انتابت مشاعر الفرحة المكتومة انصار فيكتور يانوكوفيتش زعيم حزب الأقاليم عقب الاعلان عن فوزه بالنسبة الأكبر من اصوات الناخبين في الوقت نفسه الذي تراود فيه مشاعر خيبة الامل المفعمة بالترقب معسكر غريمته يوليا تيموشينكو. التي حلت ثانية في انتخابات الاحد الماضي تمهيدا لخوض جولة ثانية في السابع من فبراير المقبل. كانت نتائج الانتخابات الرئاسية الاوكرانية قد اسفرت وكما كان متوقعا عن فشل ذريع لحق بفيكتور يوشينكو رئيس الدولة وصاحب الثورة البرتقالية حيث حل خامسا في قائمة المرشحين بنسبة اصوات تزيد قليلا علي الخمسة في المائة, في الوقت الذي تصدر فيه يانوكوفيتش زعيم اكبر الاحزاب المعارضة قائمة المرشحين الذين بلغ عددهم18 مرشحا متقدما علي غريمته تيموشينكو رئيسة الحكومة الاوكرانية واميرة الثورة البرتقالية, علي ان المثير في نتائج الانتخابات الاوكرانية يتمثل فيما كشفت عنه نتائج الجولة الأولي للانتخابات من مشاعر دفينة ثمة من قال انها تصدرت اسباب تراجع مواقع كل من سيرجي تيجيبكو مدير البنك المركزي, وارسيني ياتسينيوك رئيس البرلمان السابق والتي عزاها البعض إلي انتمائهما إلي القومية اليهودية حسب افادة ايجور بونين رئيس مركز التكنولوجيا السياسية الذي اماط اللثام في موقعه الالكتروني عن العداء للاول في شرق أوكرانيا وللثاني في المناطق الغربية, واذا كان يانوكوفيتش حصل علي نسبة35,37% من الاصوات متقدما عن منافسته الرئيسية يوليا تيموشينكو رئيسة الحكومة التي حصلت علي25% فقد وقف علي مقربة كل من تيجيبكو بنسبة13% وياتسينيوك بنسبة تقترب من7% بما يجعلهما هدفا لكل من يانوكوفيتش وتيموشينكو في رحلة البحث عن الحلفاء الجدد بين المرشحين الآخرين الذين غادروا حلبة السباق ومنهم رئيسا البرلمان الاسبق والحالي وزعيما الحزبين الشيوعي والاشتراكي. وفيما توقع البعض احتمالات انحياز ناخبي تيجيبكو إلي يانوكوفيتش وهو الذي سبق واختاره رئيسا لاركان فريقه في الانتخابات الرئاسية الماضية سارع تيجيبكو ليعلن في حسم عدم استعداده للتفاوض حول هذا الشأن وان لناخبيه كل الحق في اختيار من يمثلهم. وكان يانوكوفيتش قد انطلق في حملته الانتخابية من ثوابت توطيد العلاقات مع روسيا ورفض فكرة الانضمام إلي الناتو واعتبار اللغة الروسية لغة رسمية ثانية وعدم المساس بوضعية اسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول إلي جانب اقامة علاقات طبيعية مع بلدان الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي لم تبتعد فيه تيموشينكو كثيرا عن هذه الثوابت وان اغرقت في الشعارات الشعبوية, ولذا كان من الطبيعي ان يتوقف المراقبون عند موقف موسكو من نتائج الجولة الأولي بحثا عن احتمالات انحيازها لأي من الطرفين. وبهذا الصدد سارع بوريس جريزلوف رئيس مجلس الدوما واحد الرؤساء المناوبين للحزب الحاكم في روسيا ليعرب عن ارتياحه لرحيل الرئيس يوشينكو, مشيرا إلي ان الشعب الاوكراني اكد رفضه لسياسته المعادية لروسيا التي قال إنها لم تكن في مصلحة اوكرانيا, وكشف جريزلوف عن وجود اتفاق بين حزب الوحدة الحاكم في روسيا وحزب الأقاليم في أوكرانيا علي ان هناك من اعضاء الحزب الحاكم في روسيا من يطالب بالتريث في اصدار الاحكام مثل قسطنطين زاتولين رئيس منسق مجموعة الاتصال بين نواب مجلسي الدوما الروسي, والرادا الاوكراني الذي قال إنه واهم كل من يتصور ان يانوكوفيتش سوف يقيم علاقات خالية من المشاكل بين روسيا وأوكرانيا وان اشار إلي ان وصوله إلي السلطة سيسهم في حل الكثير من المشاكل القائمة. واذ كشف عن احتمالات اقناع يانوكوفيتش لتيجيبكو الفائز بالمركز الثالث في انتخابات الاحد الماضي بتنصيبه رئيسا للحكومة المقبلة استبعد آخرون قبول تيجيبكو لمثل هذا العرض في الوقت الذي ظهر فيه من يقول ان التوازن القائم في البرلمان الاوكراني قد يبقي علي تيموشينكو في منصب رئيس الحكومة في حال خسارتها في انتخابات الجولة الثانية. غير ان زاتولين ألمح إلي احتمالات تدخل خارجي تمثل في حشد هائل للناخبين إلي جانب تصويت الاموات علي حد قوله في غربي اوكرانيا في الساعات الأخيرة قبيل اغلاق صناديق الاقتراع في الجولة الأولي, علي ان هناك ايضا من الحزب الحاكم من قال إن روسيا لابد وان تتعامل مع من يحقق الفوز في انتخابات الجولة الثانية. فقد اشار سيرجي ماركوف عضو مجلس الدوما إلي ان الوقت لايزال مبكراللحكم علي الامور بعد ان كشفت الانتخابات عن انقسام اوكرانيا إلي شرق يؤيد يانوكوفيتش وغرب يبدو في معظمه مؤيدا لتيموشينكو, اميرة الثورة البرتقالية, ما يعني ان الصراع لم يبلغ ذروته بعد وتشير الشواهد إلي نجاح تيموشينكو في تهدئة روع موسكو التي سبق ولعبت علي تناقضات علاقاتها مع رفيق الثورة فيكتور يوشينكو ولذا لم يكن غريبا ان تتقارب تيموشينكو مع خصمها يانوكوفيتش في الكثير من شعارات الغزل مع روسيا بما فيها ما يدعو إلي رفض انضمام اوكرانيا إلي اية احلاف عسكرية في اشارة إلي حلف الناتو الذي سبق واعلن يوشينكو عن قرب الانضمام إليه, وتشهد الساحة الاوكرانية اليوم تركيز يانوكوفيتش علي شعارات التغيير وتوطيد العلاقات مع روسيا في الوقت الذي تركز فيه تيموشينكو علي ضرورة تعديل الدستور وتحديد مستقبل أوكرانيا بين خياري الجمهورية البرلمانية أم الجمهورية الرئاسية, غير ان هناك من يقول ايضا ان اميرة الثورة البرتقالية تظل الفرصة الأخيرة بالنسبة للدوائر الغربية التي لاتزال تعرب عن اهتمامها باوكرانيا وبوصفها رأس الجسر المناسب للنيل من مصالح روسيا ومكانتها في الساحة الاقليمية والفضاء السوفيتي السابق, ولذا فليس من المستبعد ان تلجأ تيموشينكو إلي المناورة والعودة إلي خطب ود هذه الدوائر من أجل الحصول علي دعمها وغض الطرف عما يرتكب من تجاوزات من أجل الفوز بأكبر عدد من الاصوات انطلاقا من مبدأ ميكافيللي الغاية تبرر الوسيلة!.