علا السعدني شعرت بهذا علي الفور بمجرد تحديد الخريطة المبدئية للأفلام التي ستعرض خلال موسم عيد الأضحي المقبل, سواء من حيث الكم, أو من حيث نجومية أصحاب هذه الأفلام, فهناك وحسبما تردد سيكون فيلم عادل إمام الزهايمر, وكذلك فيلم ابن القنصل للسقا وخالد صالح, و فاصل ونواصل لكريم عبدالعزيز, و سعيد حركات لطلعت زكريا, و محترم إلا ربع لمحمد رجب, و الوتر لمصطفي شعبان, وغادة عادل, وحلمي أيضا سيكون له فيلم بلبل الحيران, ويقال إن هناك فيلما آخر ينوي حلمي تقديمه في موسم الصيف ليعيد من خلالهما تجربته السابقة في عرض فيلمين له في العام, مثلما حدث مع مطب صناعي, وجعلتني مجرما اللذين عرضا في عام واحد. هذا بجانب أفلام أخري كانت حبيسة العلب, ويقال أيضا إنه سيفرج عنها أخيرا في موسم عيد الأضحي, ويبدو أن السينمائيين أدركوا أن هذا الموسم هو البديل الحقيقي الآن عن موسم الصيف, فعلي الأقل هو شهوره أكثر وأطول من الصيف الذي وبسبب اقتراب رمضان منه عاما بعد آخر سيتقلص تماما حتي يصل به الحال إلي مجرد شهر فقط أو شهر ونصف الشهر علي الأكثر. أما عيد الأضحي الذي يتخلله موسم آخر مستحدث هو إجازة نصف السنة, فهما ممتدان من بداية العام المقبل وحتي بداية موسم الصيف من العام نفسه, أي نحو خمسة أو ستة أشهر, وهو ما يجعل هذا الموسم طبعا أفضل من الصيف وشهره اليتيم, وعلي الرغم من عدم اقتناعي بمسألة المواسم هذه, فإنه وحتي نتخلص من تلك التقسيمات الموسمية أو المسميات السينمائية نهائيا, أحيي السينمائيين علي الاستفادة بهذا الموسم وتعويض ما خسروه في موسم الصيف الماضي, وعلي رأي المثل نص العمي ولا العمي كله! ما يحدث في منجم شيلي الآن, وبعد إنقاذ أرواح33 عاملا هو المنجم الحقيقي لعمل سيناريو أو فيلم, وأعتقد بل وأراهن أن هوليوود أو شيلي نفسها بدأوا من الآن في كتابة عمل فني يترجم كارثة هؤلاء العمال واحتجازهم داخل أحد المناجم وصراعهم مع أنفسهم ومع الموت, ولكننا نعلم مدي ولع هوليوود بتجسيد القصص المبنية علي أحداث حقيقية, ومعها حق فأي عمل فني يكتسب مصداقية بشكل أكبر عندما يكون مبنيا علي وقائع أو أشخاص حقيقيين من دم ولحم, وفي الحقيقة هوليوود جسدت كل الأحداث التي مرت وتمر في حياتنا, ولكنها وبرغم كل ذلك لم يتفتق ذهنها إلي حدوث مثل هذه الواقعة, وهذا إن دل فإنما يدل علي أنه إذا كان ما علمناه كثيرا, فهناك مما لا نعلمه أكثر وأكثر! النجمة العالمية الجميلة أنجيلينا جولي هي المرشحة لبطولة فيلم كليوباترا في نسخته العصرية الجديدة, وبرغم أن الشركة المنتجة للفيلم تنتظر موافقة أنجلينا علي أحر من الجمر, فإن ذلك لم يمنع أنجلينا من إبداء أمنيتها في مشاركة زوجها براد بيت لتجسيد شخصية مارك أنطونيو حبيب كليوباترا. أقول تمنت فقط, أي لم تأمر ولم تشترط ضرورة إسناد الدور لزوجها علما بأن زوجها هذا هو نجم هوليوود الذي تفوق نجوميته أضعاف أضعاف أنجلينا, وهو راجع طبعا عندهم في الأساس إلي وجود حدود وخطوط حمراء يجب ألا يتعداها النجوم مهما تكن أهميتهم أو نجوميتهم, تذكرت هذا وقارنته بكليوباترا بتاعتنا سولاف فواخري التي اشترطت قبل تجسيد الدور عدة شروط, وفي الآخر استجابوا لها وتحقق لها كل ما طلبته في أن يكون زوجها وائل رمضان هو مخرج العمل, وهو أيضا حبيبها أنطونيو, كما اشترطت أيضا في أن يكون ابنها حمزة هو الملك بطليموس, وهذا فقط هو تقريبا كل الذي عرفناه, أما الذي لم نعرفه وما خفي علينا فأكيد أكيد كان أعظم وأعظم! يبدو أن الزحف العربي عامة واللبناني خاصة لن يقتصر علي التليفزيون فقط, بل انتشر وامتد إلي السينما أيضا, حيث يسند الآن إخراج الفيلم المصري563 يوما لأحمد عز إلي المخرج اللبناني سعيد الماروق, والغريب أن رحلة المخرجين العرب في السينما بدأت بالاستيلاء علي كل أيام السنة, والمصيبة أن السنة هنا لم تكن بسيطة بل كبيسة, معني هذا أن مخرجينا لن يتبقي لهم ولا يوم واحد من أيام السنة, ولا حتي حاصل فرق اليوم بين البسيطة والكبيسة!