في كل دول العالم تشكل المشروعات الكبري الأسس الاستراتيجية للاقتصاد القومي وصمام الأمان للمستقبل باعتبارها مشروعات طويلة المدي, ويعد مشروع توشكي الذي يستعد لاستقبال الرئيس حسني مبارك من أهم تلك المشروعات في مصر. وقد ثار بعض الجدل حول هذا المشروع منذ فترة بسبب تكاليفه التي قد يراها البعض مرتفعة وهي سمة طبيعية للمشروعات الاستراتيجية التي تحقق أهدافا مهمة علي مدي فترة زمنية طويلة. والحقيقة أن موارد وإمكانيات التنمية والاستثمار في جنوبالوادي كبيرة, كما أن للجنوب بعدا استراتيجيا يجب العمل علي تنميته, وتلك قضية ترتبط بمستقبل الأمن القومي المصري, وتمثل دعما لأهداف التنمية الاستراتيجية نظرا لما يستتبع المشروع من تكثيف النشاط السكاني والتنموي والخدمات, لاسيما وأن جنوبالوادي يحتوي علي ثروات طبيعية في باطن الأرض يجب عدم إهمالها. وكانت فكرة تنمية الأراضي حول منخفض توشكي مواكبة لفكرة إنشاء السد العالي باعتبار أنه سوف يتيح إمكانيات لتحسين إدارة المياه وتوفير المناسيب والتصرفات اللازمة لها مباشرة من بحيرة السد العالي, وبدأ منذ ذلك الحين وضع عدة مقترحات فيما يخص طبيعة البنية الأساسية والمواقع والمساحات المقترحة للتنمية في هذه المنطقة. وهذا يؤكد أن التوجه نحو تنمية جنوبالوادي ليس جديدا إذا ماأخذنا في الاعتبار إمكانيات وموارد التنمية المتواصلة ومن بينها الاستخدام المشترك للمياه السطحية والجوفية وموارد ومصادر التنمية الأخري بهدف الخروج من التكدس بالوادي والدلتا الي رحاب هذه المناطق الواعدة. وفي أوائل التسعينيات ومع التقدم الهائل في تقنيات الإنشاء والوسائل الميكانيكية والكهربائية ونظم التحكم وخلافه أمكن بلورة المشروع في وضعه الحالي الذي قام الرئيس حسني مبارك بتدشين العمل به خلال شهر يناير1997 لاستصلاح واستزراع540 ألف فدان حول منخفضات توشكي. وخلال زيارة الرئيس مبارك المرتقبة لتوشكي سيفتتح السحارة العملاقة التي تعد أكبر سحارة في الشرق الأوسط وتكلفت140 مليون جنيه وتروي300 ألف فدان وبافتتاحها تكون الأعمال الانشائية بالمشروع قد انتهت تماما, لنبدأ في جني ثمار واحد من أكبر المشروعات العملاقة في مصر.