لا شك أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي أصبح يمثل في دورته الثانية والعشرين علامة أساسية من علامات الثقافة المسرحية الجديدة. تجتذب جمهورها وتفرخ في كل عام مبدعين جددا لديهم رؤي وأفكار مختلفة وثائرة تضيف الكثير الي الحركة المسرحية في مصر وفي كل بلاد العالم التي تشارك بعروضها داخل المهرجانات.. والمهرجان كما يراه الوزير فاروق حسني هو مشروع عام للانفتاح والتحرر والتطور والتعامل مع المستقبل, حيث يقول في كلمته الافتتاحية: يتغير العالم ويتحول والمجتمعات لا تتفوق إلا من خلال التطور والتحول.. ولأن المعرفة هي التي تصنع الوعي الذي يقود الانسان إلي ما هو أفضل.. لذا كان مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي أحد مشروعاتنا نحو الانفتاح والتحرر والتغير والتطور, ليس في المسرح فحسب.. بل في كل مجالاتنا سعيا الي نوع حياة أفضل. أما الدكتور فوزي فهمي رئيس المهرجان فيقول: هذا الأفق الذي تعيشه القاهرة علي مدي أكثر من22 عاما حيث تنفتح أمامها باستحضار واستقدام الابداعات المتعددة, هو ما يتيح تخطي التكرار والجمود؟ ورحب الدكتور فوزي فهمي بالكاتب والمنتج المسرحي الكبير انتوني فيلد حيث قال: إن رجل المسرح المرموق انتوني فيلد يستضيفه مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثانية والعشرين استمرارا للفكرة التي بدأها المهرجان في الدورة السابقة باستضافة المسرحي الأمريكي الشهير متعدد المواهب ريتشارد شيكنر وذلك لخلق مساحات التواصل والتبادل مع جماعات المسرحيين في العالم عبر رسالة يشارك بتوجيهها بالتناوب سنويا واحد من القامات المسرحية في حفل افتتاح المهرجان.. إن قيمة هذه الرسالة ان صاحبها يطرح نفسه فيها بوصفه كيانا ينتمي الي مجموعة مهمومة بالمسرح وقضايا تحولاته أما ضيف الشرف أنتوني فيلد فيقول: إن أي نشاط مسرحي متميز يبدأ كتجربة والا سيتحول الأمر الي تكرار لما قيل من قبل كما هي الحال في المسلسلات التليفزيونية السطحية.. وكل التجارب تحمل مخاطر كثيرة.. فالمرء لا يعرف سلفا إذا كانت ستنجح أو سيكون مصيرها الفشل.. وهذا ما يدفعنا إلي التجريب.. ففي بعض الأحيان وحتي بعد العرض الأول قد لا نعرف إذا كانت التجربة قد نجحت أو فشلت.. لقد وصف النقاد أوبرا مدام بترفلاي لبوتشيني بأنه عمل فاشل ومجرد مجموعة من الأصوات المتنافرة حين قدمت أول مرة في ميلانو1904ومع أننا مستمرون في المخاطرة ونجازف يوميا فإن بقاءنا واستمرارنا نحن الفنانين يحتم علينا أن نتعلم من المخاطر التي نخوضها وهذا ما يجعل التجريب وتأمل تجارب الآخرين جزءا من أسلوب حياتنا المهنية.. ولكن وجود مهرجان مكرس للتجريب يظل ظاهرة نادرة تستوجب الترحيب؟