصوات هؤلاء الاعضاء, بل وصل الامر الي حد وصف أحده اعضاء اللجنة التنفيذية بأنه رجل العصابات الأول علي وجه الأرض, ووصف عضو آخر بأنه لطيف لكن المال يجعل كل شيء ممكنا, في حين وصف عضو ثالث بانه رجل يمكن استقطابه من خلال النساء!!. من جانبها نجحت مجلة كيكر الالمانية في كشف واقعة فساد جديدة تتمثل في قيامها بشراء الاسئلة التي يتم تقديمها في امتحانات وكلاء اللاعبين مقابل2800 دولار, واكدت المجلة ان الفيفا يضع20 سؤالا لمن يرغب في الحصول علي رخصة مزاولة مهنة وكيل لاعبين, وانه يتعين الاجابة علي14 سؤالا, لكنها حصلت علي15 سؤالا واجاباتها النموذجية. ومع ان ايام تحالف ذهبت الي غير رجعة منذ انتهاء علاقة روفينن ببلاتر والفيفا قبل ثمانية أعوام ونصف العام بعد أحداث عاصفة ودرامتيكية بين الرجلين خلال عملية اعادة انتخاب بلاتر لولاية جديدة عام2002 بكوريا الجنوبية عندما شبه بلاتر, الامين العام للفيفا بالمواد المنظفة!!, وطالب اعضاء اللجنة التنفيذية بتولي أمره, الا ان ما كان يجري في الماضي عاد ليتكرر من جديد هذه الايام وعادت طرق جوزيف بلاتر وميشيل زين روفينن الذي كان يوصف بأنه الابن غير الشرعي لبلاتر إلي الالتقاء, دون توقع او ترتيب من أحد, حيث اجبرت الاتهامات القوية الفيفا علي مناشدة صحيفة صنداي تايمز البريطانية امداده بالتسجيلات التي اجراها مندوبوها لبعض اعضاء اللجنة التنفيذية وهو يبدون موافقتهم علي تلقي اموال من اجل التصويت لمصلحة ملفات بعينها في التصويت الذي سيجري لاختيار البلد المنظم لكأس العالم عامي2018 و2022 وذلك من اجل التحقيق في الامر, وهو ما يعني ان الفيفا اصبح مطالبا باعلان نتيجة التحقيقات في القضية علي الملأ وهو ما سيعني انه سيكون مطالبا للمرة اولي بالاعتراف بوجود الفساد داخل اروقته وهي خطوة ستستتبعها التزامات مستقبلية علي ادارة الاتحاد الدولي لكرة القدم لضمان عدم تكرار ما جري والحفاظ علي الشفافية, فهل يحدث ذلك علي ارض الواقع فعلا, ام يتغلب الفساد علي اي محاولة للاصلاح في مؤسسة توصف بانهات لا تنتج شيئا, وان كل ما تقوم به هو الاجتماع كل عامين لاختيار مكان تنظيم بطولة كأس العالم, ويجني المليارات من وراء ذلك؟!. لكن الشواهد تشير الي ان اصلاح احوال الفيفا امر صعب, فقد كانت البداية من جانب روفينن ذاته الذي حذر الصندتي تايمز من نشر ما لديها من تسجيلات لان القانون السويسري يحظر اذاعة تسجيلات لشخص تم تسجيلها دون علمه, من جانبها أشارت وسائل الإعلام السويسرية إلي أن زين روفينن كان يحصل علي120 ألف يورو عن عمله لمصلحة من وصفتهم ب أصحاب المصالح من جانبها قالت صحيفة باسلر تسيتونج ان إحدي اهم نقاط ضعف الفيفا ان نظام العمل في الفيفا يصيب الأشخاص بالطمع وعدم المسئولية, كما إنه نظام يشجع علي انتشار الفساد بسهولة.