فقدت الساحة التشكيلية المصرية خلال سبتمبر اثنين من روادها الكبار هما الفنان التشكيلي عدلي رزق الله الذي توفي عن71 عاما بعد صراع طويل مع المرض . وهو من رواد فن المائيات والذي اشتهر بألوانه المائية ولوحاته التي تدور حول الطبيعة وجسد المرأة وفنان الكاريكاتير والجرافيك محيي الدين اللباد الذي يعد من أبرز مصممي أغلفة الكتب في العالم العربي والذي توفي عن70 عاما بعد صراع قصير مع المرض. تميز عدلي رزق الله بمائياته البديعة, والتي تميزت بالشفافية, كما أنه استخدم فيها رموزا بصرية تربطه بالشرق وبروح البداوة كالنخلة والقباب, وقال عن مائياته: إن خامة الألوان المائية من الخامات التي تتميز بالشفافية الشديدة, وأنا أعشق هذه الشفافية في كل شيء, كما أن هذه الخامة تمتلك القدرة علي إضفاء جو من الروحانية والسمو علي المفردات المرسومة خلافا لأي خامة أخري, وأنا حين أرسم بالألوان المائية أو الأكواريل أتعمد العمل تحت الضوء الطبيعي, ضوء النهار, لأنه الأقدر من وجهة نظري علي إظهار كل الجماليات الخفية التي تتمتع بها هذه الخامة. فكان صاحب أسلوب مميز في الرسم بالألوان المائية, وفنانا متفردا له شخصيته المستقلة, يمتلك خصوصية شديدة جدا في التقنية التي يستخدمها في طريقة وضع الألوان علي سطح اللوحة التي تتمتع بتأثيرات لونية مشعة نتيجة أنه يختار نوع من الورق له خصوصية فيطوعه الفنان لما يريده من تأثير لوني, فضربة الفرشاة علي الورق تعطي نشعا لونيا يعكس إحساس الفنان بهذا اللون. كما اشتهر عدلي رزق الله بعدم افتتاح معارضه, حتي لا يتقدم المسئولون جمهوره ويأتي الجمهور وكأنه صف ثان, فقد وصل لدرجة من الاستقلال النفسي والثقة لقدرته علي خلق أفكار جديدة لها الريادة الفنية, البقعة اللونية في لوحات رزق الله تصدر أنغاما من أوتار شدتها, بينما تقل في أحيان أخري, أحيانا نشعر كأن شخصيات اللوحة' يعددون' بصوت مسموع وهم ذاهبون للمقابر, ونستمع لغنائهم وهم ذاهبون للأفراح, فلوحاته تعطينا الانطباعات الحسية البصرية التي تنفذ إلينا مباشرة. هو أيضا فنان يرسم الهواء بريشته, نراه حينما تتطاير ملابس أشخاصه وتتمايل سيقان نخيله, وذلك في أوقات مختلفة من اليوم, فنشاهدها فجرا أو عصرا أو ظهرا, أو في أوقات الغروب. والفنان عدلي رزق الله من مواليد أسيوط1939 وحصل علي بكالوريوس كلية الفنون الجميلة القاهرة1961 كما درس بجامعة استراسبورج1974:1978, وعمل رساما بدار الهلال, واستاذا بجامعة استراسبورج بمعهد الفنون التشكيلية, وفي عام1980 تفرغ لممارسة الفن التشكيلي. أقام حوالي55 من المعارض الخاصة منذ1973 بباريس ولاهاي والقاهرة والكويت وعمان وحتي رحيله بينها معرض بمتحف أحمد شوقي( احتفالا بالعيد الستين للفنان) والمعرض الشامل الاستعادي, بقصر الفنون بالاوبرا2000, ومعرض الاحتفال بسبعينياته. كما شارك في العديد من المعارض الجماعية منذ عام1999 في المعرض القومي الفنون التشكيلية الدورة(26) وآخرها معرض( الفن لكل أسرة) بقاعة( شاديكور).2010 وفي المعارض الجماعية الدولية شارك في بينالي القاهرة الدولي السابع1998, والمكرمين في بينالي الاسكندرية العشرون لدول البحر المتوسط1999, ومعرض الاسبوع الثقافي المصري بالشارقة, الامارات العربية المتحدة2000, ومعرض( مصريات) بجاليري روشان للفنون بجدة- السعودية2010. وقد ارتبط عدلي رزق الله بالكلمة كما ارتبط بفرشاة الرسم فنشر رسوم الاطفال بمجلات( بوم دابي),( اوكابي),( برلين وبمبان). وعني برفع الوعي الجمالي والبصري للطفل من خلال كتب للأطفال قام بتأليفها ورسمها ومنها: ميني ومينيت, الأوزه البيضاء, الارقام, اتومايتك, القط يحب الغناء, الفانوس والالوان, والفنان الراحل حصل علي العديد من الجوائز المحلية منها: جائزة سوزان مبارك1999, والجائزة الشرفية للمجلس العالمي لكتاب الطفل.2000 ومن الجوائز الدولية جائزة معرض لينبرج الدولي المانيا1980, وجائزة المركز العالمي لكتب الاطفال سويسرا. وله مقتنيات خاصة لدي الأفراد في كل البلاد العربية والاوروبية والولايات المتحدة واليابان ومقتنيات رسمية بمتاحف الفنون الجميلة بمصر.