سيدي.. لست ساديا حتي أستمتع بتعذيبك, فإنني أدرك أن قسوة كلماتي سوف تذبحك أو تحفر في قلبك ألما لن تستطيع أن تتجاوزه بسهولة أو علي الأقل ستصيبك بإحباط شديد. ولكنها للأسف هي الحقيقة التي تغيب عنك دوما أو علي الأقل تسعي أنت لتتجاهلها علي الرغم من سابق فشلك في تجنبها مرات عديدة..! سيدي.. لم تعد وليا لأمرها.. وعليك أن تدرك أن قبضتك عليها لم تكن في أي يوم من الأيام حديدية بل علي العكس كانت دائما حريرية الملمس.. وعليك أن تواجه نفسك الآن بالحقيقة.. فإنك لن تستطيع منعها من لقائي وأتحداك أن تجرؤ علي أن تحاول ولا أقول أن تقدر أن تمنعها.. فقد شبت هي عن الطوق وأصبحت حرة تفعل ما تشاء.. تلقاني وقت ما تريد ومع ذلك تصر أنت علي عنادك معها وتتوهم أنك تستطيع احتجازها أو منعها من هذا اللقاء..!! سيدي.. لقد فشلت أنت أكثر من مرة في أن تتقمص دور أبو لهب.. فقد مضي عصر وأد الإناث إلي غير رجعة ومع ذلك يحلو لك كل فترة أن تتوهم بقدرتك علي وأدها أو علي الأقل السيطرة عليها.. وفي كل مرة يكون الإخفاق حليفا لك ورفيقا دائما لمحاولاتك هذه..!! سيدي.. أنت أصبحت أضعف من أن تفرض عليها كلمتك.. وهي أصبحت أقوي في مواجهتك.. تتحدي العالم وأنت في مقدمتهم وتخرج متي تشاء لتلقاني سواء أمام الجميع صباحا بل وفي المساء لتبقي إلي جواري حتي تشاء الرحيل مع وعد منها بلقاء جديد..!! سيدي.. صباح اليوم سألقاها كما التقيتها مساء أمس.. ولتعتبر أنت ذلك إخبارا لك أو وشاية عليها وأتحداك أن تمنعها.. وغدا يوم جديد.. ولقاء جديد.. وأنصحك ألا تحاول حتي أن تتبعها وأيضا لا أقول أن تمنعها.. سنلتقي وسط جيش العيون التي جندتها أنت لمراقبتها.. ولن تقوي أنت حتي علي أن تناقشها فيما تفعله معي. وبي.. وفي..!! سيدي.. دعني أقل لك علي الرغم من أن كلماتي تلك قد تكون جارحة لما تسميه أنت مسئوليتك عنها فإنني لا أستطيع السيطرة علي دقات قلبي عندما تلقاني ويكاد من يجاورني أن يسمعها.. أختنقمن شدة الإنفعال وتتفجر دموعي كجندول صغير تجري مياهه في سلسة متناهية.. أتوه وأكاد أفقد الوعي من حرارة اللقاء..!! سيدي.. مثلما واجهتك بالحقيقة المؤلمة سأواجه نفسي أيضا وأعترف لك بما كنت أحاول أن أخفيه حتي عن نفسي فإنني بعد أيام قليلة منذ أول لقاء جمعني وإياها قبل نحو12 عاما, إكتشفت أن ما تفعله هي معي تفعله أيضا مع غيري.. وإنني لم أكن في أي يوم من الأيام ضحيتها الوحيدة في حياتها القصيرة هذه, ومع ذلك لم أستطع أن أبتعد عنها أو أهرب منها.. ولم تستطع هي أن تغادرني أو تحتجب عني..!! سيدي لا أجد ما أقوله سوي أنها وجدت لتعذبني.. وأنني قد خلقت علي تلك البقعة من أرض مصرقاهرة المعز لألقاها ثلاثة أشهر كل عام.!! *** طبق الأصل من خطاب بعث به مواطن قاهري إلي المهندس ماجد جورج وزير البيئة خالصبمناسبة إعلانه إستراتيجية جديدة للقضاء علي السحابة السوداء!! @ahram.org.eg المزيد من مقالات عبدالعظيم درويش