مؤامرة جديدة تحيكها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين, بإعلان الانسحاب من الضفة الغربية بشكل احادي. علي غرار ما حدث جنوب لبنان وكذلك الانسحاب الاحادي من غزة في2005 وتفكيك المستوطنات اليهودية انذاك، ولكن كيف يكون الوضع في الضفة إذا ماتم انسحاب أحادي وتركت إسرائيل مالا ترغب في الاحتفاظ به. البداية كانت تصريحات اعلامية في الصحافة الاسرائيلية عن مصادر سميت مرة بالمسئولة واخري بالرفيعة والمطلعة عن مناقشة خطة انسحاب احادي من الضفة تستند علي الطرح والتصور الاسرائيلي لعملية السلام لغياب الطرف الاخر او انه غير جاهز لانجاز العملية السياسية علي حد تعبير صحيفتي هاآرتس واحرونوت. وبعدها خرجت التصريحات من الحكومة الائتلافية والسباعية المصغرة وتسريبات من مكتب نتنياهو علي ان يخرج هذا الطرح كرد علي اي تحرك عربي تجاه مجلس الامن والجمعية العامة مع استخدام تعبير التصور الاسرائيلي لعملية السلام وهذا التصور كما تم طرحه في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات المباشرة في جولة واشنطن وبعدها في الجولة الثانية في شرم الشيخ قال نتنياهو انه لا يريد تكرار ما حدث في جنوب لبنان عندما انسحبت اسرائيل وتركت الساحة مفتوحة امام حزب الله ليقذف اسرائيل بالصواريخ من الشمال, وكذلك ما حدث عندما تركت اسرائيل غزة وحلت مكانها علي الفور حماس مهددة جنوب اسرائيل بالصواريخ, لذلك اسرائيل لا تريد ان تترك الضفة لتحل محلها ايران, ولضمان الامن الاسرائيلي لابد من ترك قوات اسرائيلية في منطقة الاغوار علي الضلع الشرقي للضفة من الفاطور شمالا الي البحر الميت جنوبا, ومع اعتراض الجانب الفلسطيني من ان وجود القوات الاسرائيلية امر يؤدي الي استمرار الاحتلال وليس انهاءه, عرض الرئيس عباس وجود قوات دولية من اية جنسية, رفض نتنياهو وهو يبدي عدم ثقته في اي قوات من الممكن ان تثق فيها اسرائيل لتحقيق امنها وطلب ان يبقي القوات الاسرائيلية بمقابل مادي لمدة49 سنه. وتضمن التصور الاسرائيلي للحل ان تكون القدس عاصمة موحدة لدولة اسرائيل مع تعهدات بحرية العقيدة والسماح لغير اليهود بالتردد علي الاماكن المقدسة, والحفاظ علي المسجد الاقصي وحرية تردد المسلمين عليه وكذلك الحفاظ علي كنيسة القيامة وحرية تردد الحجاج المسيحيين عليها, وهذا التصور رفضه المفاوض الفلسطيني منذ أوسلو مرورا بكامب ديفيد وصولا الي انابوليس. وطرح نتنياهو ايضا التمسك بالجدار العازل لحفظ المستوطنات الكبري مطالبا بمبادلة6% وحل المستوطنات العشوائية او الصغري وابقاء قوات اسرائيلية لحفظ أمن المستوطنات. وقال مؤيدون خطة الانسحاب الاحادي في المجلس الوزاري المصغر انه من اجل ان تسيطر اسرائيل علي كافة انحاء الضفة الغربية فان علي الحكومة ان تعد خطة منظمة لاخلاء المستوطنات مع نشر قوات اسرائيل في كافة انحاء المنطقة من اجل ان تبقي علي الترتيبات الامنية اللازمة ولمنع اي منظمات كحماس من السيطرة علي المستوطنات المخلاة. وبهذا التصور يكون اي طرح امام مجلس الامن باطل ولا داعي له حيث تكون اسرائيل قد تركت الضفة ولكن بالتصور الذي يحافظ علي امنها. وتدرس اسرائيل حاليا هذا التصور الاحادي لتطبيقه علي ارض الواقع بعدما كثرت تصريحات السلطة واعلانات موازية من الجامعة العربية عن التوجه لمجلس الامن للحصول علي اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية ومطالبة المجلس بأتخاذ اجراءاته القانونية بأرسال قوات دولية لتحريك القوات المحتلة من الاراضي التي احتلت عام1967, ورغم قانونية هذا المطلب وتمتعه بالشرعية غير ان الخبرات الفلسطينية والعربية مع الادارة الامريكية ترجح ان الولاياتالمتحدة حتما ستواجه هذا العرض بفيتوينسف سقف التوقعات. وعند نهاية الشهر ستكون الادارة الامريكية مشغوله بانتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجري في2 نوفمبر القادم والتي ستحدد بشكل كبير شكل العملية السياسية في الشرق الاوسط وتتكهن استطلاعات الرأي بخسائر كبيرة للحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما ويتوقع وزراء إسرائيليون أن يضطره هذا إلي تجنب أي مواجهات خطيرة مع إسرائيل وأنصارها في الأشهر القادمة حتي لا يقوض موقفه الانتخابي المهزوز أكثر من هذا. وقال ياسر عبد ربه عضوفريق التفاوض الفلسطيني' إذا خرج أوباما من الانتخابات في وضع أضعف فإن نيتانياهو سيستغل هذا التوازن الجديد لمحاولة الحصول علي كل ما يريده. وأضاف نيتانياهو لايتفاوض معنا. إنه يتفاوض مع الأمريكيين', وتراجع الديموقراطيين حتما سيكون له اثره علي الصيغة التي تخاطب بها الادارة الامريكية اسرائيل. ومع هذا التأزم درست منظمة التحرير الخيار الرئيسي بالتوجه إلي مجلس الأمن الدولي. ثم وضعت خطة بديلة في حال عرقلت الولاياتالمتحدةالأمريكية سير السلطة نحوإستصدار قرار بالإعتراف بالدولة الفلسطينية في أروقة مجلس الأمن الدولي. إلي دعوة الجمعية العامة في الأممالمتحدة للإنعقاد تحت بند' إتحاد من أجل السلام', من أجل النظر في قرار الإعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف,وهذا الاقتراح يحظي بتأييد من الاتحاد الأوروبي وباقي اطراف الرباعية ولكنه في ذات الوقت يعد اعلانا لفشل الادارة الامريكية ومن ثم تستطيع الولاياتالمتحدة ان تحاصر قرار الجمعية العامة دبلوماسيا وتجعله حبرا علي ورق غير قابل للتنفيذ ايا كان موقف الرئيس اوباما وحزبه الديموقراطي بعد الانتخابات.