أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أمس أن حركة طالبان جزء من النسيج السياسي في أفغانستان إلا أنه رهن أي دور مستقبلي لها علي الساحة السياسية بإلقاء السلاح. وأقر جيتس خلال زيارة إلي باكستان بأن طالبان تشكل جزءا من النسيج السياسي في أفغانستان في المرحلة الحالية. وأضاف قائلا السؤال هو ما إذا كانت مستعدة للقيام بدور مشروع علي الساحة السياسية في أفغانستان مثل المشاركة في الانتخابات أو عدم اغتيال المسئولين المحليين وقتل المدنيين. وشدد جيتس في مقابلة مع تليفزيون اكسبريس الباكستاني علي أن المصالحة والاندماج هما أمران مختلفان مشيرا إلي أن إعادة الاندماج تركز فعلا علي العناصر في طالبان الذين يقاتل الكثير منهم لقاء المال أو لحماية عائلاتهم. وفي محاولة لكسب ود باكستان, أبدي جيتس اعتذاره الشديد عما اقترفته بلاده من أخطاء جسيمة في حق إسلام اباد مشيرا إلي أن بلاده ارتكبت خطأ استراتيجيا في أعقاب انسحاب السوفييت من أفغانستان بقيامها بقطع علاقاتها العسكرية مع باكستان والابتعاد عن أفغانستان. وأوضح جيتس في كلمة ألقاها بكلية الدفاع الوطني الباكستاني أن الحظر الأمريكي علي العقود العسكرية لباكستان في أوائل التسعينيات بسبب برنامجها النووي خلق نوعا من انعدام الثقة بين الطرفين, مشيرا إلي أن بلاده حاليا علي استعداد لبذل ما يمكنها من وقت وطاقة من أجل إقامة علاقة مشاركة دائمة ومتينة مع باكستان إلا أنه أكد أن إعادة بناء العلاقات مع جيل من الضباط كان بعيدا لفترات طويلة عن الولاياتالمتحدة و سيستغرق وقتا طويلا.؟؟ وتتزامن تصريحات جيتس مع إعلان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية( بي. بي. سي) أنه سيقترح علي طالبان خطة مصالحة تهدف إلي إبعادهم عن الحركة وتوظيفهم بغرض إعادتهم إلي الحياة المدنية مشيرا إلي أن القوي الكبري ستمول هذه الخطة الجديدة, إلا أنه أكد أنه لن يتم قبول أنصار طالبان المتشددين من أعضاء القاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية, مضيفا أنه يتوقع الإعلان عن الخطة في مؤتمر لندن المقرر عقده يوم28 الجاري. وعلي صعيد متصل, كشفت الولاياتالمتحدة عن استراتيجية مدنية جديدة لأفغانستان وذلك قبل أسبوع من مؤتمر لندن, وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في بيان لها أن الإستراتيجية الجديدة تهدف إلي دفع التنمية في عدد من القطاعات الأساسية, مشيرة إلي أنها بخلاف الاستراتيجيات العسكرية ليست مقيدة بجدول زمني. وأوضحت كلينتون أن الإدارة الأمريكية تأمل في زيادة عدد المستشارين المدنيين الأمريكيين في أفغانستان في2010 بنسبة تتراوح بين20 إلي30%. وتنص الاستراتيجية المستقبلية التي سيطلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما تمويلا لها من الكونجرس, أيضا علي إقامة تحالف موسع قدر الإمكان لمساعدة أفغانستانوباكستان علي أن تصبحا أكثر استقرارا وازدهارا.