أجمع خبراء الادارة علي أن الترقية بالأقدمية نظام فاشل, وأنها من المفروض أن تتم علي أساس الكفاءة والخبرة والصلاحية. ومن خلال أكثر من أربعين عاما في مجال الوظيفة أعرض بعض مشاهداتي: موظف تم تسكينه عام1970 علي الدرجة الثانية مدير إدارة وحتي عام1980 لم ينل أي ترقية رغم كفاءته, وكان ترتيبه السادس علي دفعته عام1952( بكالوريوس تجارة) ورئيسه يحمل مؤهلا متوسطا( دبلوم تجارة) ويشغل منصب رئيس قطاع وهو الذي يقيم أداءه, ويضطر هذا الموظف المظلوم للسفر والعمل بالخارج ليأسه من الحصول علي حقه في بلده وينجح في وظيفته نجاحا باهرا ويصبح مليونيرا. موظف تم تسكينه الدرجة الرابعة( رئيس قسم) عام1970 وكان له زملاء يرأسهم أحدث منه في التخرج بخمس أو ست سنوات ويشغلون الدرجة السادسة, وبمرور بضع سنوات يسبقونه بالدرجة وهو الحاصل علي الماجستير والأكثر خبرة, خاصة أنه يتعاون أيضا مع أكبر مكاتب محاسبة في مصر مما يزيد من خبراته ويصبح المرؤوس رئيسا لرئيسه السابق!. موظف تخطوه في الترقية فأخذ ملفا ضخما بانجازاته وقابل رئيس الهيئة ليناقشه من واقع الملف بأنه قام بكذا وكذا وأنجز كذا.. ألخ واستفز رئيس الهيئة في النقاش فما كان من الرئيس أن صرخ في وجهه قائلا: أنا لا يهمني العمل.. وتدارك رئيس الهيئة الأمر الذي انزلق فيه وتراجع قائلا, إن العمل يعادل70% فقط في تقييم الأداء!!! وهناك الكثير من أمثلة الظلم والمحاكم مثقلة بآلاف القضايا, وكأنها هي الجهة المختصة في تقييم آداء الموظفين, وذلك في غياب الضمير والأخلاق وانعدام الرقابة الجادة وتجاهل المعايير الحقيقية لتقييم الأداء وابتداع نظرية جديدة اسمها أهل الثقة. إن من أهم واجبات الادارة السليمة تشجيع العاملين لاطلاق مواهبهم وطاقتهم لاستثمارها لمصلحة العمل.. وأعتقد أننا بإمكاننا ذلك! محاسب عاطف اليكس رزق